بقلم نور الدويري
لاشك أننا نعيش اليوم تداعيات عقود أصر فيها نهج ما ثقافة ما تجمع ما ضغط ما جهل ما تذاكي ما أن نهجر زراعة القمح، ونستقبل منح القمح والمال في سبيل غريب لبناء وطن حضارته ما قبل الميلاد ليؤسس دولة حديثة في عصر له متطلبات سياسية وإقتصادية وأسلوب إجتماعي مختلف، رغم القدرة على البناء الذاتي وأن شحت المصادر أو قلة حيلة إستغلالها لكن القدرات موجودة إذا تحققت الإرادة.
فمنذ مطلع السبعين وحتى اليوم توالت الأحداث التي غيرت نمط كل شيء وفقا للظروف الداخلية الصعبة والخارجية الضاغطة والعالمية التي أثرت بشكل أو باخر علينا.
وتنامى الفكر الإصلاحي ليصبح هاجسا في الأردن فمالذي دفع امرأة مثلي لتكتب مرارا دون ملل بالسياسة في دولة أنتمائنا الأساسي فيها للعشائرية ليعرف عن رجالنا القوامة في زمن ما فلا تضطر امرأة مثلي أن تطالب بالإصلاح أو تدخل بالسياسة لو أن هيئة الظروف كانت مختلفة ليس لأن المرأة ضعيفة بل لأنها مكرمه عن الخوض في نزاعات جدالها أكبر من شرف رسالتها كقائدة في بيتها وعملها وشريك ذكي لرجل للبناء والعطاء ، ببساطة لأن الظروف أجبرتنا أن نقرا الفكر الإصلاحي بمحيط يستجد فيها الأسوأ يوما بعد يوم.
من الغريب أن ترى كل هؤلاء الناقدين والمنتقدين من فكر يمني وآخر يساري بكل الأيديولوجيات التي لم تقدم شيئا للوطن بالمطلق سوى تهافت على تقسيم امكرهم وأذكاهم على مناصب الدولة وتقسيم الحصص في إشارة تؤكد أن الفكر السياسي الإصلاحي لم يُبنى على التوافقية البنائية بالمطلق ولا تشاركية ولا تفاعلية فالأنظمة الحزبية تبنى على شخوص والتيارات تبنى على أجندات والمعارضة وجه للموالاة كلاهما ينادي بإصرار لإصلاح لا نرى فيه أي واقعية بل مسلسل بحلقات مبتكرة تدفع بالوطن للهاوية يتشاجرون فيما بينهم على الوطن ولكن الوطن بينهم يخور قوى يوما بعد يوم ونحن من نقف في المنتصف نحمل لواء الوطن نقاسي البقاء والصبر على رمي الأخطاء كل على طرف .
لا يعلمون أن الفكر السياسي الإصلاحي لن يقوم على إحتجاجات ضجيجها يقلق منام أطفالنا ولا على حوارات يرشون فيها عطور ثمينة ولا مكالمات ولايفات نتابعها من (القرف) الذي نعيشه مع كوب من المرمية تخفف ( مغص) قلوبنا الملتويه وحتى أنصف الحالة سأقول إلا من رحم ربي فهل يرحمون وطني؟ .
الإصلاح السياسي لن يقوم (بالمعابطه) سيقوم بالتنمية الإقتصادية والتي ستنعكس على الوضع الإجتماعي فلا يهمنا قانون إنتخاب جيد فحتى قانون ٨٩ بُني على المغالبة ولم يفرز إلا مقعدا مقعدا عن كل كتلة أو حزب .... ونجحت بعض الأصوات المترشحة بالنجاح في الإنتخابات في كل أنواع القوانين فعن أي قانون تطالبون والجيوب مثقوبة والجياع يزداون في وطني!.
الإصلاح السياسي لن يقوم بدون إستقرار إجتماعي ينعكس استقراره على القوى الشرائية فنشتري البسكويت كما الخبز وااكد أن سنقبل (الداجستيف نخب اول من سامح مول) ولن نبحث عنه في (سبيرو ولا في باسكت ) سنكتفي بخبز الشوفان والقمح الابيض في زراعتنا .
لن يعنينا حوار وطني تتعاركون فيه ورواتبنا لا تكفينا، بصراحة لا يعنينا كشعب عظيم تجاوز كل رهانتاتكم عليه أن يتزحزح ليبلي الوطن بجراح مميته لأننا ببساطة نرى أحلامنا فيه فلن نقبل سقوطه .
فلا إسلامية ولا مدنية ستكون حلا للوطن بقدر أن تستوعبوا أن تكفوا عن المحاصصه أن تتوقفوا عن التذمر من منكم أقوى، بصراحة لا يعنينا سوى الوطن فنحن الوطن والوطن نحن .
الخطابات الإصلاحية اليوم تحتاج إلى إصلاح إلى رجال يفلحون الأرض ونساء تحصد إلى رجال يبنون المصانع ونساء تصنع إلى رجال يحمون إستثماراتنا ونساء تشجع عليها إلى رجال يصنون كرامتنا ونساء تحافظ عليها .
كفى بالله إصلاحا في بقعة عمياء دفعتنا إلى الوقوع في مثلث يلوي ذراعنا قاعدته خطاب تربوي مشوش مرتخي فلا يركز على الهوية الجامعة ولا ينمي مهارات الفرد الذاتية ولا يدفعنا لقراءة الدين والحضارة والعلوم بعين الباحث، ولا يقدر إبداعنا ولا يرفع هممنا ليخلق ضلعين لهذه القاعدة الأول الفقر والثاني الإحباط في حشوة تمتلئ بطالة وزحف نحو تغير الانساق الإجتماعية للأنفعال لا لضبط النفس .
روقوا على الوطن وأتركونا نعيش فإما أن تصلحوا ما بينكم وتبنوا الوطن أو فلتهجروه .
اللهم استودعتك أبنائنا والأردن العظيم أمانة عندك وأنت الكريم القادر على كل شيء .