مدار الساعة - عقدت الكاتبة الشابة دعاء حسين حفل اشهار وتوقيع كتابها الاول "فن العشوائية"، الاربعاء في العاصمة عمان
وتحدثت الكاتبة دعاء لـ مدار الساعة ان كتابها "فن العشوائية" هو فن الاحتمالات لحكايا نمر بها خلال تجربة حياتنا بشكل يومي ، تأخذنا لها أقدارنا بطرق شتى ، وعند مفرق كل طريق نحن نواجه لحظات فرح تكون سيدة الموقف تارة وتارة أخرى لحظات حزن تكون سيدة الموقف ، وبين اللحظتين ، هناك تحديات جديدة نمر بها ، ومن خلال تلك التحديات نحن نتعلم الدروس و العبر التي تريد أن تعلمنا إياها الحياة فجاء كتاب فن العشوائية لمواجهة تلك التحديات أولا وليعطي جرعة أمل أخيرا و ليس آخرا ليتمكن من خلالها القارئ من إعادة النظر في أمور حياته من كافة الجوانب الروحية و النفسية و الجسدية و العقلية من خلال المواضيع التي يناقشها من حيث جوانب بناء الشخصية وتطوير الذات من خلال مملكة ال (أنا) وذكاء المسافات وفن الرد وغيرها الكثير ، فإذا كنت ترغب بتحدي الحياة على وجه العموم ، واللعب مع تارو الموت على وجه الخصوص عليك قراءة هذا الكتاب ، فبين نعمة العقل التي قبلها الجميع و نعمة الرزق التي رفضها الجميع كتب لكم فن العشوائية .
من جانبه قدم الشاعر محمد الحراكي قراءة ادبية لكتاب "فن العشوائية".
حيث تحدث ان كتاب " فن العشوائية " للكاتبة دعاء حسين هو كتاب لا يشبه غيره من الكتب المطروحة على الساحة الأدبية والثقافية، فهو ينفرد فكرةً وأسلوبًا في كل شيء.
وأضاف ان العنوان يبدو مريباً، فالفكرة السائدة عن العشوائية فكرة غير محببة، فحتى تلك النفس التي تمارس العشوائية ترى في التنظيم والترتيب منهجًا مثاليًا، لكن الكاتبة لا تعترف بالأمور كما يجب أن تكون بل تسعى إلى تصويرها كما هي في واقعها فعلًا.. والحياة كلها عشوائية.
وبين انه لا يمكننا تصنيف الكتاب حسب التصنيفات الاعتيادية، فلا هو رواية ولا مجموعة قصصية، ولا ديوانًا من الشعر ، إنه أقرب إلى الخواطر المتناثرة موضوعيًا وزمنيًا، هذه الخواطر رغم تباعدها فكريًا إلا أن كلًّا منها يمثل حلقة في سلسلة وفي مجموعها فإنها سيرة حياة الإنسان عمومًا، في تبدلات أحواله واختلاف أمزجته وتغير مواقفه.
تقدم الكاتبة لكتابها فتقول: " حجر النرد أو لعبة الاحتمالات هكذا هي العشوائية كما تبدو للقارئ للوهلة الأولى ، أيعقل أن تدير تلك العشوائية حياتنا بانتظام محكم ، وأن تقودنا يومًا ما لآمالنا وأحلامنا على الرغم من أنف الظروف و القيود التي تحكم أرواحنا وتسَيِّر أجسادنا باتجاه واحد لا مفر منه "
إذن إنها العشوائية الظاهرة التي تسير وفقها حياتنا بانتظام، إنها التقاء الأضداد في صنع مسيرة الحياة، وأنا أرى أن أسميها ( القدر ) فكل شيء في الحياة إنما هو محكوم بقدر الله وحكمته، وما يبدو في ظاهره عشوائيًا هو ترتيب إلهي وقدر يريده الله لغاية قد نعلمها، وفي أكثر الحالات نجهلها وتغيب عنا.
