مدار الساعة - كشفت صحيفة تفاصيل الغارة الأخيرة التي نفذهها الجيش الأمريكي في 29 أغسطس/آب الماضي، قبل يوم من إنهاء مهمته التي استمرت 20 عاما في أفغانستان، بدافع إحباط هجوم جديد خطط له تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور دوليا) لتفجير مطار كابول، والتي خرج بايدن يطمئن الامريكيين بان الغارة نجحت في قتل احد قيادات داعش.
وجاء في تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، إن تنقلات سائق السيارة إزمراي أحمدي في اليوم الذي نُفذت فيه الضربة، والتي اعتبرها الجيش الأمريكي مشبوهة، كانت تحركات يقوم بها خلال يوم عمل عادي.
يوم عمل معتاد
وقالت الصحيفة أن السائق هو عامل منذ فترة طويلة في منظمة إغاثة أمريكية.
وأشارت الصحيفة، وفقا لمقابلات أجرتها مع أفراد أسرته وزملائه وشهود آخرين، إلى أن رحلاته في ذلك اليوم تضمنت في الواقع نقل الزملاء من وإلى العمل.
عبوات مياه وليست متفجرات
وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها الصحيفة بأن أحمدي وزميل له يحمّلان عبوات من الماء في صندوق السيارة لإحضارها إلى عائلته بعد أن توقفت إمدادات المياه في المنطقة الذي يعيش فيها بعد انهيار الحكومة.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين كانوا قد أعلنوا في هذا الوقت تقريبا أن طائرة مسيرة لاحظت أحمدي و3 آخرين يحملون عبوات ثقيلة في السيارة، ويعتقدون أنها قد تحتوي على متفجرات.
كيف اتخذ قرار الضربة
ووفقا للصحيفة، اتخذ القائد قراراً بضرب السيارة على الرغم من أن "الهدف" كان وقتها داخل منطقة سكنية مكتظة بالسكان، إلا أن مشغل الطائرة بدون طيار أجرى مسحاً ضوئياً سريعاً ورأى رجلاً بالغاً واحداً فقط قرب السيارة، وبالتالي قيّم "بشكل مؤكد مستند إلى المنطق" أنه لن يتم قتل أي نساء أو أطفال أو غير مقاتلين، على حد قول المسؤولين الأمريكيين.
مشهد مأساوي
لكن بحسب الأقارب، عندما دخل أحمدي فناء منزله خرج العديد من أبنائه وأبناء إخوته متحمسين لرؤيته وجلسوا معه في السيارة.
ونقلت الصحيفة عن شقيق أحمدي، ويدعى رومال وكان متواجدا في المنزل أثناء الضربة، قوله إن محرك السيارة كان لا يزال يعمل عندما حدث انفجار هائل مفاجئ.
وهرع رومال إلى الفناء بحثا عن الأطفال، حيث رأى أن ابن أخيه فيصل (16 عاماً) سقط من الدرج الخارجي وأصيب جذعه ورأسه بجروح خطيرة. وقال: "لم يكن يتنفس".
ووسط النار والدخان، رأى ابن أخ آخر ميتاً، قبل أن يصل الجيران ويسحبوه بعيداً، على حد قوله.
الضحايا أطفال
البنتاغون حول الضربة الأمريكية الخاطئة في كابول: استندت إلى معلومات استخباراتية جيدة
ونقلا عن أقارب أحمدي فإن 10 أفراد من عائلاتهم، بينهم 7 أطفال، تم قتلهم في الغارة، وهم: أحمدي و3 من أبنائه، زمير (20 عاماً) وفيصل (16عاماً) وفرزاد (10 سنوات)؛ ناصر ابن عم أحمدي (30 عاماً)؛ 3 من أبناء رومال، أروين (7 سنوات) وبنيامين (6 سنوات) وحياة (سنتان)؛ وفتاتان في الثالثة من العمر، مليكة وسمية.
بينما أقر الجيش الأمريكي حتى الآن بسقوط 3 ضحايا مدنيين فقط.
تعليق البنتاغون
وتعليقا على ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لوكالة "سبوتنيك" أن الضربة الجوية استندت إلى معلومات استخباراتية جيدة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، "لا نزال نعتقد أنها حالت دون وقوع تهديد وشيك للمطار ولرجالنا ونسائنا الذين كانوا يخدمون في المطار".
يذكر أنه، في آب/أغسطس الماضي، استولت حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان.
وفي ليلة 31 أغسطس، غادر الجيش الأمريكي مطار كابول، منهيا ما يقرب من 20 عاما من الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان.