أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المرحوم العم حيدر عيسى مراد

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم حسان عمر ملكاوي

ثلاث سنوات على رحيل رجل الأعمال والاقتصادي الكبير وصاحب الفضل على الكثير والقريب من الجماهير الذي أخذ على عاتقه رعاية العديد من الأسر والأيتام وتشرفت بحكم علاقته الأخوية مع الوالد المحامي عمر ملكاوي بعضوية في جمعيات خيرية كان رئيسها مثل جمعية حمزة بن عبد المطلب لتربية الفتيات الأيتام وكنت شاهد على حجم الرعاية التي يوليها لتلك البنات فلم يقتصر دوره على دعم الجمعية ماليا لا بل كان حريصا أن يكون أب للجميع وكان حريص على استضافة البنات في أجواء أسرية في بيته ومرزعته وبحضور كافة أفرد أسرته الكريمة الذين نهلوا من نبع أخلاقه وساروا على نفس الدرب وأذكر يوما أن بنت من الفتيات كان تعاني من ألم بالأسنان وقد تحتاج تقويم مكلف وأذكر أنه عند الحديث عن التكلفة قال أنا مستعد ابعثها على أغلى وأكثر دولة متطورة بعلاج الأسنان وعلى حسابي الشخصي دون تكليف الجمعية أي مال وبدأ الحضور بإقناعه بأن الأمر لا يحتاج وكان لديه سفر من أجل عمل وقال أنا بلغيه والمهم البنت ما تتألم ويتم العلاج قبل كل شيء وبعد جهود تم اقناعة وأذكر أنه بعد ذلك حضر إلى المنزل لدينا وقال لوالدي أنا بسافر بس تتولى أنت شخصيا متابعة موضوع البنت مهما كلف أنا حاضر
لقب معالي العين حيدر عيسى مراد شهبندر التجار ومع ذلك اللقب فقد كان بنظري من أكثر الأشخاص تواضعا ودماثة الاخلاق وطيب المعاملة ولسان لا يعرف إلا كلام جميل وطيب كطيب قلبه وجمال شخصيته تعرض في آخر سنوات إلى عملية دسك كادت أن تؤدي إلى شلل ولكن ردة فعله التي أيضا كنت شاهدا عليها كانت مثار الإعجاب وكان دائما يؤمن أن الإنسان يجب أن يكون صاحب عفوا وخاصة عند المقدرة لأن الله عفوا يحب العافين ويجب وأن يكون الانسان معطاء لأن الله كريم يحب الكرم ولان المال لا ينقص من صدقة والرزق يأتي بكرم المولى عز وجل ومن هنا على الإنسان أن يكون حريص أولا على الزكاة وأدائها واجب ديني وأن لا يكتفي بتلك الزكاة بل أن يكون متصدقا ولا يرد سائل أو محتاج
كان رحمه الله داعما لجمعيات كثيرة وفي يوم اتصلت به وطلبت دعم لجمعية كنت عضوا وهي الجمعية الوطنية لحماية المستهلك وأذكر أنه قال لي حرفيا يا ابني يا حسان هذا فرض وواجب اتصل الآن مع أخوك ابني عيسى وخليه يوفر اللازم
وعند الاتصال كان رد أخي عيسى أنه لا داعي للشرح مبررات الطلب فقط اعطيني العنوان وما تريد اعتبره حاضر لديكم الساعة العاشرة صباح الغد وإذا ممكن تزودني برقم هاتف من يستلم المطلوب وفعلا تم ذلك دون تأخير
وأذكر أنه بعد إجراء عملية الدسك تقربيا عن كل الاجتماعات ذات المردود المالي والبزنس بلغة التجار ولم يتوقف عن حضور اجتماع الجمعيات وعند سؤاله كان يجيب هذه اجتماعات خير والعمل فيها لوجه الله تعالى ولا يجوز أن تتوقف مهما كان الوضع الصحي وكان يأتي ويقوده أحد الأبناء وعندما يراني يقول له اتركني وحسان يقودني ويتبادل معي حديث ودي لا يختلف عن حديث الأب وابنه وبكل تواضع جم
وفي ذلك الوقت كنت مسؤول قسم خدمة العملاء في بنك القاهرة وتم انتدابي إلى فرع البنك في مجمع ليدرز سنتر وصادف يوم أن علمت بحضوره وبرفقته خالتي أم عيسى إلى مكتب الشركة في المجمع وذهبت بعد انتهاء دوامي بحكم الواجب والمحبة إلى مكتبه للسلام عليه خاصة أنه كان في تلك الأيام يعاني صحيا من أثر العملية وتفاجئت مثل غيري بحضوره وجلست عنده طويلا وبهذة الأسماء حضر اخي عيسى مراد ومعه مجموعة الشيكات المراد توقيعها من الوالد وكان يقرأ له الاسم والمبلغ وللأمانة كأنت كلها إلى جهات خيرية ولم يكن بينها أي شيك للعمل التجاري الدنيوي وكان أثناء التوقيع يسأل عن جهات خيرية وأسر أخرى ويجيب أخي عيسى والله بعثنا
عمي المرحوم أبو عيسى مهما كتبت لأن اوفيك حقك وستبقى في قلوبنا وعقولنا ولقد عرفتك منذ كنت طفلا ولي معك ذكريات لا تنسى ولكن لا نملك سوى قلب ولسان يدعو لك بالرحمة والمغفرة وجنات الخلد
وبرحيلك فقد الوطن أحد أبرز رجاله واقتصادي كبير ورجل يعشق الوطن وفلسطين الحبيبة والأمة العربية والإسلامية وقدم دعم وعطاء بلا حدود ولا منة على أحد والله نسأل أن يجزيك كل الخير على كل ما فعلت وأن يزيد في ميزان حسناتك
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته والهمنا جميعا الصبر والسلوان
وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية
مدار الساعة ـ