تحاول الكاتبة دعاء حسين بأسلوبها المشوّق ولغتها البسيطة المحببة أن تطرح آراءها وفلسفتها الخاصة في كثير من أمور الحياة، فتجد نفسك وأنت تقرأ الكتاب كمن يستمع إليها وهي تحدثه بكل عفوية وتلقائية، فلا تعقيد في اللغة ولا غرابة في الطرح، ولا صعوبة في الأسلوب، ولا تكاد تتنبه من تماهيك مع فقرات الكتاب حتى تجد نفسك قد قرأت صفحات كثيرة وكأنك في عالم سحري من الإبداع لا يمكنك مغادرته بسهولة.
وتحدث الحراكي عن أمر آخر يثير الانتباه في كتاب " فن العشوائية " للكاتبة (دعاء حسين) وهو اختيارها لعناوين الفِقرات، وهو أمر لافت جدًا، فنقرأ من عناوين الكتاب: ذكاء المسافات - حجر النرد - مزارع العم بلبل - الثور الذي لا يركع - أعطني نصف ما لديك - ضع دائرة - في سلة المهملات صنعت العظمة - الدست الأحمر - طربوش الخواجة – خطأ مطبعي – علبة التونا......
وعلى هذا النحو الغريب سارت معظم عناوين الكتاب، ولا شك أن هذا يخلق في نفس القارئ رغبة جامحة بالقراءة، فغرائبية العناوين تجعل منها ألغازًا يحث القارئ على فكها وحل شيفرتها.
والقارئ للكتاب يلاحظ كيف استطاعت الكاتبة أن تنتقل بالقارئ من فكرة إلى أخرى، بل من عالم إلى عالم آخر، دون أن يشعر بالتباعد في الزمان والمكان، ذلك أنه وعلى الرغم من أن الأفكار قد استُلهِمَتْ بطريقة عشوائية، إلا أنها لم تخرج عن دائرة النفس، وإطار الروح، فهي – أي هذه العوالم – هي نحنُ بكل ما فينا من تناقضات، وتباينات، ومزاجية.
وخلاصة القول:
إن كتاب " فن العشوائية " ينبئ بميلاد كاتبة واعدة في عالم الأدب والثقافة، كاتبة تمتلك رغم حداثة سنّها خبرة حياتية وتجربة ثرية تتجلى من خلال كتابها ومناقشتها لمعظم أمور حياتنا بطريقة ذكية ورؤية نافذة وأسلوب أخاذ.
" فن العشوائية" للكاتبة (دعاء حسين) كتاب رائع يستحق القراءة لأنه لا ينتمي إلى عالم الكلمة السطحية والفكر الساذج.
وفي نهاية حديثها لـ مدار الساعة قدمت الكاتبة بجزيل الشكر والعرفان لامها وأبيها وعائلتها الصغيرة أخوانها وأخواتها وإلى عطوفة مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور كفاح أبو طربوش و الدكتور أديب ملكاوي مدير دائرة التمريض و سستر منار ياسين رئيسة قسم الجراحة المتخصصة وسستر ميرفت الشباطات نائبة القسم والى كادر قسم الجراحة المتخصصة زملائها وزميلاتها في مهنة التمريض و تقدمت بالشكر كذلك الى الشاعر محمد الحراكي و الشاعر ياسر الأقرع والى الدكتورة عبير الدبابنة و الدكتورة ميسون العتوم مديرة مركز دراسات المرأة و الدكتورة أمل العواودة والدكتورة أمل الخاروف و الدكتورة أماني السرحان والى زملائها و زميلاتها في مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية و إلى كل اهلها و اقاربها في الأردن و فلسطين ، وإلى صديقة الصدوقة وعد النواتي ، وإلى كل من شرفها حفل الإشهار ومنهم المبدع عمر الزبيدي .