انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

على سيرة تعيين نجل الملقي.. على الأردنيين الطاعة والمجاعة ودفع الضرائب

مدار الساعة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/01 الساعة 01:44
حجم الخط

مدار الساعة - كتب – عبدالحافظ الهروط - فتح السيرة الوظيفية لرئيس الوزراء هاني الملقي، لا يقدم ولا يؤخر، سواء شهد الناس له بالكفاءة والنزاهة او زادهم السخط لما وجدوه في موقعه الحالي وقد فتح دفتره المليء بالأسماء وارقام هواتفهم لتوزيع غنائم التنصيب تباعاً، وعلى مراحل.

حكومة الملقي، تمشي على خطى حكومة عبدالله النسور، هكذا يقول الناس، والنتائج على الأرض: جباية في جميع الاتجاهات، وتعديلات على الحكومة والمجيء بالمحاسيب بعد التذرع بمن هم "حمولة زائدة" لم يخترها، مروراً برفع الأسعار وفرض الضرائب والرسوم التي لا تنتهي واغلاق مشاريع اقتصادية، وصد اي مشروع استثماري جراء قوانين وشروط تعجيزية، وبطالة تزداد، تتقاطع معها ظاهرة الانتحار والعنف والقتل والسرقة والاتجار بالمواد الفاسدة، وانتهاء بارتفاع الدين العام، فماذا بقي للحكومة من مسمى، غير حكومة الجباية والحكومة المفلسة في برامجها وعجزها عن فعل شيء واحد يذكر وينفع الناس؟

اما تعيين نجل رئيس الوزراء فوزي هاني الملقي مديراً لـ خدمات المطار، وفي زمن اشبعتنا حكومة "الوالد" ومن قبلها الحكومات السابقة بأن التعيين يقوم على المنافسة في الامتحان ووفق شروط واضحة ولجنة تتسم بالشفافية والنزاهة، فهذا ليس وارداً او مقنعاً لأحد، حتى لو ابن الملقي او أي مسؤول كان كفؤاً له، والسبب في ذلك ان مسؤولية الأب او الصهر ستأخذ بعين الاعتبار والانحياز.

ومع فارق التشبيه، حيث تقفز لأذهان الناس قصة غنم عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكيف ردها عمر الى بيت المسلمين لأنها كانت ترعى الحمى باسم اغنام ابن أمير المؤمنين، والناس تحفظ قدره ومكانته وأمانته في المسؤولية.

ولعل قصة قريبة، حدثت في التاريخ الاردني عندما كانت الادارة الاردنية نظيفة، خير مثال للملقي، ففي حكومته الأولى – وصفي - طلب رئيس الوزراء الشهيد "اخو عليا" اسماء من تنطبق عليهم شروط التقاعد، وعندما تفحصها جيداً ، لمح اسمين من أبناء عشيرة التل، فقال "إبدأوا بهما.

ثار غضب العشيرة، ودعوا وصفي الى مقابلتهم في ديوان التل بإربد، دخل اليهم والغضب يملأ صدورهم والشرر ينطلق من عيونهم، قال لهم : خير؟

ردوا: يا وصفي بعدك ما قعدت على الكرسي وتحيل ابناءنا للتقاعد.

ولأنه وصفي الوطن وليس العشيرة والمحسوبية والواسطة، رد بشجاعته المعهودة "اذا لم أبدأ بأبناء التل، ماذا اقول للأردنيين الآخرين وكيف أحيل أبناءهم للتقاعد"؟

وأدار لهم ظهره، ولم يعقّب عليه أحد..

كان الأولى بالرئيس الملقي، ان يخرج من الحكومة وهو لا يسجل عليه ملاحظة واحدة في التعيين او التقاعد او الاستثناء او او او ، وألا ياتي بابنه وهو على رأس المسؤولية، ونجزم ان ابنه لن يضيع له حق، وربما ستاتي حكومة جديدة وتختاره وزيراً، فهكذا حكوماتنا يا دولة الرئيس، رئيس وزراء ينجب رئيساً ، ووزيراً يرث وزيراُ، اما بقية الناس فما عليهم الا الطاعة ولهم المجاعة ودفع الضرائب.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/01 الساعة 01:44