مدار الساعة - يعقد معهد السياسة والمجتمع للدراسات والأبحاث جلسته الثالثة السبت ضمن المؤتمر الإقليمي السنوي، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية، في عمان، مساء السبت، بعنوان “الإسلام السياسي بعد عقد من الربيع العربي”، بمشاركة نخبة كبيرة من الباحثين العرب، من ثمانية دول عربية.
وتتناول الجلسة الثالثة من المؤتمر الذي يعقد عبر تقنية الاتصال المرئي تحت عنوان "السلفيون بين التجربة الحزبية والعمل الدعوي"، من خلال عدد من المحاور تناقش الحالة السلفية اليوم ونطرح تساؤلات جديدة عن التحولات والاتجاهات الجديدة التي أصابت السلفية بعد عقد من الربيع العربي: كيف أثرت الثورة المضادة على الاتجاهات السلفية؟ هل هنالك انتعاش في الاتجاهات التقليدية التي دافعت عن العمل الدعوي في مواجهة الذين كانوا يدعون إلى العمل السياسي؟ وكيف أثرت التحولات السعودية على التيارات السلفية عموماً؟ وكيف نقرأ التحول في السياسات الدولية والإقليمية؟
وتقدّم الجلسة ثلاث ورقات في الجلسة الثالثة؛ الأولى من الأستاذ مبارك الجري من الكويت يناقش حالة التيار السلفي هناك وسؤال الدور السياسي في ظل المعادلة الداخلية، وتأثير التحولات السعودية على الكويت. والأستاذ حسن أبو هنية يدرس حالة هيئة تحرير الشام والتحول من القاعدة إلى السلفية الوطنية، وما سبق ذلك من تحولات شبيهة لدى اتجاهات سلفية سورية أخرى، مثل أحرار الشام، ومآلات السلفية السورية. أما في الورقة الثالثة فيحاول محمد أبو رمان تاطير أبرز التحولات السلفية في ضوء المتغيرات والتغيرات العالمية والعربية، وكيف يمكن أن نقرأ ذلك في سياق التوقعات المستقبلية.
ويتناول المؤتمر، وفق مدير الإعلام والاتصال بالمعهد أحمد القضاة، العديد من المحاور المتعلقة برصد التجربة الإسلامية وتحولاتها خلال العقد الماضي، سواء تجربة الإسلاميين في الحكم، أو المعارضة والحروب الداخلية، وما آلت إليه المغامرة السلفية في الجانب السياسي، ثم اختبار موقف الإسلاميين من المرأة خلال العقد الماضي، والسياسات الخارجية للحركات الإسلامية وتحالفاتها الدولية والإقليمية وجدلية الأيديولوجي والبراغماتي في مواقفها السياسية.
إلى ذلك كانت الورقة المرجعية للمؤتمر أشارت إلى أنّ أحد أهم الأهداف العلمية له يتمثل في إعادة التفكير في الأسئلة المطروحة في حقل الحركات الإسلامية حيث يقوم هذا المشروع البحثي على دراسة وتحليل التحولات في واقع الحركات الإسلامية وخطاباتها وإعادة النظر في الأسئلة المطروحة والمناظرات الجديدة في أوساط الإسلاميين وحولهم من قبل الخبراء والباحثين. فلم يعدّ السؤال المهمّ متعلّق فقط بعلاقات الإسلاميين بالسلطة أو النقاشات السابقة على الربيع العربي فيما إذا كان الإسلاميون يقبلون الديمقراطية أم لا؟ وهكذا، لأنّ عشرة أعوام من الربيع العربي كانت كفيلة بإعادة صياغة الأسئلة وبنقل المناظرات والنقاشات إلى مساحات مختلفة عن تلك التي كانت عشية أحداث الربيع. إذاً من المهم هنا أن نطرح الأسئلة الصحيحة عن التجارب الإسلامية المتنوعة والمتعددة، من خلال رصد ما حدث في العديد من الدول والمجتمعات، ومآلات الإسلاميين في اللعبة السياسية، والتحديات التي تواجههم في كل حالة من الحالات المختلفة والمتنوعة، حيث شهدت فترة العقد الماضي تحولات و"استدارات" حساسة أدت إلى تغيّر منهجية الأحزاب السلفية في الدعوية والسياسة.
وأشار القضاة أنّ المؤتمر سيعقد من خلال تقنية الزووم، عبر جلسات علمية متفرقة على مدار الأشهر القادمة، وستكون هنالك “جماعة علمية” من الباحثين والخبراء، تشارك في أعمال المؤتمر كافة وتناقش الأوراق المقدمة، وتقدم ملاحظاتها ليصدر كتاب في نهاية المؤتمر يحتوي الأوراق والمناقشات والأعمال كافة وأن جلسات المؤتمر ستكون متاحة للمهتمين والمتابعين عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بمعهد السياسة والمجتمع.