مدار الساعة - أقرّ قائد قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية، الجنرال جيمس سليف، بأن قوات بلاده تواجه تحوّلاً صعباً وتحديات كبيرة بدءاً من مطاردة "الإرهابيين" وصولاً إلى احتمالية الدخول في صراع مع روسيا أو الصين، وذلك طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، الخميس 1 يوليو/تموز 2021.
حيث قال سليف إنه "حان الوقت الآن لتسريع التغيير"، مردداً شعار القوة الجوية لعصر المنافسة الجديد، إلا أنه استدرك قائلاً: "لكن بالنسبة لقيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية على وجه الخصوص، هناك صعوبة في ذلك لا أعتقد أن أياً منّا يجب أن يُقلِّل من شأنها".
"نقاط الانعطاف"
فيما جادل الجنرال الأمريكي البارز بأن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تمر حالياً بما يصفه بـ"نقطة انعطاف ثالثة".
كانت نقطة الانعطاف الأولى هي أزمة الرهائن الإيرانية، وهي "كارثة" قادت القادة العسكريين الأمريكيين إلى إنشاء قيادة العمليات الخاصة الأمريكية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة؛ مما أحدث ثورة في العمليات الخاصة الأمريكية.
أما نقطة الانعطاف الثانية فقد جاءت في الحروب التي أعقبت هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.
في هذا الإطار، ذكر سليف، في مؤتمر الحرب الجوية لاتحاد القوات الجوية، أنه مع حلول المنافسة مع القوى العظمى، الصين وروسيا، تأتي نقطة الانعطاف الثالثة، معترفاً بأن هذا الانتقال يحمل على الأرجح "صعوبة خاصة"، لأن الظروف مختلفة.
سليف أضاف: "في نقطتي الانعطاف السابقتين.. كنّا في أعقاب فشل. لكن الآن، تخرج قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية من 20 عاماً من النجاح التام تقريباً ضد الجماعات المتطرفة العنيفة".
"ضرورة التغيير"
وفق موقع Business Insider الأمريكي، قد تجد المنظمات صعوبة في قبول التغيير بعد النجاح، لكن التغيير ضروري لمواجهة بيئة تهديد جديدة تصاحب ما يشبه المنافسة مع الأقران.
لذلك، سيتعين على قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية أن تتفوق في أربعة مجالات: الاستجابة للأزمات، ومواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة، ومنافسة القوى العظمى، وحرب الأقران، بحسب ما أشار إليه الجنرال الأمريكي.
في حين يتعين على قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية إعادة تقييم القدرات التي يمكن أن تقدمها لمجتمع العمليات الخاصة والجيش التقليدي، وذلك من أجل تطورها واستمرار تحقق أهدافها.
غير أن القيود الجديدة على ميزانيات الدفاع تعني أنه سيتعين على العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية اختيار أولوياتها بعناية، وتجنب إغراء العثور على إجابات في برامج وتكنولوجيات جديدة باهظة الثمن، ومن ثم سيتعين عليها استغلال ما يتوافر لديها بالفعل استغلالاً أفضل.
"طريق الخروج"
فقد ذكر سليف أنهم لن يتمكنوا من شراء طريقهم للخروج من أية تحديات يواجهونها في المستقبل، وقال: "علينا الاستفادة بالطريقة الأمثل من القدرات الموجودة بالفعل في القوات الجوية، والاستفادة من قوة طيارينا لتحويل أنفسنا استعداداً للمستقبل".
فيما يعدّ برنامج المراقبة المُسلَّحة لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية، الذي يسعى إلى تطوير طائرات دعم جوي قريب منظم، وتفريغ الطائرات المتطورة مثل "إف-22″ و"إف-35" للمهام الأكثر تقدماً، أحد أكبر رهانات قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية للمستقبل، وذلك تماشياً مع تطور الحرب على الإرهاب، الذي ينبغي أن يصاحبه اهتمام متزايد في قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
لكن القوات الجوية الأمريكية وأعضاء الكونغرس إما متشككون وإما يعارضون علناً برنامج المراقبة المسلحة، إلا أن قيادة العمليات الخاصة أوضحت أنها تريد تطوير هذه القدرة، وتمضي قدماً في برنامج لشراء 75 طائرة لقيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية، التي ستوفر دعماً جوياً وثيقاً، وقدرة على القصف الدقيق، وقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في البيئات المتشددة ومسارح العمليات المُختارة.
"مناطق ساخنة"
ستستمر قوات العمليات الخاصة في الانتشار بالمناطق الساخنة منخفضة الحدة؛ حيث تتعرض المصالح الأمريكية للتهديد، وقد يحتاجون إلى استدعاء دعم جوي قريب. ولذا صُمِّم برنامج المراقبة المُسلَّحة لدعم هذا النوع من المعارك المستمرة في بعض مناطق إفريقيا والشرق الأوسط.
على أثر ذلك، تسعى قيادات القوات الجوية لمعرفة أدوارها المستقبلية، خاصةً أنها ستُستدعى بالتأكيد لأداء مهام صعبة ضد تهديدات متعددة.
تعقيباً على ذلك، قال جيمس سليف: "لو كان الأمر سهلاً، لاستطاع أي شخصٍ آخَر فعلها، لكن هذه هي اللحظة المناسبة لتهيئة أنفسنا للمستقبل".
يشار إلى أن القوات الجوية الأمريكية فرع من القوات المسلحة الأمريكية، وقد أصبحت فرعاً منفصلاً في 18 سبتمبر/أيلول 1947.
تعدّ هذه القوات أكبر وأكثر تقنية من كل قوات الجو الموجودة في العالم، فهي تمتلك نحو 4093 طائرة في الخدمة ونحو 156 عربة جاهزة، و 2130 صاروخ كروز، و450 صاروخاً عابراً للقارات، إضافة إلى أنها تمتلك 32811 شخصاً في الخدمة، و77000 في الوحدة الفردية المختارة، و106000 في السلاح الوطني الحارس، وتستخدم العديد من الطائرات مثل إف 16.