أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا صام هذا المسيحي الأردني في رمضان؟!

مدار الساعة,أسرار أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - خاص - قصة أخرى تضاف الى تجربة العيش المشترك والنخوة، التي يتميز بها الأردنيون، أينما حلّوا وارتحلوا.

هذه القصة يرويها من النشامى المغتربين، ممن يحملون معهم أصالة ونخوة لا تمحوها السنوات ولا المسافات مهما طال أو بعد الاغتراب عن أرض الوطن.

حدثت القصة قبل نحو ١٥ عاما، في مدينة تعتبر هي العاصمة الاقتصادية لدولة أوروبية يتردد عليها تجار أردنيون وطالبوا العلاج.

يقول صاحب القصة، وهو مقيم في تلك المدينة الأوروبية البارزة منذ ما يزيد على 30 عاما ويتردد عليه الأردنيون، أن وقائع هذه الحادثه التي يفخر بها ويرويها لزواره، حدثت في شهر رمضان في مثل هذه الأيام وفي أروقة مكتبه.

حيث زار صاحبنا، تاجر اردني يرافقه صديق له، لم يكن المضيف على معرفة سابقة به، فقد كانا يقضيان مدة زيارتهما لتلك المدينة والتي زادت على عشرة ايام في مكتب ومعارض المضيف، لاتمام شراء بضائع من نوع معين يعرف المضيف بقدرته على توفيرها، وكان التاجر الأردني وصديقه يتناولان بشكل يومي افطار رمضان لدى هذا المضيف وأخوته.

ولأن الكرماء لا يسألون الضيف عن اصله وفصله وديانته على قاعدة احترام الضيف، فكيف لو كان أردنياً، لم يتحدث المضيف مع الضيف وصديقه عن اي امور ترتبط بالأصل أو الديانة، لانه وبكل بساطة كان يرى الالتزام من الضيف الاردني وصديقه الذي رافقه بالزيارة، وهو من عائلة بلقاوية فحيصية كريمة، الالتزام بالصوم والاحترام لمحظوراته مع أن السفر يبيح الإفطار للصائم.

المفاجأة التي يرويها صاحب القصة أنه وعند أخر يوم وقبيل مغادرة الضيف وصديقه الأردنيين تلك المدينة الاوروبية، يكتشف المضيف أن صديق الضيف وهو أردني الا أنه من إخوتنا المسيحيين، والذي التزم معهم طوال فترة اقامته بالصوم احتراما للمضيف واحتراما لصديقه الذي رافقه في سفره، فالرفيق قبل الطريق، كما هو دارج لدى الأردنيين الذين لم يفرق بينهم أصل ولا ديانة.

فكان هذا المسيحي الفحيصي الأردني الأصيل يتحمل مشقة السفر ويحترم مشاعر الرفيق والمضيف، فأكرمهما بالتزامه الصوم.

هذه القصة التي لا تبارح ذاكرة صاحبها، يسطرها ويرويها فخرا بأبناء بلده الذين جمعتهم الوطنية الواحدة ولم يفرقهم أصل ولا ديانة.

للعلم المضيف والضيف والرفيق من الشخصيات المعروفة في البلد، ونحتفظ بأسمائهم.

مدار الساعة ـ