هذا الطائر الجميل..!
فرق كبير بين أن تصر على الموت وتتمناه في الدنيا التي استخلفك الله فيها لتعميرها وبين ان تضع الموت بين عينيك وان تسعى بكل جهدك لبناء دنياك من أجل عمارة آخرتك، فرق كبير - أيضا - بين أن تعلن وفاتك وأنت حي فتنحاز إلى الكسل وتتثاقل إلى الأرض وتعتزل الناس وتقطع علاقتك مع الكائنات وتندب حظك العاثر وتتكور على ذاتك وتختار الجهامة وتهرب من مسؤولياتك وبين أن تفهم الموت كمصير لا بد أن يسبقه عمل وجهاد، ونهاية لا بد أن تذهب إليها وأنت محمل بالأعمال الطيبة والطاعات، وكآخرة لا تعمر إلا بالحياة: بالإقبال عليها في دائرة الحلال والعناية بها في إطار الاستعداد للجزاء، والتمتع بها والتأمل فيما تحمله من جمال دون إفراط أو تفريط.
كثيرون يفهمون الموت من منطلق التشاؤم والخوف، فيعزفون عن استذكاره أو التفكير فيه، ويتجاهلون ما بعده من جزاء أو ثواب، وتأخذهم دروبهم في الدنيا إلى الضلالة والمنكرات، ظنا منهم أن ساعة الرحيل بعيدة، وان الأعمار ما تزال مديدة، وان لحظة الموت تصيب غيرهم ولمّا تصلهم بعد وكثيرون أيضا يتماهون مع الموت حتى انك لا تفرق بينهم وبينه، ويعزمون على ربط حركاتهم وسكناتهم فيه، فيسيطر عليهم ويمنعهم من التفكير بالحياة، ولو شاء الله تعالى أن يخلقهم ميتين لما كلفهم بالأمانة، واستخلفهم بالعمارة، وانتدبهم لإقامة خلافته على الأرض.
كيف نفهم الموت، إذن، وما ثقافته التي يجب أن تشيع بيننا، وهل بوسعنا اليوم أن نفك الاشتباك بين عمارة الدنيا وعمارة الآخرة، وان ننهي صورة المسلم الحزين المتجهم ونضع بدلا منها صورة المسلم الحي القادر على الابتسامة في وجه الحياة، العامل من اجل آخرته وكأنه يموت غدا، والمتمتع بدنياه وكأنه يعيش أبدا؟.
باستطاعتنا ان نفعل ذلك اذا استقامت موازين فهمنا للحياة والآخرة، وأدركنا ان الدنيا مزرعة الآخرة، وممر العبور إليها، وان ما نقدمه من خير وسعادة وما نتقرب إلى الله تعالى به من طاعة وعبادة، وما نصبر عليه من أذى وما نتحمله من تضحيات، هو الرصيد الفعلي الذي نضعه في حسابات الموت الذي ننتظره، هذا الموت الجميل الذي لا نخاف منه ولا نخشاه لان رصيدنا فيه كفيل - بعد رحمة الله تعالى - بأن يحجز لنا مقعدا في الجنة، او لحظة رضا ربانية تقنيا العذاب وسوء المصير.
يدعونا القرآن الكريم إلى «الحياة» التي هي ضد الموت، الحياة المنتجة الفاعلة، الحياة التي تفضي إلى الكرامة (الشهادة حياة والقصاص حياة) الحياة التي تخرج من رحم الإيمان والعمل الصالح، الحياة النافعة، كما يدعونا إلى أن نحيا في ظلال آياته التي تهدي الى الحق، والى الحياة الحقيقية التي يعيش فيها أحياء حقيقيون، لا مجرد أموات في ثياب أحياء صحيح ان الموت يقهر الإنسان العاجز عن فهم حكمة الله من الخلق، ويخيف المقصرين في طاعته، لكن الصحيح أيضا أن الطائر الجميل يسعد عباد الله الصالحين الذاكرين، ويفتح أمامهم مدارج الوصول إلى ربهم، ويلبي رغبتهم وشوقهم الى لقائه وشعار أولئك «وعجلت إليك ربي لترضى».
