مدار الساعة - كشفت سيدة من أقلية الإيغور في شهادة جديدة بشأن ما يتعرض له المسلمون في الصين من اضطهاد، كيف اعتقلت بكين زوجها قبل سنوات، بعد يومين فقط من زواجهما ووضعته في مركز احتجاز، قبل أن تحكم عليه في وقت لاحق بالسجن 25 عاماً، وفق ما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021.
يأتي ذلك بينما نشرت منظمة العفو الدولية بداية شهر يونيو/حزيران، أدلةً جديدةً على انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ بالصين، واصفةً ما تتعرض له أقلية الإيغور المسلمة هناك بأنه "جحيم بائس" لمئات الآلاف من المسلمين الذين يتعرَّضون للاعتقال الجماعي والتعذيب.
شهادات صادمة من أقلية الإيغور
من الشهادات التي نقلتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية، قصة ميهري ميزسوف وزوجها ميرزات طاهر، فبعد يومين على ارتباطهما في عام 2016 وأثناء استعدادهما للسفر إلى أستراليا لبدء حياة جديدة هناك أقدمت السلطات الصينية على اعتقال الزوج الشاب من أقلية الإيغور ليختفي عن الأنظار ويحكم لاحقاً عليه بالسجن لمدة 25 عاماً.
تقول ميهري في حديثها للشبكة الأمريكية من منزلها في ملبورن، حيث كان الزوجان يأملان في العيش معاً، إنه خلال السنوات الأربع الماضية، كان زوجها طاهر قد سجن بمراكز الاحتجاز في إقليم شينجيانغ ثلاث مرات منفصلة لعدة أشهر في كل مرة.
في أبريل/نيسان من هذا العام، تلقت، ميهري، مكالمة هاتفية تقول إن زوجها قد جرت إدانته بتهمة ميول وأفعال انفصالية ليحكم عليه بالسجن 25 عاماً، وهنا تتساءل الزوجة: "كيف يمكن أن يكونوا بهذه القسوة، من أين لهم كل هذا الظلم؟ زوجي لم يقترف جرماً، وقد عانى بالفعل كثيراً في الأعوام الأربع الماضية".
خلال السنوات المنصرمة، ظلت ميزسوف تلتزم الصمت بشأن معاناة زوجها؛ خوفاً من تأجيج الأمور، ولكن وبعد أن حُكم عليه بالسجن 25 عاماً، أكدت أنه لم يتبق لها شيء لتخسره.
أضافت: "لقد فعلوا أسوأ شيء يمكن أن يحدث لزوجي، والآن لم يعد لدي خيار آخر.. وبغض النظر عن مدى صعوبة الموقف فإنني لن أتخلى عنه أبداً وسأكافح إلى أن يطلق سراحه".
الضرب في أماكن الاحتجاز
من جهتها، جمعت منظمة العفو الدولية أكثر من 50 شهادةً من أقلية الإيغور والكازاخيين، وغيرهم من الأقليات العرقية ذات الأغلبية المسلمة، وتفيد شهاداتٌ من معتقلين سابقين وَرَدَت في التقرير الجديد لمنظمة العفو الدولية، بأن "كراسي النمر"- وهي كراسي فولاذية بأرجلٍ حديدية وأصفادٍ تقيِّد الجسم في أوضاعٍ مؤلمة- قد استُخدِمَت مع المعتقلين أثناء استجواب الشرطة لهم.
يدَّعي التقرير أن الضرب والحرمان من النوم والاكتظاظ في أماكن الاحتجاز أمورٌ شائعة بأقسام الشرطة. وكما أفاد مسلمو الإيغور، فإنهم تعرَّضوا لتغطية الوجوه والتقييد أثناء الاستجواب ونقلهم من مكانٍ لآخر.
كما يزعم التقرير أيضاً أن المعتقلين في المعسكرات من أقلية الإيغور لا يتمتَّعون بالخصوصية ويواجهون عقوباتٍ قاسية، بسبب أدنى مستوى من عصيان الأوامر. وتقول منظمة العفو الدولية إنها علمت بحالةٍ واحدة يُعتقَد أن معتقلاً مات فيها نتيجة تقييده على كرسي النمر أمام زملائه لمدة 72 ساعة في الزنزانة.
في الأسابيع الأولى من وجودهم بالمعسكرات، قال من أُجرِيَت معهم المقابلات، لباحثي منظمة العفو الدولية، إنهم أُجبِروا على الجلوس أو الركوع في الوضع نفسه بزنازينهم على مدار ساعات طويلة.
يُمنعون من إقامة شعائر الإسلام
قالوا إنهم لا يُسمَح لهم بممارسة شعائر الإسلام، ويُمنَعون من استخدام لغتهم الأم، ويزعمون أيضاً أنهم يُجبَرون على حضور دروس للغة الماندرين والدعاية للحزب الشيوعي الصيني.
أضاف التقرير أنه بخلاف مرافقتهم تحت حراسةٍ مُسلَّحة من وإلى مكان تناول الطعام أو الفصول الدراسية أو الاستجواب، لا يغادر المعتقلون من أقلية الإيغور زنازينهم تقريباً، ونادراً ما يرون ضوء الشمس أو يمكنهم الوصول إلى الهواء الطلق وممارسة الرياضة.
قالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "أنشأت السلطات الصينية جحيماً بائساً على نطاقٍ مذهل في منطقة شينجيانغ الإيغورية التي تتمتَّع بالحكم الذاتي". وأضافت: "ينبغي أن يُصدَم ضمير الإنسانية من أن أعداداً كبيرةً من الناس يتعرَّضون لغسيل المخ والتعذيب وغير ذلك من ضروب المعاملة المهينة بمعسكرات الاعتقال، بينما يعيش ملايين آخرون في خوفٍ، في ظلِّ جهاز مراقبة واسع النطاق".