مدار الساعة - شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في الاجتماع الوزاري لمتابعة مُخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي عُقد في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، ويأتي متابعةً لمُخرجات المؤتمر الذي استضافته جمهورية العراق الشقيقة أواخر شهر آب الماضي، بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني، وقادة وممثلي عدد من الدول، لبحث آليات تأسيس شراكات مُستدامة اقتصادية واستثمارية في مختلف المجالات بين العراق ودول المنطقة، والتأكيد على أهمية دور العراق اقليمياً ودولياً.
وشدّد الصفدي خلال الاجتماع الوزاري على مُواصلة دعم المملكة للعراق الشقيق وأمنه واستقراره، الذي يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.
وأكّد الصفدي على وقوف المملكة إلى جانب العراق الشقيق في عملية إعادة البناء وتثبيت الاستقرار، لافتاً إلى أنّ العراق قدّم تضحيات كبيرة، وحقق نصراً كبيراً على عصابة داعش الإرهابية والقوى الظلامية يجب تكريسه من خلال دعم العراق، وجهود الحكومة العراقية لإعادة البناء وتلبية طموحات شعبها الشقيق.
وأكّد الصفدي على ضرورة احترام سيادة العراق، مشدداً على أن المملكة ستبقى سنداً للأشقاء تقف معهم في مواجهة كل التحديات، لافتاً إلى تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارتيه إلى بغداد هذا العام أنّ الأردن يقف مع العراق بكل إمكانياته.
وأشار الصفدي إلى أهمية الجهود المبذولة في إطار آلية التعاون الثلاثي مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في تعزيز التعاون والتكامل بما يخدم مصالح البلدان الثلاثة والمنطقة، ويُعزز التعاون العربي المشترك.
وأضاف الصفدي بأنّ اللجنة الوزارية على مستوى وزراء الخارجية، التي انبثقت عن المؤتمر، من شأنها وضع الآليات المستقبلية للمُضي قُدماً في تنفيذ مخرجات المؤتمر لتحقيق شراكات سياسية واقتصادية وأمنية، وترسيخ أواصر التعاون خدمةً للمصالح المشتركة، مُعرباً عن تطلع المملكة لاستضافة المؤتمر خلال العام القادم 2022 في العاصمة عمّان.
وعبّر المشاركون في الاجتماع الوزاري في بيان عن دعمهم للحكومة العراقية وجهودها الرامية إلى ترسيخ الأمن وتحقيق الاستقرار في العراق، وتأكيدهم أهمية عقد الانتخابات البرلمانية في موعدها خلال شهر تشرين الأول القادم، وتقديم الدعم الإقليمي الرامي لإعادة إعمار العراق.
إلى ذلك، عقد الصفدي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مساء الثلاثاء، محادثات ثنائية، أكّدت حرص المملكتين الشقيقتين على استمرار العمل على تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية والتعاون في مختلف المجالات، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.
وهنّأ الصفدي الأمير فيصل بمناسبة اليوم الوطني الحادي والتسعين للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
واستعرض الوزيران التطورات في المنطقة، مشددين على أهمية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات والأزمات التي تواجه المنطقة.
كما واصل الصفدي اليوم لقاءاته الثنائية على هامش المشاركة في أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
والتقى الصفدي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لبحث سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، لا سيما السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية.
وأكّد الصفدي متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، والحرص المشترك على تطويرها في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية.
وبحث الصفدي مع نظيره التركي المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وجهود إيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي والمرجعيات الدولية المعتمدة.
وأكّد أوغلو بأن تركيا تثمن الدور الذي تقوم به المملكة كعامل استقرار مهم في المنطقة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وشدّد على أهمية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية المقدسات والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وفي اجتماع منفصل، عقد الصفدي مع وزيرة الخارجية النرويجية اينه اريكسون سوريدي، مباحثات ثنائية، ركّزت على سبل تطوير علاقات الشراكة والصداقة الوثيقة بين المملكتين، وترجمتها تعاوناً أوسع في كافة المجالات، لا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والدفاعية.
كما استعرض الوزيران المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مُقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وثمّن الصفدي الدعم الذي تقدمه النرويج لمساعدة المملكة على مواجهة أعباء اللجوء، ودعمها المستمر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية وفقاً لتكليفها الأممي. كما أشاد الصفدي بدور النرويج الهام من خلال رئاستها للجنة الاتصال المُخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المُقدمة للشعب الفلسطيني، والتي تُسهم في تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.
من جانبها، أشادت سوريدي بمتانة العلاقات بين المملكتين الصديقتين، وعبّرت عن تقديرها لدور الأردن المحوري والجهود المكثفة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وثمّنت سوريدي الدور والنهج الإنساني للمملكة واستضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين بالرغم من التحديات الاقتصادية الصعبة.