بقلم ناجح الصوالحه
من تعاليم جميع الأديان السماوية الحث على مساندة الآخر والوقوف إلى جانبه للخروج مما يمر به من ضيق الحال, ولهذا نجد الدين الإسلامي وفي حديث رسولنا الكريم يحثنا على هذا الأمر «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» صدق رسول الله, نجد هذا الجانب من الأهمية في مكان أن نادى به جميع الأنبياء والرسل منذ بدء الخليقة, والسبب أن الإنسان وجد ليعمر هذه الأرض ومن يعمرها هو نفسه الإنسان الذي يستطيع رفع الحاجة عن أخيه الإنسان.
الفقر هلاك وموت للنفس البشرية من هنا قال الصحابي الجليل رضي الله عنه علي بن أبي طالب «لو كان الفقر رجلاّ لقتلته», دلالة قاطعة بأن الحاجة والعوز تقتل النفس وتجبرها على الاستـسلام والتفكير بعيداً عن المنطق, ما يمر به المواطن وإن كانت الحالة عامة في جميع الدول، لكنها هنا في الأردن صعبة وقاسية, لهذا تجد قبولاً من البعض في التعاطي مع حاجات الإنسان والسعي للوقوف إلى جانبه والبحث عن سبل لتجاوز الظرف المعيشي الذي يمر به.
أصحاب الأموال بعضهم يقدم من ماله ما يستطيع لاغاثة من يطلب المـساعدة, لهذا تجد كثيراً من القضايا التي تبث من خلال البرامج الإذاعية نسمع الاستجابة الفورية في تقديم الممكن لهؤلاء المحتاجين, عندما تستمع لهم تدرك كم الناس في ضيقة وخاصة أن جائحة كورونا فاقمت الوضع وزادته صعوبة, أسر تستغيث للحصول على مبلغ مالي لدفع إيجار المسكن او دفع مستحقات طالب جامعي أو شراء علاج او إجراء عمـلية لاحد الأبناء أو تكلفة دفن احد أفراد الأسرة كما حدث قبل أيام على برنامج إذاعي, المفرح أن هذه القضايا تجد آذانا صاغية وتُلبى على الفور.
دعوة لكل من زاده الله من نعيمه أن يهب بعــضه لأصحاب الحاجات, كثير من الأسر تمر بظروف بالغة الصعوبة, دعونا نتجاوز هذه الظروف بتكاتفنا وتعاضدنا والوقوف إلى جانب من له مطلب, ما المانع ان نجد في كل منـطقة أو تجمع سكني من لديه الرغبة في البحث عن أصحاب الحاجات ومساندتهم بأساليب إنسانية كريمة, غالبية هذه الأسر تكون معروفة, أو أن يتم الذهاب إلى أصحاب المخابز أو المحال التجارية وتسديد القيم المالية المترتبة عليهم..
رغم ما تنفقه الحكومة مشكورة من خلال الجهات المعنية كصندوق المعونة الوطنية وغيره والتي تتجاوز مئات الملايين في السنة، لكن هذه الظروف تستدعي وقوف الجميع حكومة وقطاعاً خاصاً وأثرياء لنخفف عن الناس هذه الأحوال الصعبة ويكون هذا الوطن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه مواطن تداعى له بالعون جميع المواطنين.
الرأي