مدار الساعة - أعراض "كوفيد-19" المألوفة هي ارتفاع درجة الحرارة وسعال مستمر وفقدان حاستي الشم والتذوق. ولكن هناك أعراضا مغايرة تظهر عند الإصابة بالفيروس التاجي المتغير.
وهذه التغيرات تظهر عند الإصابة بسلالة "لامدا" التي سجلت في أمريكا الجنوبية. صحيح أن هذه السلالة لا تعتبر أكثر عدوى من السلالات الأخرى. بيد أن القلق الحقيقي تسببه سلالة "دلتا" الهندية أو بصورة أدق "دلتا بلس" المتحورة منها.
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإن "دلتا بلس" تنتقل بشكل أسرع، ما قد يجعلها سببا في تفش جديد واسع النطاق. لذلك قد تكون هذه السلالة سببا في إغلاق عالمي جديد.
وتحمي اللقاحات الحالية والمناعة الشخصية المكتسبة من عدوى "كوفيد-19". ولكن سلالة "دلتا بلس" تخترق جسم الإنسان بسهولة، وقد تكون مقاومة للأجسام المضادة وحيدة النسيلة. ولا يزال الخبراء حذرين جدا في تقييم هذه السلالة الفرعية للفيروس التاجي المستجد. إنهم يدرسونها فقط. ولكن ما هو معروف عنها بالفعل يدعو إلى القلق.
وقد اتضح أن "دلتا بلس" الهندية تختلف عن سلالة ووهان الصينية بأربع متغيرات أساسية في بروتين S، ما يساعد الفيروس في اختراق الخلايا البشرية بسهولة. أي أن "دلتا بلس" هي "دلتا" مع طفرة إضافية K417N.
ويقول مكسيم سكولاتشوف، كبير الباحثين في معهد البيولوجيا الفيزيائية والكيميائية بجامعة موسكو، "اكتشفنا في الربيع متغيرا يختلف عن "دلتا" بطفرة إضافية. ومع ذلك لم ولن يصبح سائدا".
وتشير بيانات كلية لندن الامبراطورية، إلى أنه لا يوجد سبب للاعتقاد أن "دلتا بلس" تكون أقل خطورة من الخيارات المعروفة. بل على العكس أظهر الواقع أن الفيروس التاجي المستجد يواصل تحسين قدراته في إصابة البشر.
ويعكس مؤشر عدد التكاثر الأساسي R0 درجة عدوى الفيروس. أي ما متوسط عدد الأشخاص الذين يمكن لشخص مصاب إصابتهم. فـ R0 لسلالة ووهان كان 2.4-2.6 وبعد وصوله أوروبا ارتفع إلى 3. و R0 للسلالة البريطانية، "ألفا" 4-5 وR0 لـ "دلتا" هو 5-8. أي إذا كان فيروس سلالة ووهان يعدي 20 شخصا، فإنه خلال هذه الفترة سيصاب المئات بفيروس سلالة "دلتا" وهناك احتمال أن "دلتا بلس" ليست أضعف من "دلتا".
ويقول بافل فولتشكوف، عالم الفيروسات ، مدير مختبر الهندسة الجينومية في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، "من الواضح أن "دلتا بلس" أكثر خطورة من "دلتا"، لأنها تنتقل أسرع. ولكن يجب أن ندرك أنها تنتقل داخل الجسم بسرعة كبيرة، أي أنها تلحق الأذى بأكبر عدد من أعضاء وأنسجة الجسم".
فهل ستحمي اللقاحات الحالية من "دلتا بلس"؟ يتفق الخبراء على أن هذه اللقاحات ستحمي من الفيروس. لأنه لا يوجد اختلاف مبدئي بين فيروس ووهان والفيروسات المتغيرة. لذلك فإن منظومة مناعة الشخص الذي تلقى اللقاح جاهزة لمواجهة هذه الفيروسات. ولكنه يشكل خطورة على غير المطعمين، لأن مناعتهم لم تتعرف على هذا الفيروس.
ويضيف فولوتشكوف، "إذا واجهت منظومة المناعة مرة واحدة SARS-CoV-2، فسوف تتذكر جميع الخيارات الممكنة طوال حياتنا. أي حتى إذا تغير وعاد مثنى وثلاث، فإن منظومة المناعة ستتعرف عليه دائما. هذه هي ميزة نظامنا المناعي".
المصدر: فيستي. رو