أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

طلبة المدارس في صالات ’البلياردو‘.. ظاهرة سلبية في الطفيلة

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,جامعة الطفيلة التقنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - أنس العمريين - العلم يبني بيوتاً لا أساس لها.. والجهل يهدم بيوت العز والكرم .. من خلال هذا البيت الحكيم، يدرك الكل على اختلاف مستوياتهم التعليمية أهمية العلم ودوره الكبير في بناء الأمم والأوطان، لكن حينما تتفشى ظاهرة انتشار طلبة المدارس في صالات "البلياردو" ، يجب أن تكون هناك وقفة من الجميع " وزارات ـ مؤسسات ـ أسر" فالكل حينئذ سيكون مسؤولاً عن تلك الأزمة.

تفشت الظاهرة، ولا نريد أن نكون كالنعام؛ ندفن رؤوسنا في الرمال ونتعامى عن قضية وطنية، تبعات إهمالها الانهيار والسقوط في غياهب التخلف والجمود.

تحولت ظاهرة أرتياد طلاب المدارس لصالات البلياردو في السنوات الأخيرة بمحافظة الطفيلة إلى " حالة طبيعية " بعد أن كانت تلقى "ممانعة" بسبب الأعراف الاجتماعية السائدة واقتصارها على الشباب ممن هم فوق (18) سنة فقط.

وكانت فكرة ارتياد صالات "البلياردو" بالنسبة لطلبة المدارس في الماضي، يتخللها الكثير من الحذر والخشية بسبب الأعراف الاجتماعية السائدة حول جواز دخول ممن هم اقل من (18) عاماً إلى تلك الأماكن، وما يتخللها من سمعة "غير طيبة" في بعض الأحيان.

ويبرر طلبة المدارس ذهابهم لصالات "البلياردو" بأن الأجواء المدرسية لا يوجد بها أي شيء يجذب الطالب، وكل شيء يدفع الطالب للهروب من المدرسة، فضلاً عن الروتين الدراسي الذي لا تتخلله أي أنشطة ترفيهية، لذلك يتم الاتفاق مع بين الطلبة للذهاب لتلك الصالات.

ويعزو الطالب أحمد، ذهابه مع زملائه لصالات "البلياردو" إلى عدم قدرة المدارس على جذب الطلاب إلى العملية التعليمية بسبب افتقارها إلى المعلم الجيد والفصل المثالي والمكتبة المثالية والساحة المناسبة والأنشطة المختلفة، - حسب قوله -.

ويضيف" أنا عن نفسي اذهب يومياً الى صالة "البلياردو" القريبة من منزلنا وأجلس مع أصدقائي لنقضي وقتاً ممتعاً، ولكن غيرنا يتجه إلى أشياء أخرى خطيرة مثل الذهاب لتناول المشروبات الروحية، وأعتقد أن السبب في ذلك وجود تدليل زائد ووفرة مادية إضافة إلى غياب دور الأسرة والمدرسة.

وتقول دكتورة علم النفس في جامعة الطفيلة التقنية عطاف كفاوين،"إن عدم وجود ما هو جدي في حياة طلبة المدارس سواء تعليم أو نشاط ثقافي أو ترفيهي ذو مدلول ومغزى تُضطر هذه الفئة إلى ملء أوقات الفراغ بما هو سطحي ومبتذل".

وتضيف : "هي أيضاً انعكاس لحالة الخواء في ظل تراجع دور المنابر الرسمية الجادة والقوى والتجمعات والتنظيمات التي تستطيع التأثير والتفاعل مع هذه الشريحة بسبب خطابها التقليدي والتفكير بدلاً عن هؤلاء الشباب في حين يتطلب الموقف التفكير معهم وليس التفكير عنهم".

ويرى مدير مدرسة العين البيضاء الثانوية للبنين الاستاذ رائد القطامين ان ذهاب الطلبة لصالات " البلياردو " هي نتيجة لتقليدهم من هم أكبر منهم سناً، حيث يستطيع أصحاب هذه الصالات تأمين قوى جذب تحاكي مستوى تفكير ومشاعر واهتمامات هذه الشريحة.

ويضيف " ومن الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة المرضية بدأت في أوساط مجتمعنا وبقوة التأثير الإعلامي تنزلق فئات من الطلبة إلى هذه الأوساط التي تحاكي حالة الكبت والاحساس بالحرمان لديهم حيث تصبح هذه الأجواء بيئة خصبة لتفريغ شحناتهم".

وأشار القطامين الى إن عدم المتابعة من قبل العائلة تدفع بعض طلاب المدارس لارتياد صالات "البلياردو" لتمضية الوقت، وقد يتعلموا عادات سيئة من قبل بعض الأشخاص المتواجدون في تلك الصالات، كالتدخين وقد تنتهي بالمخدرات، مضيفاً "إن أي شيء في الحياة له إيجابيات وسلبيات، وأما موضوع ارتياد طلبة المدارس فكل نتائجها سلبية حتماً، وذلك لسبب واحد هو أن تلك الصالات ليس مكاناً لهم أصلاً".

وقال الطالب محمد - في الصف الاول الثانوي الادبي - انه يرتاد صالات "البلياردو" فترة العطل والأعياد، وذلك بسبب نقص النوادي الرياضية بشكل عام، ولأنه من محبي كرة السلة، حيث لا تتوافر ملاعب خاصة بكرة السلة في مدرسته .

وأشار بعض اولياء أمور الطلبة الى ان ظاهرة ارتياد الاطفال لصالات " البلياردو" اصبحت منتشرة في مختلف مناطق المحافظة، لافتين الى أن "الأطفال الذين يلعبون في تلك الصالات يقومون بتجميع ثمن اللعبة من مصروفهم الشخصي على حساب دراستهم "، مطالبين "معاقبة اصحاب المقاهي الذين يسمحون للأطفال باللعب او من يقدم لهم هذه الخدمة".

مدار الساعة ـ