مدار الساعة - كشف موقع The Intercept الأمريكي، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، أن ابن أشهر زعيم مقاوم لحكم طالبان في فترة حكمها الأولى لأفغانستان أحمد مسعود شاه هرب إلى طاجيسكتان المجاروة، بعد أقل من شهر من تعهده بالدفاع عن وطنه "مهما حدث".
إذ قال الموقع إن أحمد مسعود، نجل زعيم التحالف الشمالي الراحل أحمد شاه مسعود، فر إلى طاجيكستان بعد فترة وجيزة من سيطرة طالبان على وادي بنجشير في 6 سبتمبر/أيلول، وفقاً لمسؤول استخبارات أمريكي كبير ومستشار في البنتاغون واثنين من كبار المسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير ومسؤولان أفغانيان سابقان إن عمرو الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني السابق ورئيس الاستخبارات منذ فترة طويلة، انضم إلى مسعود بعدها بأيام قليلة، وغادر أفغانستان بطائرة هليكوبتر.
رموز ما يُعرف بالمقاومة الأفغانية لحكم طالبان قالا بأنهم لا يزالون في أفغانستان، وأنهم صامدون في مواجهة طالبان، وينطوي الأمر على إشارة إلى التحول البارز في أقدارهم: فهذه أول مرة منذ عقود، لا تهب حكومة الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لنجدتهم ومساعدتهم.
ويسعى كل من مسعود وصالح إلى الحصول على مساعدات ومعدات عسكرية من الغرب، لكن إدارة بايدن لا تدعمهما ولم تعطِ أي مؤشر عما إذا كانت ستقدم مساعدة لهم في المستقبل، وفقاً لمسؤولين أفغان سابقين ومسؤول استخباراتي أمريكي متقاعد.
والأربعاء 22 سبتمبر/أيلول، استأجر مسعود أحد العاملين البارزين في مجال الضغط السياسي في واشنطن، روبرت ستريك، وهو شخصية مقربة من دوائر الجمهوريين. ولطالما حظي مسعود وصالح بتبني شخصيات بارزة من الجمهوريين، مثل السيناتور ليندسي غراهام، الذي أبدى رغبته واستعداده الحريص للعمل على عودة الولايات المتحدة إلى أفغانستان.
من جهة أخرى، لم يظهر أي من مسعود ولا صالح علانيةً منذ سيطرة طالبان على بنجشير. ينحدر كلاهما من ولاية بنجشير الجبلية الشمالية الشرقية، ويعيش مسعود حالياً في "منزل آمن" بالعاصمة الطاجيكية دوشانبي، وفقاً لمسؤولٍ كبير سابق في الحكومة الأفغانية تحدث معه الأسبوع الماضي، ويقيم صالح أيضاً في مكان قريب.
جاء آخر ما كتبه صالح على موقع تويتر في تغريدة منشورة في 3 سبتمبر/أيلول، عندما بدأت طالبان في تطويق بنجشير. وفي مقطع فيديو مصاحب، نفى التقارير التي ذكرت أنه فر بالفعل من أفغانستان ووصفها بأنها "ليس لها أي أساس على الإطلاق". وكتب صالح على تويتر أن "المقاومة مستمرة وستستمر. أنا هنا في أرضي، ومن أجلها، ومن أجل الدفاع عن كرامتها".
يوم الإثنين 20 سبتمبر/أيلول، قال علي ميسم نزاري، المتحدث باسم أحمد مسعود، لموقع The Intercept، إن مسعود "موجود داخل أفغانستان… في مكان غير معروف". ولم يتسن الوصول إلى صالح للتعليق.
كان نواب جمهوريون بارزون في الولايات المتحدة، مثل السيناتور ليندسي غراهام والنائب مايك والتز، دعوا في أغسطس/آب الماضي إدارةَ بايدن إلى الاعتراف بصالح ومسعود "ممثليْن شرعيين للحكومة" في أفغانستان. وقال غراهام لشبكة BBC في وقت سابق من هذا الشهر: "سنعود إلى أفغانستان. سنضطر إلى ذلك لأن التهديد [الإرهابي] سيصبح تهديداً جسيماً".
وقال غراهام عن صالح في مقابلة مع مجلة Politico الأمريكية الأسبوع الماضي: "أريده أن يخرج ليتحدث علناً بصوته"، كما ورد أن غراهام ضمن لصالح فرصة الظهور في برنامج المذيع شون هانيتي على قناة Fox News الأمريكية في أغسطس/آب. وتمكن والتز من الحصول على فرصة لظهور مسعود على القناة أيضاً.
كما حثَّ عدد متزايد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الرئيسَ الأمريكي بايدن على تصنيف طالبان منظمةً إرهابية. وقدم نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ ماركو روبيو تشريعاً من شأنه فعل ذلك بالضبط، وهي خطوة على الأرجح أن تقضي على أي فرصة لتعاون دبلوماسي مع الحكومة الجديدة.
ليس من الواضح ما إذا كان مسعود وما يُعرف بجبهة المقاومة الوطنية التابعة له سيحظيان بدعم الولايات المتحدة والحكومات الغربية هذه المرة. تبدو الآفاق قاتمة، فقد ذكرت صحيفة The New York Times الأسبوع الماضي أن "القتال توقف إلى حد كبير" في ولاية بنجشير، وأن "المقاومة باتت محصورة في بعض المناطق الجبلية".
ومع أن وكالات الاستخبارات الغربية لم تعلن تعاوناً رسمياً مع مسعود، فقد ورد أنها عقدت اجتماعات غير رسمية بشأن ذلك. وهناك أيضاً سوابق تاريخية كثيرة لجماعات معارضة تهرب إلى البلدان المجاورة للتخطيط من أجل العودة في نهاية المطاف.