مدار الساعة - بمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية نظم منتدى الرواد الكبار يوم السبت ندوة بعنوان "مسيرة إعلامية وذكريات"، تحدث فيها كل من الإعلاميتين زاهية عناب وجمان مجلي وادارتها المستشارة الثقافية القاصة سحر ملص.
الندوة التي حضرها جمهور من المهتمين بالشأن الإعلامي وبحضور رئيس جمعية الاسر البيضاء ميسون العرموطي والمديرة المنتدى هيفاء البشير، التي قالت ونحن نعيش مئوية الدولة نسترجع ذكرياتنا في أيام الزمن الجميل حين كنا ننظر إلى المذياع والتلفاز، ونتابع هاتينِ القامتين الإعلاميتين من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في زمن كنا بأمس الحاجة إلى إعلام موجه يُنّمي العقول، يثري الفكر، ويوجّه الإنسان لبناء مجتمع فاضل.
وواصلت البشير حديثها "تعرفت على كل من زاهية عناب من خلال ظهورها على شاشة التلفزيون، اما جمان مجلي التي عرفنها من خلال عملها الطويل في الإذاعة الاردنية إضافة إلى تقديمها لبعض البرامج من خلال التلفزيون الأردني، مؤكدة على اعتزازها وفخرها بهن".
من جانبها تحدثت الإعلامية جمان مجلي عن تجربتها الممتدة في مجال الاعلام وخصوصا عملها في الإذاعة الأردنية التي قسمتها الى أربعة مراحل الأولى كانت كما قالت "مرحلة الاندهاش والتعرف والتدريب"، فبعد ان تخرجت من الجامعة الأردنية "إدارة عامة وعلوم سياسية"، أتيحت لها فرصة العمل في إذاعة الأردنية، كعمل مؤقت، مستذكرا الأسماء التي كانت تعمل في الإذاعة الأردنية في ذلك الوقت وهم "سيلمان المشيني، حيدر محمود، تيسير السبول، عزالدين المناصرة، نايف أبو عبيد، محمود فضيل التل، عائشة التيجاني"، غيرهم كثيرون تركوا بصمة في الحياة الثقافية والإعلامية.
كما تحدثت مجلي عن الدورات التي أخذتها في كل من إذاعة BBC، ودورة في عمان التي القاها في ذلك الوقت "حمدي قنديل، صلاح أبو زيد"، ثم رشحت للمشاركة في اعداد وتقديم برنامج البث المباشر مع أساتذة مهمين وكان هذا البرنامج الأول من نوعه في الإذاعة وحتى في المنطقة، وكان هذا البرنامج يحتوي كل أنواع الفنون الاذاعية من مادة صباحية نعدها نحن، ومقابلات ميدانية، واتصالات هاتفية، تعلمت فيها الكثير، ثم بدأت في قراءة نشرات الاخبار والموجز الرئيسية هذه الفترة حركت العقل والوجدان لمستقبل العمل الإذاعي، والتطلع الى المزيد من فهم دور الإذاعة في التنوير، وتقديم الخدمات من خلال التواصل مع المسؤولين والمواطنين.
اما المرحلة الثانية فهي مرحلة الطموح كما قالت عنها مجلي: فبعد العودة من بريطانيا بدأت الأفكار والطموح والتقديم يتدفق مع كل ما يمس حياة المواطن، مع الايمان بان الاعلام ليس فقط مرآة نعكس الواقع، وانما هو تلمس للحاول من خلال استعراض الظواهر الاجتماعية السلبية وتحليلها مع المختصين أكاديميا وعرض الحالات التي تمثل الظاهرة لنكون عبرة ودرسا، ومن البرامج التي قدمتها واعددتها في هذه الفترة برنامج "ربورتاج"، الذي كانت كل حلقة منه عبارة عن بحث ميداني متكامل كما كان يقول المسؤولون والمستمعون.
وأشارت مجلي الى ان المرحلة الثالثة وهي "مرحلة النضوج والمشاركة"، حيث كانت تشارك معي مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة في الندوات والورشات والهيئات الإدارية فكنت أؤمن بان الإعلامي ليس صوتا، او صورة، او قلما فقط وانما يجب ان يكون مشاركا حتى يستطيع ان يتبني القضايا المختلفة بقناعة واهتمام لأنه جزء من الحوارات والاعداد فكان ان قدمت العديد من أوراق العمل عن دور الإذاعة، ثم قدمت برامج للتلفزيون وكنت اول من أعد وقدم برنامج "يسعد صباحك"، المستمر حتى الان وقامت بالأعداد اروى الزعبي قدمت برامج ثقافية سينمائية اخبار في الأقمار قرات نشرات اخبار رئيسيه "الثامنة".
اما المرحلة الرابعة فهي "مرحلة الخبرة"، قالت مجلي بعد ان استفدت من كل هذه التجارب "فوجئت بحالتي الى التقاعد بدون مقدمات، كانت الصدمة كبيرة فشعوري أنه مازال أمامي الكثير من الأفكار والطموحات التي تندرج تحت إطار العمل الإعلامي بعيدا عن المناصب الإعلامية هذا ما حصل على الصعيد الرسمي"، لكن كنت قد بدأ اعمل في إذاعة القوات المسلحة الأردنية قبل التقاعد بثلاثة سنوات واستمر العمل فيها حتى العام 2018.