الدستور
Ùر٠ÙبÙر بÙ٠أ٠تصر عÙ٠اÙÙ Ùت Ùتت٠Ùا٠Ù٠اÙدÙÙا اÙت٠استخÙÙ٠اÙÙÙ ÙÙÙا Ùتع٠ÙرÙا ÙبÙ٠ا٠تضع اÙÙ Ùت بÙ٠عÙÙÙÙ Ùا٠تسع٠بÙ٠جÙد٠ÙبÙاء دÙÙا٠٠٠أج٠ع٠ارة آخرتÙØ Ùر٠ÙبÙر - Ø£Ùضا - بÙ٠أ٠تعÙÙ ÙÙات٠ÙØ£Ùت ØÙ ÙتÙØاز Ø¥Ù٠اÙÙس٠ÙتتثاÙ٠إÙ٠اÙأرض Ùتعتز٠اÙÙاس ÙتÙطع عÙاÙت٠٠ع اÙÙائÙات ÙتÙدب Øظ٠اÙعاثر ÙتتÙÙر عÙ٠ذات٠Ùتختار اÙجÙا٠ة ÙتÙرب ٠٠٠سؤÙÙÙات٠ÙبÙ٠أ٠تÙÙ٠اÙÙ Ùت Ù٠صÙر Ùا بد Ø£Ù ÙسبÙ٠ع٠٠ÙجÙØ§Ø¯Ø ÙÙÙاÙØ© Ùا بد أ٠تذÙب Ø¥ÙÙÙا ÙØ£Ùت Ù Ø٠٠باÙأع٠ا٠اÙØ·Ùبة ÙاÙØ·Ø§Ø¹Ø§ØªØ ÙÙآخرة Ùا تع٠ر Ø¥Ùا باÙØÙاة: باÙØ¥Ùبا٠عÙÙÙا Ù٠دائرة اÙØÙا٠ÙاÙعÙاÙØ© بÙا Ù٠إطار اÙاستعداد ÙÙØ¬Ø²Ø§Ø¡Ø ÙاÙت٠تع بÙا ÙاÙتأ٠٠ÙÙ٠ا تØÙ Ù٠٠٠ج٠ا٠دÙ٠إÙراط أ٠تÙرÙØ·. ÙØ«ÙرÙÙ ÙÙÙÙ Ù٠اÙÙ Ùت Ù Ù Ù ÙØ·Ù٠اÙتشاؤ٠ÙاÙØ®ÙÙØ ÙÙعزÙÙ٠ع٠استذÙار٠أ٠اÙتÙÙÙر ÙÙÙØ ÙÙتجاÙÙÙ٠٠ا بعد٠٠٠جزاء Ø£Ù Ø«ÙØ§Ø¨Ø ÙتأخذÙ٠درÙبÙÙ Ù٠اÙدÙÙا Ø¥Ù٠اÙضÙاÙØ© ÙاÙÙ ÙÙØ±Ø§ØªØ Ø¸Ùا Ù ÙÙ٠أ٠ساعة اÙرØÙ٠بعÙØ¯Ø©Ø Ùا٠اÙأع٠ار ٠ا تزا٠٠دÙØ¯Ø©Ø Ùا٠ÙØظة اÙÙ Ùت تصÙب غÙرÙÙ ÙÙÙ Ùا تصÙÙ٠بعد ÙÙØ«ÙرÙ٠أÙضا Ùت٠اÙÙ٠٠ع اÙÙ Ùت Øت٠اÙÙ Ùا تÙر٠بÙÙÙÙ ÙبÙÙÙØ ÙÙعز٠Ù٠عÙ٠ربط ØرÙاتÙÙ ÙسÙÙاتÙÙ ÙÙÙØ ÙÙسÙطر عÙÙÙÙ ÙÙÙ ÙعÙ٠٠٠اÙتÙÙÙر باÙØÙØ§Ø©Ø ÙÙ٠شاء اÙÙ٠تعاÙ٠أ٠ÙØ®ÙÙÙÙ Ù ÙتÙÙ Ù٠ا ÙÙÙÙ٠باÙأ٠اÙØ©Ø ÙاستخÙÙÙ٠باÙØ¹Ù Ø§Ø±Ø©Ø ÙاÙتدبÙÙ ÙØ¥Ùا٠ة Ø®ÙاÙت٠عÙ٠اÙأرض. ÙÙÙ ÙÙÙ٠اÙÙ ÙØªØ Ø¥Ø°ÙØ Ù٠ا Ø«ÙاÙت٠اÙت٠Ùجب أ٠تشÙع بÙÙÙØ§Ø ÙÙ٠بÙسعÙا اÙÙÙ٠أ٠ÙÙ٠اÙاشتبا٠بÙ٠ع٠ارة اÙدÙÙا Ùع٠ارة