انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

شَيَاطِيْنُ اَلإِنْس فِيْ اَلْمَسَاجِدِ

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/05 الساعة 14:30
حجم الخط

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى شياطين الإنس في كتابه العزيز قبل شياطين الجِن وذلك لخطرهم الكبير على الناس لأنهم يعيشون بينهم ويخالطونهم ويحدثونهم ويتعاملون معهم في معاملاتهم العديدة (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)). وقد أوضحت هذه الآية أن من شياطين الإنس من هم أعداء للأنبياء فكيف للناس العاديين؟ ووصفهم الله بأنهم يمتلكون أسلوباً مزخرفاً في نقل الكلام على لسان بعض الناس إفتراءً وكذباً وبهتاناً للغير لإثارة الفتن والمشاكل بين الناس غيرة وحسدا. ولأن نفوسهم كما ذكرنا في مقالات لنا سابقاً من نوع النفس الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)). وفي المقابل هناك أشخاص من أصحاب النفوس اللوامه (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (القيامة: 2))، أو النفس المطمئنه الطيبة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الفجر: 27)). ولكن علينا أن نعلم جميعاً أن أصحاب النفوس اللوامة أو المطمئنة قليلون مقابل أصحاب النفوس الأمارة بالسوء لقوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179)).
فنضرب مثلاً عن كل نوع مما ذكرنا من الأشخاص شياطين الإنس وأصحاب النفوس اللوامة أو المطمئنة، فلو حصل خلاف في مسجدٍ ما بين شخصين فمن الممكن جداً أن ينقل أحد شياطين الإنس كلاماً غير صحيح على لسان الشخص الأول للشخص الثاني ويثير فتنه كبيرة بينهم لدرجة المشاجرة ورفع الصوت داخل المسجد ويقف شيطان الإنس وأمثاله متفرجين. ولكن ستجد هناك أشخاصاً من أصحاب النفوس اللوامة أو المطمئنة يحاولون قصارى جهدهم لإنهاء الخلاف وهم قلة بالطبع أمثال ابو سالم وأبو نبيل. ولا يهدأ بال مثلاً أبو سالم قبل مغادرة المسجد إلا أن يصلح بين الشخصين اللذين وقع بينهما الخلاف. فأبو سالم في أعيننا واعين كل الناس الذين يخافون الله أنه إنسان عظيم بكل ما في الكلمة من معان لأنه يريد أن يطفئ الفتنه التي أثارها شيطان أو شياطين الإنس في المسجد. قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (البروج: 10)). فبارك الله في ابو سالم وابو نبيل مباركة السماء وكثَّر الله من أمثالهم وقاتل وعذَّب وأذَّل وفَضَح الله شياطين الإنس في الدنيا والآخرة (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (البقرة: 191)).

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/05 الساعة 14:30