مدار الساعة - قال وزير السياحة والآثار، نايف حميدي الفايز، إن خطط التطوير للمواقع السياحية والأثرية في إربد، ستأخذ صفة الديمومة والاستقرار لخلق بيئة استثمارية جاذبة تنعكس على التنمية المحلية والاقتصادية ويلمس آثارها السكان على أرض الواقع.
وأكد الفايز، خلال زيارته إربد، اليوم الخميس، وتوقيعه اتفاقية تعاون مع جامعة اليرموك وتفقده لمتحف سرايا إربد والمواقع الأثرية في بيت راس، أهمية الربط بين السياحة والآثار والمجتمعات المحلية لاستدامة إحداث التنمية وتطوير متطلبات القطاع بما يتواءم مع احتياجات السوق وتوفير فرص عمل للخريجين، بالإضافة إلى تمكين السكان اقتصاديا من خلال توفير منصات تسويقية للمنتج المحلي والحرفي وخدمة السياح والزوار.
وأشار إلى ضرورة إيلاء الوسط التراثي للمدينة الأهمية القصوى كنقطة انطلاق للمسارات السياحية والأثرية وربطها سويا لإحداث الأثر الإيجابي والقيمة المضافة لتنوع المقومات السياحية والأثرية في إربد، لافتا إلى أنه سيصار إلى التشبيك مع جميع الجهات والقطاعات لتنمية واستثمار هذه المقومات الغنية.
وفي جامعة اليرموك، أكد وزير السياحة والآثار عقب توقيع مذكرة تفاهم مع الجامعة أهمية الشراكة مع الجامعة باعتبارها أحد الروافد للكفاءات والموارد البشرية ذات الصلة بالقطاع السياحي والأثري بما تملكه من تخصصات وبرامج متفردة ومتميزة في السياحة والفندقة وحماية التراث وترميم وصيانة الآثار.
وقال إن المذكرة تشمل العديد من المحاور أهمها التركيز على السياحة الوطنية وتنظيم المؤتمرات والورشات المشتركة، ما ينعكس على تعزيز وتنوع الفكر السياحي ليس على مستوى السياحة فقط، وإنما الترويج والاستفادة من الخبرات الموجودة لدى الجامعة في هذا الصدد.
وأشاد الفايز بدور جامعة اليرموك ومساهمتها الكبيرة في خدمة الآثار والمنتج السياحي الأردني، بما تمتلكه من خبرات متراكمة، وما قامت وتقوم به من جهود على صعيد البحث العلمي فيما يخص قطاع السياحة والآثار، متطلعا لترجمة هذه الاتفاقية لخطة عمل تحقق المصلحة الوطنية.
بدوره، قال رئيس الجامعة، الدكتور نبيل الهيلات، إن جامعة اليرموك بوصفها مؤسسة وطنية تعنى بالتعليم العالي، وتهدف إلى خدمة المجتمع وتطويره، والعناية بالتعليم المستمر والاهتمام بالإرشاد الميداني في مختلف النواحي التطبيقية في سبيل خدمة المجتمع وحل مشاكله القائمة وتلافي المتوقع منها.
وأضاف الهيلات أن الجامعة تؤمن بقدرات خريجيها في الإسهام بعملية التطوير والتنمية السياحية ودمجهم كشركاء في تنمية القطاع ومصلحتنا الوطنية بتعزيز دور السياحة كرافد تنموي واقتصادي كبير.
من جانبه، أكد أمين عام وزارة السياحة والآثار، الدكتور عماد حجازين، أن الوزارة حريصة على تعزيز التعاون مع الجامعات في إطار البحث العلمي لجهة تطوير المنتج السياحي والأثري وتعميق مردوده على التنمية المستدامة على مختلف الصعد.
ولفت حجازين إلى أن الوزارة، وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومن خلال صندوق البحث العلمي والابتكار جرى تخصيص محور لدراسة الأبحاث العلمية في مجالات تطوير السياحة وحماية التراث.
وأشار إلى أن الوزارة قامت بدعوة عدد من الأكاديميين في الجامعات الأردنية المتخصصين في السياحة والآثار إلى جلسة حوارية ونقاشية للتوافق على محاور العمل التي تنسجم مع خطة الوزارة، حيث سيجري العمل على إنجاز أعمال بحثية مشتركة مع الجامعات ذات الصلة بالقطاع السياحي والأثري، مؤكدا أن التعاون البحثي يشكل رافعة حقيقية لمستقبل القطاع واستشراف آفاق تطويره وتعظيم مردوده الإيجابي.
وحضر توقيع الاتفاقية نائب محافظ إربد /رئيس لجنة بلدية إربد الكبرى الدكتور قبلان الشريف والنائبين راشد الشوحة ومحمد العبابنة ومديرة سياحة إربد الدكتورة مشاعل الخصاونة ومدر آثار إربد زياد غنيمات وعدد من المسؤولين في الوزارة والجامعة.
وتهدف المذكرة إلى تحقيق تنمية سياحية مستدامة والحفاظ على الإرث الثقافي في المملكة وتطوير القطاع السياحي في إطار التعاون بين الطرفين في مجال التوعية السياحية، وتطوير مناهج التدريب في الدلالة والإرشاد السياحي، وتنمية وتطوير المنتج السياحي ومجال تكنولوجيا المعلومات والدعاية والإعلان، وتنمية الموارد البشرية.
وتنص المذكرة على تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارة والجامعة، تكون مهامها إعداد خطة شاملة لآلية العمل والمشروعات والبرامج المراد العمل عليها تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة القائمة على الابتكار واستخدام التقنية الحديثة وتطوير المجتمعات المحلية على مختلف المستويات.
كما تنص على تشارك الفريقين في تبادل الخبرات مع الجهات العربية والدولية في مجال تنمية المواقع السياحية والتراثية والأثرية، والإفادة من التجارب والخبرات العالمية، ووفق القوانين والأنظمة والتعليمات النافذة والمعمول بها في هذا المجال.
وأكدت المذكرة أهمية العمل على رفع مستوى الوعي بأهمية الإرث السياحي والتراثي في المدارس والكليات والجامعات بالمملكة، من خلال المحاضرات والندوات والورش والمؤتمرات والإفادة من البنية التحتية المتوفرة بين الفريقين لإقامة الفعاليات في المسارح والمدرجات والقاعات.
وتنص المذكرة على إشراك جامعة اليرموك من خلال اتفاقيات خاصة مع دائرة الآثار العامة، في عمليات التنقيب الأثرية وعمليات الصيانة والترميم للمواقع الأثرية وفق القوانين والأنظمة والتعليمات النافذة والمعمول بها في هذا المجال، إضافة إلى العمل المشترك على استقطاب المشروعات الدولية والتمويل المحلي والدولي.
وتفقد الوزير الفايز متحف سرايا إربد، واستمع من مدير آثار المحافظة إلى إيجاز عن الواقع الأثري في المحافظة والأعمال الجارية لتطوير وتأهيل العديد من المواقع الأثرية.
وفي مدينة بيت راس الأثرية، جال الفايز على عدد من المواقع الأثرية فيها كالمدفن الأثري والمدرج الروماني وبركة تجميع المياه وسور المدينة والسوق التجاري واطلع على واقع أعمال الترميم والصيانة التي يتم تنفيذها حاليا فيها، مؤكدا أن الوزارة ستسخر الإمكانات المتاحة لديها لتطوير واقع المدينة الأثري وربطه بالسياحة والتنمية