اÙØ¢Ø®Ø±Ø©Ø Ùا٠ÙÙÙ٠صÙرة اÙ٠سÙ٠اÙØزÙ٠اÙ٠تجÙÙ ÙÙضع بدÙا Ù ÙÙا صÙرة اÙ٠سÙ٠اÙØ٠اÙÙادر عÙ٠اÙابتسا٠ة ÙÙ Ùج٠اÙØÙØ§Ø©Ø Ø§Ùعا٠٠٠٠اج٠آخرت٠ÙÙØ£ÙÙ ÙÙ Ùت ØºØ¯Ø§Ø ÙاÙ٠ت٠تع بدÙÙا٠ÙÙØ£ÙÙ ÙعÙØ´ أبداØ. باستطاعتÙا ا٠ÙÙع٠ذÙ٠اذا استÙا٠ت Ù ÙازÙÙ ÙÙÙ Ùا ÙÙØÙاة ÙاÙØ¢Ø®Ø±Ø©Ø ÙأدرÙÙا ا٠اÙدÙÙا ٠زرعة اÙØ¢Ø®Ø±Ø©Ø Ù٠٠ر اÙعبÙر Ø¥ÙÙÙØ§Ø Ùا٠٠ا ÙÙد٠٠٠٠خÙر Ùسعادة Ù٠ا ÙتÙرب Ø¥Ù٠اÙÙ٠تعاÙ٠ب٠٠٠طاعة ÙØ¹Ø¨Ø§Ø¯Ø©Ø Ù٠ا Ùصبر عÙÙ٠٠٠أذ٠Ù٠ا ÙتØÙ Ù٠٠٠تضØÙØ§ØªØ Ù٠اÙرصÙد اÙÙعÙ٠اÙØ°Ù Ùضع٠ÙÙ Øسابات اÙÙ Ùت اÙØ°Ù ÙÙتظرÙØ Ùذا اÙÙ Ùت اÙج٠Ù٠اÙØ°Ù Ùا Ùخا٠٠ÙÙ ÙÙا Ùخشا٠Ùا٠رصÙدÙا ÙÙÙ ÙÙÙÙ - بعد رØÙ Ø© اÙÙ٠تعاÙÙ - بأ٠ÙØجز ÙÙا Ù Ùعدا Ù٠اÙجÙØ©Ø Ø§Ù ÙØظة رضا رباÙÙØ© تÙÙÙا اÙعذاب ÙسÙØ¡ اÙ٠صÙر. ÙدعÙÙا اÙÙرآ٠اÙÙرÙ٠إÙÙ «Ø§ÙØÙاة» اÙت٠Ù٠ضد اÙÙ ÙØªØ Ø§ÙØÙاة اÙÙ Ùتجة اÙÙاعÙØ©Ø Ø§ÙØÙاة اÙت٠تÙض٠إÙ٠اÙÙرا٠ة (اÙØ´Ùادة ØÙاة ÙاÙÙصاص ØÙاة) اÙØÙاة اÙت٠تخرج ٠٠رØ٠اÙØ¥Ù٠ا٠ÙاÙع٠٠اÙصاÙØØ Ø§ÙØÙاة اÙÙاÙØ¹Ø©Ø Ù٠ا ÙدعÙÙا Ø¥Ù٠أ٠ÙØÙا Ù٠ظÙا٠آÙات٠اÙت٠تÙد٠اÙ٠اÙØÙØ ÙاÙ٠اÙØÙاة اÙØÙÙÙÙØ© اÙت٠ÙعÙØ´ ÙÙÙا Ø£ØÙاء ØÙÙÙÙÙÙØ Ùا ٠جرد Ø£Ù Ùات ÙÙ Ø«Ùاب Ø£ØÙاء صØÙØ Ø§Ù Ø§ÙÙ Ùت ÙÙÙر اÙØ¥Ùسا٠اÙعاجز ع٠ÙÙÙ ØÙÙ Ø© اÙÙ٠٠٠اÙØ®ÙÙØ ÙÙØ®Ù٠اÙÙ ÙصرÙÙ Ù٠طاعتÙØ ÙÙ٠اÙصØÙØ Ø£Ùضا أ٠اÙطائر اÙج٠ÙÙ Ùسعد عباد اÙÙ٠اÙصاÙØÙ٠اÙذاÙرÙÙØ ÙÙÙØªØ Ø£Ù Ø§Ù Ù٠٠دارج اÙÙصÙ٠إÙ٠ربÙÙ Ø ÙÙÙب٠رغبتÙÙ ÙØ´ÙÙÙ٠اÙÙ ÙÙائ٠Ùشعار Ø£ÙÙئ٠«ÙعجÙت Ø¥ÙÙ٠رب٠Ùترضٻ. اÙدستÙر