أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

ما بعد الثورة الصناعية الرابعة.. دفن الحياة كما نعرفها.. فهل نحن مستعدون؟ د.الزعبي: نحن أمام مزج العوالم المادية والرقمية والبيولوجية

مدار الساعة,أخبار اقتصادية,وزير الثقافة,وزارة الثقافة,جامعة الأميرة سمية,الذكاء الاصطناعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة – برغم أن الثورة الصناعية الرابعة ما زالت في طور التشكيل، كما يقول الأستاذ الدكتور عبدالله الزعبي، أستاذ الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، إلا أن أما انعكاساتها على الساحة الأكاديمية والصناعية، واسعة.
وينقل د. الزعبي عن العلماء والخبراء تأكيدهم أن يتحول التصنيع إلى عملية مؤتمتة بالكامل، تقوم بها الروبوتات، ويتحكم بها الذكاء الصناعي عبر تبادل البيانات الضخمة على شبكة انترنت الأشياء.
ونوه الى اننا أمام مزج العوالم المادية والرقمية والبيولوجية لتشكل نظام مادي-سيبراني ذاتي القرار، دونما حاجة لتدخل الإنسان بتاتاً، وبذلك ستتغير حاجات البشر وطرق تأهيل الكوادر الفنية والعمالية.
وتاليا نص الحوار:
س: ما هي المتغيرات التي تتوقعها على شكل الحياة البشرية بعد نضوج مخرجات الثورة الصناعية الرابعة؟
د. الزعبي: الثورة الصناعية الرابعة ما زالت في طور التشكيل، وأنها لم تصل لحظة البداية بعد، وما نراه ليس سوى جنين يأخذ ملامح جادة تنبيء بما هو عظيم، وربما تأتي بتسونامي هائل من التغيير في مسيرة البشرية، كما توقعه آلفن توفلر في كتابه "الموجة الثالثة".
كتاب الثورة الصناعية الرابعة، الذي صدر عن وزارة الثقافة، وبإشراف شخصي من الدكتور باسم الطويسي ، وزير الثقافة الاسبق، جاء ليسد فجوة عميقة في المكتبة العلمية العربية التي تفتقر لكتب التأريخ للتكنولوجيا والتعريف بتطورها الزمني باعتبارها صيرورة تاريخية لها ابطالها وروادها وشخوصها، مثلما ضروراتها ومتطلباتها، وكذلك أثرها على السلوك الإنساني والعلاقات الاجتماعية والمنظــور المعرفــي للبشــرية وعلاقتها مع الطبيعة والكون.
ويهدف الكتاب إلى رفد المكتبة العربية بموجز يسعى إلى زيادة الوعي بالثورة الصناعية الرابعة وشمولية التحولات التكنولوجية وسرعتها وتأثيرها متعدد الأوجه، وخلق إطار للتفكير في الثورة التكنولوجية يوصف التحديات التي تفرضها والفرص التي تمنحها والقضايا الجوهرية التي تتعلق بها.
كما يهدف الكتاب إلى مساعدة أصحاب القرار والمسؤولين في توفير منبر للتعاون بين قطاعات الدولة، العام والخاص، ونشر التوعية الثقافية في مختلف أركان المجتمع وبناء الشراكات كافة، داخل المملكة، وعبرها ومع العالم أجمع.
أما بالنسبة لانعكاسات الثورة الصناعية الرابعة على الساحة الأكاديمية والصناعية، فيتوقع العلماء والخبراء أن يتحول التصنيع إلى عملية مؤتمتة بالكامل، تقوم بها الروبوتات، ويتحكم بها الذكاء الصناعي عبر تبادل البيانات الضخمة على شبكة انترنت الأشياء.
كما أنها تمزج العوالم المادية والرقمية والبيولوجية لتشكل نظام مادي-سيبراني ذاتي القرار دونما حاجة لتدخل الإنسان بتاتاً. وبذلك ستتغير حاجات البشر وطرق تأهيل الكوادر الفنية والعمالية.