فيما رأت الاعلامية زاهيه عناب ان العمل الاعلامي ترك ذكريات حفرناها داخل اعماقنا وصور حفظناها في عيوننا حين في داخلنا واشواق باتت واضحة بكلماتنا عند ذكرها ويبقى شيء من عبق الماضي عالق بنا رغم الزمن شيء تعجز يد النسيان ان تطاله.
عناب تحدثت عن افتتاح التلفزيون الاردني في العام 27/4/1968، برعاية جلالة الملك الحسين، وترى انه كان انجاز عظيم بعد سنوات من الاعداد والتجهيز البناء والاجهزة الفنية وتدريب الكوادر التي ستعمل في هذا الصرح المهم للأردن وفي وقت حرج كان الاردن حينها لا زال تحت تأثير حرب حزيران 1967.
واشارت عناب الى انها أوائل العاملين في التلفزيون الذي بدأ في استقطاب شباب وشابات للعمل في كافة المجالات الادارية والفنية تم ارسال العديد منهم للتدريب مثل بدء البث الى دول مثل بريطانيا والمانيا وامريكا ليعودا مخرجين متميزين اذكر منهم "حسيب يوس، عندنا الرمحي، لميس منصور، هيام السالم، نهى بطشون، بسام حمادي"، الذين حملوا على عاتقهم انتاج البرامج المختلفة والاخبار وفي مرحلة لاحقه تم ارسال مجموعة ثانية منهم "سعود الفيضا، زيد فريز، وعدنان عواملة، وسهى طوقان، وهدى ابو نوار، وانا".
وقالت عناب التي بدأت العمل في الادارة في مكتب المدير العام المرحوم محمد كمال لمدة عامين قبل أن تنتقل للعمل في البرامج كمذيعة ومن ثم معدة برامج لقد منحتني الفترة في العمل مكتب المدير العام فرصة كبيرة للاطلاع شموليا على كافة الامور المتعلقة بالعمل سواء برامجيا، اخباريا، اداريا وتنظيميا، لافتة الى ان العمل في البرامج وانتاجها يتميز بالابتكار والالتزام بالوقت، واحترام المشاهدين، وافتخر باني في البدايات عرفت وتعاونت مع كبار ادباء وشعرا واكاديميين، تلك الحقب منهم "حسني فريز، روكس العزيزي، عيسى الناعوري، محمود العابدي، يوسف العظم، املي بشارات، راسم بدران، رفيق اللحام، محمود طه".
اما المرحلة الاولى في السبعينيات التي عملت فيها عناب بتقديم العديد من البرامج منها برامج اجتماعية وثقافية ومنوعات وحملات توعوية في مجال صحة الطفل والمرأة والاسرة، وكان مع هيئات دولية كاليونيسيف حيث تم انجاز العديد من حملات التوعية الخاصة بالاطفال كحملة تحفيز الاسر لتطعيم اطفالهم وضد شلل الاطفال او الرضاعة الطبيعية او الاكتشاف المبكر لاعاقت الاطفال وغيرها من المواضيع التي تصب في مجال الخدمة العامة، فالتلفزيون له دوره في التوعية والتثقيف.
واشارت عناب الى ان البرنامج الثقافية التي كانت تقدم في تلك الفترة برنامج بعنوان "كتاب وقارئ"، الذي كان يعده عميد كلية الاداب د. محمود السمرة، والبرنامج يطرح مناقشة كتاب مع مجموعة من طلبة كليات الجامعة والمجتمع من خلال اسئلة لجنة التحكيم من شخصيات متخصصة في مجال الموضوع الكتاب المنوي مناقشته، اما برنامج فنون جميلة فكان يعده د. فواز طوقان والبرنامج عن الحضارة الإسلامية من خلال الاثار العمرانية االزاخرة في العالم العربي.
في العام 1974-1975، تحول التلفزيون الاردني إلى تلفزيون ملون باجهزة ومعدات جديدة وكان من الاوائل في المنطقة الذي تحول إلى الالوان وهذا حفز العديد من الفنانيين للحضور إلى الاردن لتصوير اعمالهم التلفزيونية في استوديوهات التلفزيون الاردني ومنهم فيروز ودريد الحام وغيره، وفي الهعام 1975.
وتحدثت عناب عن الفترة الممتعة في حياتيها المهنية قائلة :الفترة التي كنت مسؤولية عن برامج الاطفال في الثمانينيات حيث شعرت بعبء المسؤولية لتقديم برامج اطفال تناسب ثقافتنا ومجتمعنا كان فريق العمل مكون من عشرة اشخاص منهم المخرجة هيفا كتاب واملي زبانه ومجدولين خلف وأروى الزعبي، واخرين، ومن برامج الاطفال مواهب الصغار حصة في الهواء، اللوان "للفنون التشكيلية"، وكانت تعده وتقدمه الفنانية سامية الزرو، قطار ومحطات تلفزيون الاطفال برامج الاطفال العرب "أنا عربي"، وغيرها العديد من البرامج.