حازم الفايز يكتب: ‏الباص السريع.. نجاح بعد عناء

كلنا نعلم الجدل الواسع والإنتقادات الهائلة التي رافقت مشروع الباص السريع منذ بداية الفكرة والمعوقات التي واجهت المشروع وسوء الإدارة في بداياته وذلك بحسب ما قيل من قبل البعض في معرض الانتقادات الواسع لهذا المشروع وعلى مدى سنين طويلة حيث كان التشكيك في نجاح هذا المشروع يكاد يكون امر محتوم ينبئ بفشله حتى وصل الأمر إلى أن الجهة الراعية و المانحة لتمويل هذا المشروع رفعت يدها في إحدى المراحل حتى ظن البعض أن هذا المشروع قد انتهى أمره وما نالنا منه سوى الخسائر التي تكبدها الوطن من وراء هذا المشروع

فبعد كل ذلك نشاهد اليوم وعلى أرض الواقع الباص السريع وهو يسير على الطرق والمسارات التي خصصت له وهو يمضي بخطى ثابتة لتحقيق الهدف في تسهيل وتطوير قطاع النقل العام و تحديثه

منهي بذلك فترة طويله من الانتقاد والتشكيك في نجاح هذا المشروع

فمن وجهة نظري يجب اعتماد واعتبار مشروع الباص السريع أسلوب و انموذج للنجاح يجب أن يتبع و يحتذى به

فما رافق هذا العمل بهذا المشروع من تصميم و مثابره وجهود وعزيمة وإصرار على النجاح امر يبعث على الفخر والاعتزاز ودرس بأن لا نلتفت لكل ما يقال وأن لا ندع التشكيك والإحباط يوقف عملنا بل أن نجعل منه دافع قوي للمضي قدما و أن الرد يكون بالأفعال والنتائج الملموسة على أرض الواقع

فها نحن اليوم نرى بأم أعيننا الإقبال على المواقف المخصصة للباص السريع والمعدة و المنجزة بشكل مميز ومريح ويبعث في النفس الفرحة على هذا الإنجاز وأنه قابل للتطور على المدى القريب والبعيد بإذن الله مما يوحي ويفيد اننا أصبحنا نخطط و نؤسس بشكل فعلي و ملموس للمستقبل و ليس بشكل نظري او تنظيري او استعراضي

ومن الجيد ان نرى تصور واضح لكيفية الوصول الى النقاط الرئيسية حيث تمت الإشارة إلى آلية وصول المواطن من المناطق والأحياء الفرعية إلى النقاط الرئيسية للباص السريع من خلال مركبات (السرفيس )تنقل المواطنين إلى النقاط الرئيسية

فمن الجدير بالذكر أن الاهتمام المباشر للملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وحرصه على إتمام هذا المشروع ومساندته للقائمين عليه كان له الأثر الكبير في اتمام هذا الإنجاز ولله الحمد

فلأجل ذلك واعترافاً للمجهود الكبير الذي بذل لإنجاز هذا المشروع لابد أن ترفع القبعات إلى معالي أمين عمان الكبرى (رئيس لجنة امانة عمان حاليا ) والذي تولى مسؤولية هذا المشروع في ظروف صعبة وشائكة وإلى جميع العاملين والقائمين على هذا الإنجاز الكبير و ان نهنئهم عليه

فلقد وضعوا بصمتهم على تراب هذا الوطن ولأجله من خلال إتمام هذا المشروع و جعله يرى النور بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن ثم بجهودهم وإخلاصهم في خدمة هذا الوطن وقائده المفدى حفظه الله ورعاه

فيجب أن يكون هذا الإنجاز رسالة ودرس موجه إلى كل من يحمل مسؤولية او يكلف بحملها في هذا البلد العزيز بأن يتمتع بالأصرار والعزيمة وأن يكون عنده الجلد لتحمل الضغوطات بكافة أشكالها والإنتقادات وعدم الإلتفات إلى ما يشاع أو يقال دون مبرر فهذا من أسرار النجاح وأسبابه

وبالمقابل هو درس و رسالة بأن لا نستعجل الحكم على الأمور دائما بل أن نحكم على مثل تلك المشاريع عند إكتمالها وأن يكون الحكم على النتائج النهائية وبحسب الفائدة العائدة والملموسه من تلك المشاريع

حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقائدا