مدار الساعة - مع مغادرة القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي، أكثر القواعد الجوية في أفغانستان الجمعة، بات الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من البلد الذي لم تهدأ به الحرب منذ عقود وشيكا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن انسحاب قوات بلاده من أفغانستان، يسير وفق المسار المحدد، في الوقت الذي تقوم حركة طالبان فيه بصورة يومية بالسيطرة على المزيد من المناطق وتستسلم لها القوات الحكومية.
ونسلط الضوء في هذا التقرير على أبرز مراحل الغزو الأمريكي لأفغانستان، منذ 2001 وحتى قرار الانسحاب اليوم من قاعدة باغرام الجوية.
بدأت الحرب على أفغانستان، في 7 تشرين أول/أكتوبر 2001، بعد رفض حركة طالبان، تسليم زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، للولايات المتحدة، بعد اتهامه بالوقوف وراء هجمات الـ 11 من أيلول/سبتمبر.
حملت العملية الأولى لغزو أفغانستان، اسم "الحرية الباقية" وامتدت من عام 2001-2014، وشارك فيها تحالف من أكثر من 40 دولة، من ضمنها كافة دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أما العملية الثانية فحملت اسم "حارس الحرية" منذ 2015- حتى الآن.
شارك في "الحرية الباقية"، قرابة 28 ألف جندي أمريكي، فضلا عن آلاف من جنود الدول الأخرى أبرزها بريطانيا، كما أنشئت قوات المساعدة الدولية "إيساف" بقرار من الأمم المتحدة، ووصل تعدادها عام 2009 إلى 64 ألف جندي من 42 دولة.
منذ اليوم الأول للغزو، تولت الولايات المتحدة وبريطانيا، القصف الجوي، والتغطية لهجوم قوات حلف الشمال الأفغاني، المناهض لحركة طالبان والقاعدة، وفي عام 2002، دخلت القوات الأمريكية والبريطانية والكندية والأسترالية المعركة على الأرض، مع قوات تتبع حلف الناتو.
في تشرين ثاني/ نوفمبر 2001، دخلت قوات حلف الشمال، بغطاء أمريكي عنيف من القصف، العاصمة الأفغانية كابول، بعد انسحاب قوات طالبان إلى المناطق الجنوبية من البلاد.
بعد سقوط كابول، شرعت الولايات المتحدة، في قصف عنيف على جبال تورا بورا، واستهدفت الكهوف فيها، بعد أنباء عن اختباء أسامة بن لادن في داخلها.
أيار/مايو 2003، أعلنت الولايات المتحدة، انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في أفغانستان، وسط إعادة تجمع لقوات طالبان في جنوب البلاد، من أجل بدء هجمات مضادة بعد خسارتهم السيطرة على العاصمة وأجزاء كبيرة من البلاد.
ما بين أعوام 2004-2009 تصاعدت هجمات حركة طالبان، ضد قوات التحالف، وقرر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إرسال 17 ألف عنصر من الجيش إلى أفغانستان لمواجهة الهجمات، وارتفع العدد إلى 38 ألفا.
أيار/مايو 2011، قوة أمريكية خاصة، تخترق الأجواء الباكستانية بمروحيات، وتنفذ هجوما خاطفا على منزل في منطقة أبوت آباد قرب العاصمة إسلام آباد، وتغتال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مع مرافقيه، وتأخذ جثته معها، ويعلن الرئيس أوباما اغتيال ابن لادن رسميا.
في العام ذاته، بدأت أحاديث تتسرب عن اجتماعات سرية بين دبلوماسيين أمريكيين، وممثلين عن حركة طالبان في ألمانيا وقطر، لبحث الوضع في البلاد وإمكانية الانسحاب العسكري. ليعلن أوباما عام 2014، عن خطة لسحب جميع القوات من البلاد، وإبقاء قرابة 10 آلاف جندي حتى عام 2016.
وقعت واشنطن في شباط /فبراير اتفاقا مع طالبان، لانسحاب قواتها من أفغانستان، وبدء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية في الدوحة.
نهاية 2020 توصلت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، لاتفاق مبدئي، بشأن عملية السلام بالبلاد، ووقعا أول اتفاق مكتوب منذ 19 عاما من عمر الحرب الطاحنة.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في نيسان/أبريل 2021، تأكيده انسحاب قوات بلاده من أفغانستان دون قيد أو شرط بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر.
أعلنت القوات الأمريكية الانسحاب من قاعدة باغرام الجوية، وهي أكبر القواعد في البلاد، في الثاني من تموز/يوليو، واتساع رقعة سيطرة طالبان وانهيار القوات الحكومية في العديد من المناطق.
رصد