مدار الساعة - رغم أنهم صغار في السن مقارنة بمرضى القلب، إلا أن العديد من الرجال في ثلاثينات وأربعينات العمر يموتون فجأة وبدون مقدمات نتيجة السكتة القلبية المفاجئة. فهل تشبه النوبة القلبية التي تصيب كبار السن؟ ولماذا تودي بحياة الأصغر سناً بكل هذه السرعة؟
بدايةً، لا بد من توضيح أن السكتة القلبية المفاجئة ليست نوبة قلبية.
تحدث النوبة عندما يكون هناك انسداد في واحد أو أكثر من شرايين القلب، ما يمنع القلب من تلقي ما يكفي من الدم الغني بالأوكسجين. إذا لم يتمكن الأوكسجين الموجود في الدم من الوصول إلى عضلة القلب، يتضرر القلب.
في المقابل، تحدث السكتة القلبية المفاجئة عندما يتعطل النظام الكهربائي للقلب ويصبح فجأة غير منتظم؛ ينبض القلب بسرعة خطيرة وترفرف البطينات أو ترتعش (الرجفان البطيني)، ولا يتم توصيل الدم إلى الجسم.
في الدقائق القليلة الأولى، يكون القلق الأكبر هو أن تدفق الدم إلى الدماغ سينخفض بشكل كبير بحيث يفقد الشخص وعيه، وبعد ذلك يموت الشخص ما لم يتلق علاجاً فورياً، حسب ما نشر موقع webmed الطبي.
وتصيب هذه الحالة البالغين في منتصف الثلاثينيات إلى منتصف الأربعينيات، وتنتشر بين الرجال ضعف عدد النساء، وتعد نادرة لدى الأطفال، حيث تصيب 1 إلى 2 فقط من كل 100 ألف طفل كل عام.
عوارض السكتة القلبية المفاجئة
يعاني بعض الأشخاص من أعراض عامة مثل تسارع ضربات القلب أو الشعور بالدوار، مما ينبههم إلى مشكلة خطيرة في نظم القلب. ومع ذلك، في أكثر من نصف الحالات، تحدث السكتة القلبية المفاجئة دون أعراض مسبقة.
الأسباب
تحدث معظم الوفيات القلبية المفاجئة بسبب عدم انتظام ضربات القلب أو ما يُسمى الرجفان البطيني؛ في تلك اللحظة يصبح القلب غير قادر على ضخ الدم فيموت المصاب في دقائق.
إضافة لذلك، توجد عدة عوامل تزيد من مخاطر التعرض للسكتة القلبية المفاجئة منها:
نوبة قلبية سابقة مع تلف منطقة كبيرة من القلب.
مرض القلب التاجي.
التدخين وارتفاع ضغط الدم والتاريخ العائلي لأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول.
عامل الوراثة.
تضخم عضلة القلب.
السمنة.
السكري.
المخدرات وبعض الأدوية.
الإسعافات اللازمة فوراً
يشمل العلاج في حالات الطوارئ الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) وإزالة الرجفان.
والإنعاش القلبي الرئوي هو تقنية يدوية تستخدم الضغط المتكرر على الصدر والتنفس في المجاري الهوائية للشخص الذي يحافظ على تدفق ما يكفي من الأوكسجين والدم إلى الدماغ؛ حتى تتم استعادة إيقاع القلب الطبيعي بصدمة كهربائية للصدر، وهو إجراء يسمى إزالة الرجفان.
بدورها، تستخدم فرق الطوارئ أجهزة تنظيم ضربات القلب المحمولة إلى أن يتم إيصال المريض إلى المستشفى.
ويمكن اللجوء لهذه الخطوات الفورية على الشكل التالي:
حاول الحصول على رد من خلال هز الشخص.
تحقق من وجود نبض.
اطلب من شخص قريب الاتصال بالطوارئ.
ابدأ في الضغط على الصدر 100 إلى 120 مرة في الدقيقة حتى وصول المسعفين.
هل يمكن علاج السكتة القلبية المفاجئة؟
نعم، يمكن علاج السكتة القلبية المفاجئة وعكس مسارها، ولكن يجب اتخاذ إجراءات الطوارئ على الفور، حسب ما نشر موقع Cleveland Clinic الطبي.
تصل نسبة النجاة إلى 90% إذا بدأ العلاج في غضون الدقائق الأولى بعد توقف القلب المفاجئ، ثم ينخفض المعدل بحوالي 10% لكل دقيقة تستغرقها لبدء العلاج.
لماذا تصيب هذه السكتة الرياضيين؟
تصدم هذه السكتة المجتمع الرياضي عند حدوثها مثل ما حصل مع اللاعب الدنماركي كريستيان أركسن في مباريات دوري بطولة أوروبا والذي تعرض لإسعافات أولية فورية أنقذت حياته.
وقال المدير الطبي لأمراض القلب الرياضية في معهد ميامي للقلب والأوعية الدموية إيلي فريدمان، إن سبب السكتة القلبية المفاجئة، خاصة بين الرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، يميل إلى الانقسام إلى فئتين: التشوهات الهيكلية أو التشوهات الكهربائية.
فإما أن تكون خلقية، أي موجودة عند الولادة، أو يمكن اكتسابها مع تقدم المرض أو تعرض القلب للعدوى؛ غالباً ما لا يتم تشخيص هذه الحالات لعدم ظهور أي عوارض لها.
وأضاف أن إحدى الحالات الهيكلية والخلقية التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة هي اعتلال عضلة القلب الضخامي، حيث يتضخم البطين الأيسر أو الحجرة السفلية للقلب؛ ما يمنع الدم الكافي من مغادرة الحجرة في طريقه إلى باقي أجزاء الجسم.
ويعتبر اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM) السبب الأول للسكتة القلبية المفاجئة للرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، وفقاً لإحصاءات العام 2020 والتي نشرتها جمعية القلب الأمريكية.
اقترح تصحيحاً