بقلم D.Ala K okili
الليلُ باردٌ و صبحهُ بعيد
نافذةٌ غامضةٌ و عازفٌ وحيد
يريحُ نجماً متعباً من أرق الظلال
و يؤنسُ البدر الكئيب
حتى إذا تركه العشاق داراه الخيال
ذاب الكمان مِلحاً بين كفّيه
منتظراً الشغف الجديد
منتظراً أسفل تلك النافذة
نافذةٌ من ألمٍ
ومن حديد
****
امرأةٌ عيناها صحراءٌ
ضاع الضياع في غبارها
و وقع الملوك بين راحتيها
لما رأوا جمال وجهها
وما بطرفها من عشقٍ فقيد
يحتضن الشرفةَ زرعٌ
وردٌ ملوَّنٌ و شباك حديد
****
والعازف المسكين نفسه
يقيم عند الشرفة الحزينه
لعله يحظى بنظرةٍ
من مقلةٍ ناريةٍ
بلا اقترابٍ.... من بعيد
ينتحب العازف
و يسقط العمر على أوتاره شهيد
وهي ترقب بدون رأفةٍ من بعيد
****
صمّاء....
ما سمعت نحيب عازفٍ
ما صنعت يداه لحناً لسواها
وكلما ناجى الأصابع
لتعزف اللحن لغيرها
حاربهُ ذاك الكمان الأحمق العنيد
****
صمّاء....
تبكي عيناهامن رؤية الصدى
من لحن عشقٍ غدا
فشدَّهُ الحنين و عاد من جديد
****
صمّاء....
ما لان قلبها لشاعرٍ ولا حنَّ لعازفٍ وحيد
بكت ليأسهِ الليالي
و ظلَّ يهذي باسمها
و يعزف اللحن لها
وهي لا تسمع من عويلِ أوتارهِ شيئاً
فراح يبكي و يصيح
"يا نبض قلبي عندما تفنى الضلوع
ونشوةَ الروح بعودة الخشوع
لمَ لا أرجو منَ الدعاء
إلا رضاكِ
ماذا دهاني لا أرى سواكِ
ولا أتنفسُ من الهواء
إلا هواكِ
أتعلمين حزن طرفي الشديد...
إذا بدت عيناكِ في الأفقِ صارت ظلماته أنوار عيد"
****
رق الجميع لعويل العازف
أمّا شقاء عشقهِ
واقفةٌ كجبل الجليد
مات كمانه بدمع المقل
و سقط الهوى على كتفه شهيد
"ها قد قتلتي الشوقَ"
صاحَ و ئيدُ الشوقِ
رامياً كمانه بجانب الطريق
رثى لحزنه الصوفي شباك الحديد
فراح يشكو الهوى "بحقِ كلّ الشُرُفات
تيّمتني بالعشقِ
يا متيّم الصمّاء
و اعتدتُ ألحانكَ في كلِّ مساء"
ويلتفُّ لحنهُ على الأيّامِ وحدهُ
لا ناي يعزفهُ
ولا بوقٌ ليرثيه
أما فتاتهُ فصمّاء
يطوي فؤادها أسىً
و قد ظنها العازف الشريد
ظلامَ أحلامٍ و قلباً من جليد...