مدار الساعة - الخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم. لذلك يفقد كثير من الأشخاص، الذين يعانون من الخرف، قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة.
وبالنسبة للمتضررين، فإن الالتزامات والمواعيد حقيقية. لذلك يغادرون المنزل وفي الطريق يفقدون اتجاهاتهم وغالباً لا يجدون طريقهم إلى المنزل. ويرى البروفيسور أوليفر بيترسن أخصائي طب الشيخوخة الألماني، أن المشكلة تكمن في تكرار مثل هذه المواقف، وما يترتب عليها من نتائج سلبية.
ميل للهروب
وبشكل عام، هناك ما يسمى بميل الهروب لدى الأشخاص المصابين بالخرف في مراحله المتقدمة، مع عدم شعور بالوقت، وأحيانا يعيشون في أذهانهم في الماضي.
وأوضح طبيب الأعصاب ميشائيل لوراين أن هناك أوقات معينة من اليوم يشعر فيها المرضى بحاجة ملحة إلى التحرك، مشيرا إلى أن الفترة بين السابعة والتاسعة مساء تعد فترة حرجة لشعور المرضى فيها بضيق شديد.
ونظرا لأن العديد من المصابين يعانون من الأرق، فليس نادراً أن يرغبوا في النهوض ومغادرة المنزل ليلاً، وأحياناً بملابس النوم، وهو ما يحمل خطر الإصابة في حادث مروري خاصة مع الإضاءة السيئة.
ويزيد الوضع صعوبة مع الأقارب؛ ففكرة ما يمكن أن يحدث تسبب لهم الخوف والقلق، حتى أن فكرة غلق الأبواب والنوافذ ليست بالجيدة. فقد يتعامل الأشخاص المصابون بالذعر والعدوانية، إذا شعروا بأنهم محاصرون.
جهاز إنذار على الباب
وينصح الخبراء بدلا من هذا بتركيب جهاز إنذار على الباب. ويشرح لوراين بأن الأجراس أو رنين الهواتف المحمولة أو حصائر الإنذار على الباب الأمامي تعد فعالة أيضاً.
وهناك خيار تقني آخر لحماية المرضى، ألا وهو شريحة التتبع، حيث يحمل الشخص المعني جهاز الإرسال اللاسلكي هذا معه، والذي يرسل إشارة عند تجاوز نطاق معين وبالتالي يثير انتباه الأقارب. ويمكن أيضاً تحديد موقع مرتديها باستخدام GPS.
ويمكن لبطاقة تعريف طوارئ في جيوب السترات والسراويل في حالة هروبهم المساعدة على إيجاد الشخص المفقود. وأوضح لوراين أنه بالإضافة إلى اسم وعنوان الشخص وأقاربه، تحتوي بطاقة الهوية هذه أيضاً على رقم طوارئ. وبهذه الطريقة، يمكن للآخرين الاتصال بالأقارب أو إعادة المريض إلى المنزل بأمان.