مدار الساعة - كشف النائب ونقيب المحامين الأسبق، صالح العرموطي عن محطات وصفها بـ القاسية من حياته بدأت من طفولته، مشيرا إلى أنه تحمل المسؤولية إلى جانب والده وهو في ريعان الطفولة، حيث كان يعمل في الفلاحة بالموازاة مع الدراسة في ظل ظروف صعبة.
وقال العرموطي في لقاء مع الإعلامي عزام التميمي، عبر قناة الحوار، إن أسرته عانت وتجرعت حسرات كثيرة، وذلك بسبب وفاة 12 أخا له في أعمار مختلفة، الأمر الذي سبب حزنا كبيرا لوالدته التي بقيت تذكرهم حتى وفاتها، واعتبر أن ذلك انعكس على شخصيته.
واستذكر العرموطي حادثة وقعت مع رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل في مطلع الستينات، حين أراد أن يلتقي الطلاب المتفوقين معتبرا أن هذه الحادثة يتذكرها جيدا، وتكون ملهمة له للمسؤولين في الوقت الحالي، لدعوتهم إلى لقاء الشباب والسماع عن مشكلاتهم وهموهم.
وأشار إلى أنه انقطع فترة عن دراسته الجامعية ليلتحق بالعمل في القطاع الحكومي وواصل دراسته بالانتساب، حيث عمل في دائرة مراقبة الشركات وبعدها في وزارة البلديات، لكنه اختلف مع وزير البلديات رغم أنه وصل إلى مستشار قانوني، وغادر موقعه.
وحول ذكرياته عن نكسة 1967، استذكر النائب ما وقع من أحداث في هذا العام، وكيف كانت تخرج الطائرات لتقصف الأماكن البارزة على مرأى عينه، حيث مرت الأمة حينها بظروف صعبة، لكن هذه الأحداث كانت سببا في وحدة الشعب الأردني والفلسطيني.
كما استذكر لقاء له مع جلالة الملك حينما انتخب نقيبا للمحامين، حيث أكد بأن الأردن دولة مؤسسات وقانون فيجب إعادة النظر في كل القوانين والتشريعات، إذ بقي العمل جاريا في قوانين أقرت في عام 1927 لفترات طويلة، وانعكست على كثير من المواطنين.
وحول أحداث 1970، قال النائب العرموطي إنها حقبة سوداوية لا أحب التركيز عليها باعتبارها صفحة طويت، وأحب أن أركز على الايجابيات، خصوصا ما يتعلق بمعركة الكرامة ولأول مرة العدو الصهيوني يطلب وقف اطلاق النار، وأنا شاهدت الدبابات التي تم حرقها في وسط البلد.
وتحدث النائب العرموطي عن ألمه ومعاناته لفقدان زوجته، التي كانت تملآ عليه الحياة، وقال لولا الذهاب إلى مجلس النواب والالتقاء بالزملاء ووسائل الإعلام لم أتصور بقائي في هذه الحياة.. فقدت عزيزة غالية تقنية نقية لم تشكو في يوم من الأيام.
وأوضح بأنه وبسبب ارتباطه الكبير بزوجته التي شاركت معاناة وهموم الحياة، حرم على نفسه الزواج من بعدها، مستذكرا كيف ساهمت بقرار ترشيحه إلى انتخابات مجلس النواب، بعمرها لم تنقل سرا من أسراري.
وقال قلبي تعلق بهذه الفتاة وأنا في عمر الطفولة، وسعدت بزواجها وعشنا حياة راشدة نموذجية.
وكشف عن الحادثة التي سبب خلافه مع وزير البلديات حينما كان يعمل بها مستشارا قانونيا، حيث أحيلت له قضية مختلف عليها بين الوزير والأمين العام آنذاك، حيث قدم رأيا قانونيا مجردا الأمر الذي لم يعجب الوزير باعتباره لا يتوافق مع ما يريد، ووقعت ملاسنة بينه وبين الوزير، ليقول للوزير إن بإمكانه اتخاذ أن يتخذ قرارا بشأني، وعقب ذلك قرر الوزير تعيين مستشار قانوني آخر، ليقوم بالاستقالة من موقعه.
وتحدث عن قضية ما كان يعرف قضية شباب مؤتة حينما كان وكيلا لهم مع عدد من المحامين، وعبر عن فرحته الغامرة من تحول الحكم بحقهم من إعدام إلى براءة، ومنهم الآن من أصبح مدرسا في الجامعات ومنهم من يعمل مديرا، وتميزوا في قطاعاتهم.