انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

السياحة الدينية

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/05 الساعة 01:40
حجم الخط

بالمناسبة الاردن خسر موسم السياحة لهذا العام ، واعداد السياحة الاجنبية الى بلادنا وصلت الى تدني مريع ،و فرصة عودة الحياة لما بعد اعلان الاجراءات الحكومية الصحية الاخيرة نحو صيف سياحي امن لم تفلح بتغيير حال السياحة ، والشاهد على ذلك حركة المعابر والحدود البرية والجوية ، وحجوزات
الفنادق وتدفق العملة الصعبة ، شكوى القطاع السياحي من الافلاس والانهيار والموت سريريا .
لربما ان الوزير المتكرر للسياحة نايف الفايز ليس مسؤولا مهنيا وسياسيا عن انهيار وفشل السياحة الاردنية ، واخفاق خطط جلب والترويج للسواح وما ينفق عليها من ملايين الدنانير قد انتهت الى اي نتيجة وشيء ايجابي ، وجذور الازمة العصية تمتد لما قبل كورونا .
صحيح ان العالم بدا يتعافى من كورونا ، وان غيمتها السوداء بدات تنقشع عن دول كثيرة . ولكن السؤال ، اي سياحة عربية واجنبية ينتظرها الاردن ؟ اظن ان مسؤولي السياحة مازالوا يفكرون في عقلية ما قبل كورونا ، ولا يراعون ما اصاب العالم من تغييرات بنيوية وهيكلية سياسيا واقتصاديا ولوجستيا ، وفي حركة النقل والطيران،و الصحة العامة ، ومفاهيم وافكار ومعتقدات كثيرة اصابها زلازل كورونا .
استراتجية السياحة الاردنية بحاجة الى ثورة بيضاء .
وطبعا ، فان السياحة الاردنية هي الخاسر في كل وجوه وافق التعاون السياحي بين الاردن واسرائيل ، وجلب السياح الغربيين ومن مختلف ارجاء العالم الى الشرق الاوسط وفلسطين والاردن .
استراتيجة السياحة الاردنية وبعد حوالي ربع قرن ، يصلح وصفها بالاتي .. فان من يضع بيضته في «كيس واحد « ، يعني راح يتكسروا . وهذا ما يدفعني هنا وقد يتفق معي كثيرون الى التحذير واسدال النصح حول الاستراتجية السياحية ، والابتعاد كثيرا بالتركيز على اسرائيل ودول الغرب .
و حتما في التجارة ثمة ضرورة لتنويع جمهور المستهلكين ، وجمهور المتقلين للخدمة ، وجمهور المستفيدين من اي ترويج سياحي وغيره . وهذا من مباديء لعبة السوق وادوات التجارة الذكية والحية والناشطة ، ولتجنب اي طعنة بالخاصرة ،و طنعة من الخلف ، ولتجنب اي تغيير وتبدل في موازين الاتفافات وعلاقات السلم والصلح والحرب .
الاردن بلد ثري حضاريا وتاريخيا وسياحيا . واستراتجية السياحة الاردنية جامدة ومقولبة باتجاه ثوابت ومتلازمات سياحية غير قابل العقل السياحي الرسمي عن استبدالها والتفكير في غيرها . والاقتناع بان جزاءا كبيرا منها قد خسره الاردن ، وذلك بفعل متغيرات في العلاقة الاردنية /الاسرائيلية وما قد الت اليه ، الى جانب متغييرات اقليمية ستؤدي حتما لخسارة الاردن لكثير من سواحه التقليدين.
السياحة الدينية فرصة مواتية في الوقت الراهن . وليس ثمة ما يمنع من تطوير وتدعيم خطة سياحية لتعويض ما خسره وسيخسره الاردن جراء استراتيجة سياحية جامدة ، واضافة متغييرات بنيوية سياسية واقتصادية سيكتشف صناع القرار السياحي تداعيها حتما بعد نهاية كورونا ، واعلان العالم لعودة الحياة الطبيعية ، وما دمنا لا نفكر بعقل استشرافي فحتما سنكون من الخاسرين واكبر الخاسرين , اذا ما وضعنا خططا بديلة وتعويضية ، وفكرنا من خارج «اقفاص الافكار الجامدة والتقليدية".
انا لست خبيرا سياحيا ، ولكني اقرا سياسة كويس ، وافهم واحلل ما يدور في الاقليم والعالم . واتحدث هنا عن اقتصاد السياحة ، وحتى لا نفقد فرصتنا ، ونندب حظنا كالعادة فيما بعد ، ونقول لو اننا تنبهنا لكذا وكذا ، وسمعنا راي فلان وعلان .. السياحة في غرفة الانعاش واقتصادها ينهار ، وخطة الطواريء تبدا من التفكير في البدايل السياحية وتنويع سلة سواح الاردن ، ومصادر جلبهم .
الاعتراف باخطاء الماضي اهون من الاستمرار في ارتكابها . واس التقدم والنجاة بالاستماع لكل الاراء ووجهات النظر المطروحة . ازمة كورونا وغيرها خانقة على الاردن ، ولا وقت لترف الاستهلاك والحشو والكلام الزائد ، وتجريب المجرب. الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/05 الساعة 01:40