بقلم شفيق عبيدات
وانا ابحث في مكتبتي وجدت كتابا قديما وفريدا بعنوان ( عامان في عمان ) الفه خير الدين الزركلي اللبناني الاصل القومي السوري وطبع عام 1925الذي التحق بسمو الامير عبدالله ( الملك المؤسس ) وهو من مواليد بيروت عام 1893 , وهو من بين العرب الاحرار الذين لبوا نداء سموه والتحقوا به في معان , وارخ الزركلي خلال وجوده في شرقي الاردن لمدة عامين عن العشائر و العائلات التي سكنت عمان ( القرية ) وعن تحركات سمو الامير عبدالله في معان ,وقدومه الى عمان والدعم الذي تلقاه سموه من ابناء الشعب الاردني آنذاك .
وذكر خير الدين الزركلي ان سمو الامير لم يكتف وهو في معان بالكتابة الى الزعماء والضباط وغيرهم من الوطنيين ودعوتهم الى تجشم المصاعب والسير الى معان لمقابلته والتحدث اليه , بل زاد على ذلك نشره بيانا عاما لأفراد الامة كافة موقعا بإمضائه , وانقل نص هذا البيان بمناسبة احتفالات المملكة بمئوية الدولة , وكان هذا البيان هو اللبنة الاولى لمئوية الدولة عام 1920 , ويقول سموه في هذا البيان :
الى كافة اخواننا السوريين
سلام لا اجد في نفسي ادنى ريب او اقل شبهة في ان ابناء الوطن السوري سيتلقون بياناتنا التالية بقلوب ملؤها التصديق والاخلاص , فليعلم ابناء سوريا ان ما اصابهم من الضياع المحزن من اعتداء رجال الاستعمار الفرنسي على وطنهم ومبادرتهم بسرعة فظيعة غريبة لهدم عرشهم في أول سعيهم لتشكيل حكومتهم التي وضعت اساسها على سياسة الولاء والصداقة لكل الامم على الاطلاق قد اثر على حواس كل عربي على وجه الارض , وفي الوقت نفسه نعلم علما يقينا ان ابناء سوريا الكرام هم من جملة المفاخر العربية وركن من اركان الجامعة القحطانية والعدنانية لا يرضون بالذل ولا ينقادون الى من جاء لأهانتهم في عقر دارهم وانهم لا يعذرون ابناء جنسهم اذا منعوا عنهم يد المعاونة والمدد في مثل هذه الآونة الخطيرة .
كل عربي يعلم انكم يا ابناء سوريا تستنصرون وتستثيرون حميته ليأتيكم مسرعا
ملبينا مقبلا غير مدبر , ومن حيث قد توالت علينا الدعوات وصخت اذاننا الصرخات فها انا ذا قد اتيت مع اول من لباكم لنشارككم في شرف دفاعكم لطرد المعتدين عن اوطانكم بقلوب ذات حمية وسيوف عدنانية هاشمية , ليعلم من اراد اهانتكم وابتزاز اموالكم واهانة علمكم واستصغار كبرائكم ان العرب كالجسم الواحد اذا شكا طرف منه اشتكى كل الجسم وان الله سبحانه وتعالى لم يترك الامة سدى بداد متفرقة مفتونه بالباطل مغرورة بالكذب وواهن القول .
ليعلم ابناء سوريا ان هؤلاء المعتدين قد عدوكم من جملة من ادخلوه تحت عار استعمارهم ووضعوهم في مصاف الزنوج والبرابرة وظنوا نكم لستم من ذوى الغيرات واصحاب الحميات .
كيف ترضون بان تكون العاصمة الاموية مستعمرة فرنسية , ان رضيتم بذلك فالجزيرة لا ترضى وستاتيكم غضبى وان غايتنا الوحيدة هي كما يعلم الله نصرتكم واجلاء المعتدين عنكم وها انا ذا اقول ولا حرج بانني قد قبلت تجديد بيعة مليككم فيصلا الاول عن الاكثرية الغالبة التي جددت تلك البيعة على يدي و اني سأعود ان ابقاني الله حيا الى وطني يوم نزوج عدوكم من بلادكم وعلى هذا اليمين بالشرف وامركم حينئذ لكم بين يديمكم متعكم الله فيها بالعز والسؤدد والرفاهية والمجد .
اتينا لبذل المهج دونكم لا لتخريب البلاد كما يفترى علينا وكفانا دليلا صدق بلائنا في الله والجنسية والطن وتعريض النفس والاخطار والمحن وما وضعه عليكم ذلك المستعمر من الضمانات المثقلة اثر اعتدائه عليكم لدليل يحتاج الى دليل .
اتاكم ذلك المستعمر ليسلبكم النعم الثلاث : الايمان والحرية والذكورية .
اتاكم ليسترقكم فتكونوا غير احرار اتاكم ذلك المستعمر ليأخذ منكم اسلحتكم فتكونوا غير ذكور اتاكم ليخيفكم بقوته وينسيكم ان الله بالمرصاد فتكونوا غير مؤمنين لذ ندعوكم للحياة والاجتماع والذب عن الوطن وعدم الاصغاء لكل دسيسة تفل عزمكم وتبدد جمعيتكم واستعين الله لي ولكم فيما نحن بصدده
حرر في 25 ربيع اول سنة 1229
الامير عبدالله