انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

حوراي تكتب: التوتر مرض العصر أم نتيجة الظلم

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/03 الساعة 16:26
حجم الخط

بقلم د. الصيدلانية كارينا رفيق حوراي

#healwithcarina

مما لا يمكن إنكاره أن نسب التوتر قد زادت بشكل ملحوظ في السنتين الأخيريتين نتيجة عوامل عدة مثل إنتشار مرض الكورونا وما نتج عنها من إجراءات إحترازية مثل العزل الصحي ومنع السفر وما إرتبطت به من تداعيات إجتماعية- إقتصادية على المجالات المحلية، الدولية والعالمية صادمة بذلك عالم متسارع الإيقاع، عالي المتطلبات وغير مكتفي الحاجات.
فبحسب دراسات المنظمة النفسية الأمريكية (American psychological association) لعام ٢٠٢١، يعاني فرد من كل ٤ أفراد من التوتر النفسي، وهي نسبة أقرب ما توصف الى الأعلى في التقارير العلمية.
وإذا ما أخذنا إنعكاس هذه الأعداد على الوطن العربي عامة وعلى فلسطين والأردن خاصة مضيفة التوتر الناتج عن الأحداث الأخيرة لإعتدائات المسجد الأقصى، الحي جراح وغزة المرابطة فعندها يمكن لنا أن ندرك حجم المعاناة النفسية التي يعاني منها المواطن في صمت!
فما هو التوتر وكيف يؤثر على الصحة؟
لغويا؛ تعكس كلمة التوتر حالة من الضغط العقلي أو العاطفي، كعرض جانبي مرتبط بزيادة المتطلبات.
أما صحيا فإن التوتر يعكس حالة من الزيادة الهرمونية والتي تحدث كرد فعل طبيعي نتيجة زيادة طلب وضغط المؤثرات الخارجية والداخلية، وهي إعدادات هيئها الله عز وجل في أجسادنا لنتمكن من النجاة في الظروف الإستثنائية. فماذا يحدث اذا استمر التوتر!
مما لا شك به، أن الجسد يمتلك ذكائا داخليا في تعامله مع الإختلالات التي قد تؤثر على صحة الإنسان، فكما يتعامل الجسد بزيادة إفراز هرمون الإنسولين عند تناول كميات كبيرة من السكر. متبوعة بحالة من مقاومة الإنسولين عند إستمرار الإنسان بتناول السكر بما يفوق حاجة الجسم للطاقة، منتهية بمرض السكري المرتبط بتداعيات صحية ونفسية مختلفة، فإن الجسد يفرز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزون وغيرها ليضبط الضغط وزيادة الطلب و بالتالي يمكن الجسد من النجاة، أما عند إستمرار هذه الضغوط، يستهلك الجسم طاقاته الهرمونية و مخزون الفيتامينات في المقاومة ويدخل في حالة إعياء عام او ما يعرف بالإحتراق الداخلي أو الإحتراق النفسي محاولة بذالك تمكين الجسد والنفس من الراحة للنجاة بالرغم من المؤثرات الضاغطة! ولكن مع استمرار التوتر تتطور الحالة من توتر دفاعي وطبيعي الى أمراض القلق، الضغط، الإحباط والاكتئاب وأمراض نفسية وجسدية مختلفة بحسب الإستعداد الوراثي، النفسي، و التكوين الجسدي وحجم وشكل المؤثر الضاغطة.
وحسب الدراسات العلمية فإن المشاعر السلبية التي يشتمل عليها التوتر مثل العصبية، الحزن، القلق، الخوف يمكن أن تؤثر سلبا على كل من الكبد، الرئتين، المعدة، الكلى، القلب والعقل!
ومما لا شك به، أن الشفاء من التوتر وتبعاتها من الأمراض النفسية ممكن ولكنه يطول بحسب حجم الضرر. حيث يوصي أطباء النفس والطب التكميلي والوظيفي بدراسة كل من الأبعاد الاربعة التالية وإختلالاتها ومحاولة التعامل معها طبيا:
الإختلالات الفيزيائية - الجسدية: وتعديلها يتم بدراسة التالي:
الطعام والمغذيات، الحركة، بنية الجسد، مخزون الجسم من الفيتامينات، معدل الهرمونات و سلامة الأعضاء والإنزيمات وإنتظام العمليات الخلوية، التكوين الجيني والشيفرة الوراثية، معدل سموم الجسم، البكتيريا الحميدة والضارة وإحتمالية وجود عدوى.
الإختلالات العاطفية- الجسدية: وتعديلها يتوجب دراسة التالي:
معدل التوتر، القدرة على الإسترخاء، فترات الإستمتاع والتسلية، كمية الأكتفاء، التعرض للإنكار والقمع، نسبة الإهتمام بالذات، العلاقات المحيطة، وجود صدمات، القدرة على التعبير، العزلة والمجتمع المحيط.
الإختلالات العقلية- النفسية : وتعديلها يتوجب دراسة التالي:
التفكير والعمل الزائد، التشاؤم، منظومة المسلمات، الثقة بالنفس، الطموحات، القيم، النوم والأحلام، فقدان الهدف والتشتت، الإدمان والقدرة على التأمل والتركيز.
الإختلالات الخفية- البيئية: وتعديلها يتوجب دراسة التالي:
حقول الطاقة والأشعاعات المحيطة، نسب الضوء والفوتونات، الترددات الحيوية والساعة البيولوجية، مجالات الطاقة، معنى الحياة والإرتباط بها، البديهيات والروحانيات.
وإنطلاقا من قاعدة العقل السليم في الجسم السليم! فإننا ندرك أن تقوية الجسم والنفس يلعب دورا أساسيا في زيادة قدرة الجسم للتعامل مع المؤثرات الضاغطة، فمن لا يدرك أهمية الغذاء يضيع مهارة الطبيب! ومن الأغذية التي يجب التنويه لها للعناية بالصحة العقلية والنفسية:
الأوراق الخضراء كالسبانخ، لإحتوائها على الكاريتينويد والتي تقوي الدماغ، الشوكلاته الداكنة والتي تحتوي على مركب الفلافانويد والذي له دور في تحسين الذاكرة، الأفوكادو والذي يحتوي على البوتاسيوم والذي يلعب دور أساسي في تنظيم ضغط الدم، اللحوم الحمراء لإحتوائها على الكيرياتين والتي تزود الدماغ بالطاقة، التوت البري لإحتوائه على الأنثروسانين والذي يحارب التقدم بالسن و السلمون لإحتوائه على كل من ال DHA والأستاكسانثين والتي تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة بالدماغ.
اما من ناحية ادارية، فإن ادراة كل من الروح والجسد والعقل يلعب دورا أساسيا في عملية الشفاء من خلال تقليل التعرض لمسببات وناقلات التوتر من الوسائل الإلكترونية وإبدالها بهوايات خلاقة وقرآئة الكتب، التنفس بعمق، وعمل رياضة، والالتزام بالنوم الصحي كما تنصح الدراسات بالمشي بالطبيعة، أخذ حمام ساخن والصلاة/ التأمل! حيث أثبتت الدراسات أن زيادة مدة السجود في الصلاة من ١- ٣ دقائق كفيل بتفريغ الشحنات السالبة، تمديد عضلات الصدر والظهر و بالتالي إرخائها وتقليل التوتر عن هذه الأماكن، تحسين التروية الدموية للعقل وبالتالي علاج الصداع وتهدئة الألم وبالتالي زيادة قدرة الجسم للوصول إلى حالة من التوازن الداخلي او ما يعرف بالطمأنينة والسكينة.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/03 الساعة 16:26