أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بعد ضياع الروح .. العلاج بـالحرمان الحسي.. هل أصبح الجسد عبئًا على صحة الغرب النفسية؟

مدار الساعة,أخبار ثقافية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - حاول الانسان المعاصر تغييب الروح والروحانية فيه، فسقط فيما لم يكن يتوقعه. الاغتراب النفسي. لكن هل هذا يعني انه بدأ يعود؟ ليس بعد. فهو اليوم يحاول وعن طريق مركزية الجسد الذي قدّسه ان يعالج هذا الاغتراب.

«الحرمان الحسي» أو فقدان شعور الإنسان بجسده، أصبحت وسيلة حديثة لدى الغرب للعلاج من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، ومتلازمة القلق المزمن، وغيرها من الأمراض التي يمكن علاجها دون تدخل دوائي، ولأن أمراض الاكتئاب والقلق هي الأكثر انتشارًا حاليًا في أنحاء العالم، فإن هذه الطريقة الحديثة، مُهمة في إنهاء الاستهلاك الدوائي لهذه الأمراض، والذي يترتب عليه العديد من الآثار الجانبية السلبية.

«خزان الحرمان الحسي» والذي يطلق عليه أيضًا خزان العزل أو خزان التعويم، والذي يستخدم «للتحفيز البيئي المُقيد» (REST)؛ هو عبارة عن خزان مظلم عازل للصوت مملوء بكمية قد تصل إلى قدم واحد من الماء المنقوع فيه الملح.
ظهر هذا الخزان للمرة الأولى في عام 1954 على يد جون سي ليلي وهو طبيب وعالم أعصاب أمريكي، وكان يهدف من تصميم هذا الخزان، دراسة أصول وهي الإنسان من خلال عزله عن أي محفزات خارجية حسية مثل السمع، والبصر، واللمس.
وفي الستينات اتخذ بحثه منعطفًا مثيرًا للجدل عندما أدخل عقار (LSD) لتجاربه، حين كان يخضع الشخص المشارك في التجربة للحرمان الحسي أثناء تعاطيه هذا المخدر والذي من شأنه تحفيز العقل على اختراق مراحل مختلفة من الوعي، ورؤية الهلاوس الذهنية أو البصرية كعرض جانبي للمخدر، ولكنه أيضًا – ولهذا استخدمه الطبيب في التجربة جنبًا إلى جنب مع عقار الكيتامين – سريع المفعول، وله قدرة على تهدئة الفرد ووضعه في حالة من النشوة.
نُفذت أول خزانات عائمة عازلة تجارية يمكن استخدامها في المراكز الصحية في سبعينات القرن الماضي، وبدأت الدراسات الأكثر جدية في محاول لكشف وتحديد فوائدها الصحية والنفسية المحتملة بشكل أكثر توسعًا.
والآن في معظم الدول الغربية، يمكن العثور على خزان حرمان حسي بسهولة في المنتجعات العلاجية، وهذا الانتشار الشعبي لتلك الخزانات كان سببه الدراسات التي مدت الناس بالأدلة العلمية على فائدة تلك الخزانات حتى للأشخاص الأصحاء من خلال توفير الاسترخاء للعضلات، وتحسين النوم، وتقليل آلام الجسد الناتجة عن الإجهاد، وتقليل التوتر والقلق.
يعمل خزان الطفو والحرمان الحسي من خلال تسخين المياه بالدرجة التي يتحملها الجلد، وتُشبّع جيدًا بالملح بهدف مساعدة الجسد على الطفو بسهولة، ويدخل الإنسان إلى الخزان عاريًا، وتقطع عنه جميع المحفزات الخارجية، مثل الصوت والبصر والجاذبية، ويغلق الخزان على الشخص ليشعر أنه بلا وزن ويطفو في الصمت والظلام؛ ما يدخل العقل في حالة عميقة جدًا من الاسترخاء.
مدار الساعة ـ