وبالتالي نقل طرق التدريس وشكل التعليم والمدارس والجامعات إلى مستويات جديدة. كما ستؤدي الثورة إلى خلق وظائف جديدة نرى بوادرها حالياً، مثلما ستلغي العديد من الوظائف القائمة التي اعتدنا عليها. لذلك علينا أخذ تلك الثورة بجدية عظيمة لأنها تطرح أكبر تحد للبلاد في ضوء بطالة مفزعة، بعضها من صنع أيدينا ومعظمها بفعل القدر.
س: ماذا عن تغيير أساليب التفكير والابتكار لفهم لغة الثورة التكنولوجية القادمة التي تجاوزت المفاهيم الإلكترونية إلى مفاهيم حديثة تحتاج إلى مناهج تعليمية خاصة؟
د. الزعبي: هنا علينا دعوة صاحب القرار والمسؤول، مثلما نخاطب المواطن الإنسان، إلى أهمية إدراك التحولات الكبرى التي تجري حالياً ونلمس أثرها.
العالم يتغير بشكل سريع، والثورة الرابعة تمثل فرصة للأردن للانخراط في الركب العلمي العالمي، والبلاد بحاجة ماسة إلى تجميع كل التجارب والطاقات والموارد معاً لإطلاق حوار جمعي وجاد حولها وكيفية الإفادة منها، واستثمارها وتعويض ما فاته من ثمار الثورات الصناعية السابقة.
أحد ضرورات الثورة الصناعية الرابعة في تهيئة وتحسين رأس المال البشري ليكون قادراً على تلبية متطلبات المعرفة والمهارات يكمن في تغيير وإعادة تشكيل نظم التعلم والتعليم واستنباط تقنيات تربوية جديدة، فالوتيرة السريعة لظهور الصناعة 4.0 يستوجب القفز من إطار التعليم الحالي إلى التعليم القائم على إنتاج المعرفة وإجادة الإبتكار، وهو ما يعرف عالمياً، وفي أدبيات البحث العلمي العالمي بالتعليم 4.0.
لهذا، تحتاج الجامعات إلى إعادة تصميم برامجها الاكاديمية لاستيعاب تلك الأبعاد التي تتطلبها القوى العاملة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وطرح تخصصات لشغل وظائف الغد من مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والبلوكشين والطباعة الثلاثية والدرونز والحوسبة السحابية والتسويق الرقمي وتحليل الأعمال والتعلم الآلي والتقنيات المالية والطبية.
س3: كيف تقرأ انفتاح الأردن على الثورة التكنولوجية القادمة والرؤية الملكية في الماراثون الرقمي والعولمة، وهما أيقونات الحياة الحالية والقادمة، من خلال تصوراتكم للمشهد التكنولوجي العام عبر هذا الكتاب؟
د. الزعبي: تمتلك المملكة البنية التحتية المناسبة لتبني مجموعة من تلك التكنولوجيات الناشئة التي لا تتطلب استثمارات ضخمة في بناء المصانع والمرافق، مثلما تمتلك طاقات علمية مؤهلة عالمياً في قطاعات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات والخدمات الطبية والصحية.
اليوم لا يعوز المملكة سوى التدريب والتوجيه والإدارة عبر تبني برنامج وطني لبناء القدرات، تتشارك فيه الحكومة مع القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية وبيوت الخبرة، لوضع خطة عمل تقود مستقبلاً إلى وضع استراتيجية وطنية للثورة الصناعية الرابعة والتعامل مع تحدياتها ومآلاتها وعواقبها.
وأقترح أن تدعو الحكومة إلى عقد جلسة عصف ذهني، يشارك فيها مجموعة من الخبراء، لمناقشة طبيعة الثورة الصناعية الرابعة وعناصرها وتداعياتها والفرص التي تتيحها للمملكة، تمهيداً لوضع استراتيجية وطنية للعلم والتكنواوجيا، مشفوعة بخطة عمل متكاملة للتعامل مع الثورة الصناعية الرابعة، وتداعياتها، وسبل الإفادة منها، وتقديمها للحكومة لدراستها وإقرارها وتبنيها.
مدار الساعة ـ