مدار الساعة - بدأ مئات العراقيين، أمس اعتصاماً مفتوحاً في محافظة النجف جنوبي البلاد؛ احتجاجاً على استمرار أزمة انقطاع الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الخمسين مئوية في بعض أنحاء البلاد.
حيث أقام المعتصمون خياماً في ساحة الصدرين وسط النجف، وأعلنوا اعتصاماً مفتوحاً إلى حين حسم أزمة الطاقة الكهربائية.
من جهته، أكد سجاد الساعدي، أحد المعتصمين، أن "الوضع بات لا يُحتمل، ولابد من تحرك شعبي واسع ليس في النجف، ولكن بجميع المحافظات (العراقية)؛ لإبعاد الفاسدين عن مواقع إدارة الدولة"، مطالباً الحكومة والمسؤولين بـ"إعلان فشلهم في الإدارة، وترك مواقعهم لمن هم قادرون على حل الأزمة المستعصية منذ عام 2003".
احتجاجات في بغداد
كما نظم مئات العراقيين احتجاجاً في العاصمة بغداد، الجمعة؛ اعتراضاً على زيادة انقطاع الكهرباء، ونقص إمدادات المياه.
في حين أدى المُصلون صلاة الجمعة بحي مدينة الصدر في بغداد وهم يتصبَّبون عرقاً أسفل مظلات، ثم نظموا احتجاجاً ينتقد الحكومة لعدم توفير كهرباء كافية للمواطنين.
بدوره، قال عامل يدعي حيدر حسين (32 عاماً)، إن "الأمر يزداد سوءاً. يمكننا تحمُّل انقطاع الكهرباء ولو لعشر ساعات يومياً، لكن أعطونا شيئاً فحسب".
في وقت سابق من الجمعة، أعلنت وزارة الكهرباء إعادة تشغيل منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد بعد توقفها لساعات، إثر استهداف أبراج لنقل الطاقة في محافظتي ديالى شرقاً وصلاح الدين شمالاً من قِبل مجهولين، فيما تتهم السلطات مسلحي "داعش" بالوقوف وراء معظم تلك الهجمات التي تسبَّبت في واحدة من أسوأ حالات الانقطاع هذا العام.
إذ أدى الاستهداف إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في محافظات البلاد باستثناء إقليم كردستان (شمال)، أي في 15 محافظة من أصل 18، بينما عادت بعض خطوط شبكة الكهرباء الرئيسية للعمل في بغداد بحلول ظهر الجمعة.
استقالة وزير الكهرباء
على أثر الانقطاع الأخير، قرر الكاظمي تشكيل خلية لمواجهة نقص توافر الكهرباء، وأعلن قبوله استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش، والمدير العام للشركة العامة لنقل الطاقة (جنوب) أحمد خيري، ووجَّه بالتحقيق في قضايا الإهمال، حسب بيان سابق صدر عن مكتبه.
يشار إلى أن العراق يعاني أزمة نقص الكهرباء منذ عقود، من جرّاء الحروب المتعاقبة، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلاً عن استشراء الفساد.
وتعاني شبكة الكهرباء الرئيسية في العراق من انقطاعات تستمر لساعات يومياً على مدار العام، لكن الأمر يتفاقم خلال شهور الصيف عندما تسجل درجة الحرارة عادةً 50 مئوية ويزيد استخدام مكيفات الهواء.
يُذكر أن انخفاض إمدادات الكهرباء من إيران هذا الشهر ساهم في تفاقم الأزمة المتردية.
في المقابل، يلقي العراقيون باللوم على حكومتهم، التي قالوا إنها تعتمد على واردات الطاقة من إيران، ويقولون إنها تقاعست عن تطوير شبكة كهرباء عراقية لخدمة السكان.
