بقلم العميد المتقاعد عبدالناصر الشلول
درجت العادة لدى أمانة عمان الكبرى ومختلف بلديات المملكة ان يتم إطلاق أسماء الشهداء والشخصيات والأعلام الوطنية الأردنية وكذلك اسماء الصحابة والأدباء والشعراء والعلماء وبعض رؤساء الدول العربية على الشوارع والميادين والدواوير المنتشرة على مساحة هذا الوطن ، وذلك احتراما لهذه الاسماء وتقديرا لهم لما قدموه من تضحيات ومآثر وبطولات ومواقف على مر التاريخ ، وذلك لنبقى نتذكرهم ونردد اسماءهم باستمرار على مر الأجيال وهو ما يحقق الشعور الديني والوطني والقومي إلا أن مجتمعنا على ما يبدو في معظم الأحيان يتنكر لهؤلاء ، حيث أنه مع انتشار المحال التجارية وبعض المنشآت الخاصة ( التي سميت بأسماء اصحابها) فقد حلت اسماء هذه المنشآت محل الاسماء الرسمية للشوارع والميادين فاخذ المواطن يرددها ويستدل بها على مواقع مجاورة متناسين الأسماء الحقيقية والرسمية التي سميت بها ، فعلى سبيل المثال مايزال المواطن يصر على اطلاق اسم (شارع الجاردنز) على شارع وصفي التل في عمان ، وكأن المطعم الذي كان يتواجد بنفس المنطقة هو من ضحى بحياته من أجل هذا الوطن!!!! ومثال آخر أن ميدان الملك عبد الله الأول في مدينة اربد سمي بذلك قبل أن يوضع البرج الذي تعتليه الساعة ليطلق المواطن عليه ميدان الساعة متناسيا الاسم الحقيقي له ،وهناك أمثلة كثيرة على ذلك لا يتسع المقال لذكرها واعتقد أنها موجودة في أماكن كثيرة في المملكة ، وما يؤلمني ايضا أن شارع الشهيد وصفي التل في اربد الذي يربط مابين دوار الثقافة وطريق الحصن اصبح المواطن يسميه باسم احد التجار المشهورين في المنطقة (مع الاحترام لجميع التجار ) وهناك بعض الميادين والاشارات الضوئية والدواوير اصبحت تسمى باسماء المطاعم ومحلات الاراجيل والمقاهي ومغاسل السيارات والصيدليات وصالات الأفراح واسواق الخضار ومحلات الحلويات وما الى ذلك وكأن ثقافتنا وتاريخنا افرغ من مضمونه لنخلد اصحاب هذه المنشآت !!! وعندما يساهم المواطن بهذا التجاهل والتناسي للأسماء الوطنية والقومية فان ذلك يضع مليون علامة استفهام بحق مجتمع يفترض انه يفتخر بتاريخه وثقافته ودينه وبعض أعلامه.
وهنا اعتقد أن مسؤولية ذلك ايضا تقع على وسائل الإعلام الوطنية( المرئية والمكتوبة والمسموعة ) وكذلك المواقع الالكترونية المرخصة وشركات الدعاية والإعلان التي يجب ان تتوخى الدقة والمسميات الرسمية في نشر أي خبر او اعلان او وصف لأية منشأة تجارية واستثمارية وموقعها بحيث نعيد لهذه المسميات احترامها وحضورها ونحن ندخل المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية التي ساهم بمسيرتها وتقدمها وعمرانها من يتجاهلهم المجتمع ويتنكر لهم.