عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبشروا وبشروا الناس أنه من قال لا إله إلا الله صادقاً بها، دخل الجنة، فخرجوا يبشرون الناس، فلقيهم عمر رضي الله تعالى عنه فبشروه فَرَدَّهُم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رَدَّكُم؟، قالوا: عمر، قال لِمَ رَدَدْتَّهُم يا عمر؟، قال: إذن يتكل الناس يا رسول الله. صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، ما ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحي يوحى، وهذا الحديث لا يتعارض مع قول الله تعالى في الآية (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (النساء: 48))، فالأمر بيد الله هو الذي يعلم السر وأخفى ويعلم إن قالها الإنسان من قلب مؤمن صادق أم لا. كما لا يتعارض حديث الرسول مع قوله تعالى في الآية (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 116)). والذي يشرك بالله يكون قد بعد عن الصراط المستقيم وعن الجَنّةَ كمن ضل في الصحراء أو في المحيطات أو في الفضاء الخارجي. ولكن الجَنَّة درجات فكل إنسان يطمع في أن يصل إلى أعلى درجاتها (بالصلاة والصيام والزكاة والإستغفار... إلخ من أعمال الخير) وهي الفردوس الأعلى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ما بينَ كلِّ درجَتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ، والفِردوسُ أعلاها درجةً، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعَةِ (ماء، لبن، خمر وعسل)، ومِن فوقِها يكونُ العرشُ، فإذا سألتُمُ اللَّهَ فاسأَلوه الفِردوسَ.
لاَ إِلَه إِلاَّ اَلله صَادِقاً تُدْخِلُكَ اَلْجَنَة
مدار الساعة ـ
حجم الخط