لقد أوصى الله بصلة الرحم بين الأقارب إناثاً أو ذكوراً لأهميتها في بناء العلاقات العائلية والعشائرية على قواعد وأعمدة وجسور متينة. وهذه المرحلة الأولى في بناء مجتمع وشعب قوي ومتين يفرز مسؤولين وقادة أقوياء يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم ودولتهم في كل العواصف التي تجتاح المجتمعات والقيادات والدول في جميع دول العالم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (النساء: 1، الإسراء: 26)). فالمؤمنون يأتمرون بأوامر الله وينتهون بنواهيه ولكن في بعض الحالات رغم أن بعض الأشخاص يقومون بكل ما أمر الله به في كتابه العزيز نحو أقاربهم إناثاً وذكوراً إلا أن بعض أقاربهم يبادلوهم بالقطيعة والغيرة السلبية والحسد والحقد والخبث والدهاء واللؤم لا حول ولا قوة إلا بالله. والأدهي والأمر من ذلك عندما يقال لهم لماذا تتصرفون هكذا مع فلان أو علاَّن من أقاربكم؟، ينكرون ذلك بأقوالهم ويدَّعون أنهم يحبون فلان وعلاَّن، ولكن أفعالهم تثبت العكس تماماً. فكيف لنا أن نُغَيِّرَ من تصرفات أولئك الناس الذين تملآ قلوبهم الغِيْرَةُ وَالحَسَدُ وَالحِقْدُ وَالخُبْثُ وَاللُّؤْمُ؟، وما أقبحها أن تكون بين الإخوان والأخوات. لقد يئس فلان أو علاَّن من محاولاتهم الطيبة مع أقاربهم لدرجه أنهما نصحا من بعض الناس بقطيعتهم إلا أن مخافة الله عندهم تمنعهم من ذلك ليس إلا. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من لا يخاف الله في أقاربه ويصر على أنه على حق وهو على باطل، ونذكرهم بقوله تعالى (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (الزخرف: 32)).
غِيْرَةُ وَحَسَدُ وَحِقْدُ وَخُبْثُ وَلُؤْمُ اَلأَقَارِبُ
مدار الساعة ـ
حجم الخط