بقلم حياة العوامله
أردني أم فلسطيني ؟ مصري أم سوري ؟ سعودي أم عراقي ؟ حقًا ، هل يفرق ؟
منذ أن وعينا على أنفسنا يطرأ على مسامعنا بعض من الكلام الذي يدل على تلذذنا بعرقنا ، ليس المشكلة في ذلك ؛ لكن عندما يصبح هذا التلذذ غشاء يعمي ابصارنا ، فننحرف عن طريق الحق .
تعددنا و أختلافنا هو أمر طبيعي بحت ، و نجد ذلك عند كافة الأمم و الشعوب ، و أشكاليتنا هنا هو أنحراف هذا التنوع نحو طرق العنف و النزاع . فإن التعددية في المجتمعات هي سمة إنسانية ؛ حيث يقول سبحانه وتعالى "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " . و تكمن جذور المشكلة في عدم تقبلنا للآخر بأختلافاته العريقة سواء أكانت باللون أو بالأصل أو بالجنس وبالعرق … إلخ .
جهلنا هو عدونا اللدود ؛ فعدم معرفتنا الكافية بموضوع معين يجعلنا نطلق الأحكام المسبقة عليه ، فإن "الجهل" التاريخي ـ السياسي، وضعف حركة "الوعي" بالتاريخ و السياسة من قبل أفراد أو اتباع الكيانات أدى إلى تعصب عرقي، فضعف حركة "الوعي" بالمغالطات التاريخية وتشويه الحقائق التي أحاطت بالكيانات العرقية، أدى إلى تكوين ثقافي عرقي ذي طبيعة "مقهورة " .
فعلينا أن نعرف بعض البعض بطربقة صحيحة ، و ايضا أن نعرف أن افعال شخص واحد لا تمثل شعوبا بأكملها ، وأن أردنا أن ننعم بجو لا يسوده صراع ، علينا أن نتعلم الاعتراف بالآخر رغم كثرة الاختلافات ، و تعاكس الافكار ، و أن نطبق قوله تعالى :" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " و أن ندرك إننا جميعا خلقنا من ضلع آدم ، و آدم خلق من تراب .