مدار الساعة - لا شكَّ أنّك مدركٌ أنّ معظم مواقع التواصل الاجتماعي تتتبع أنشطتك على الإنترنت لمشاركتها مع المعلنين الذين يستهدفونك من خلال إعلاناتهم، ولكن هل كنت تعرف أنّ حساب جيميل التابع لخدمة البريد الإلكتروني من جوجل يجمع هو الآخر قدراً كبيراً من بياناتك أيضاً؟
حساب جيميل وبيان الخصوصيّة
وظهر هذا الأمر جلياً مؤخراً سيما لمستخدمي أجهزة آيفون، عندما نشر جيميل "بيان الخصوصية" الخاص بالتطبيق، مُعلناً أنّ البيانات التي يجمعها التطبيق يتم مشاركتها مع المعلنين.
ويعد ذلك شرطاً جديداً من شروط متجر تطبيقات آبل وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وفقاً للبيان، فإنّ من يمنحون الإذن لتطبيق iOS Gmail سوف يشارك جوجل مع المعلنين معلومات تتضمن موقعهم التقريبي، ومعرّف المستخدم، الذي يستخدم لتتبعهم بشكل مجهول الهوية، والبيانات عن الإعلانات التي يشاهدونها على الإنترنت.
وأيضاً ليُستخدم قدر أكبر من البيانات في التحليلات من أجل "تقديم خدمات أفضل"، وتتضمن تلك البيانات السجل والموقع وعنوان البريد الإلكتروني والصور وسجل البحث، وفقاً لجوجل.
كما قالت روينا فيلدينغ، مؤسسة شركة استشارات الخصوصية Miss IG Geek: "يمكن مراقبة وتتبع كل الطرق التي تتفاعل بها مع حسابك على Gmail، مثل تواريخ وأوقات إرسالك للرسائل الإلكترونية، ومن تتحدث إليهم، والموضوعات التي ترسل رسائلك الإلكترونية بشأنها".
كل شيء تفعله على الإنترنت سيصل مباشرة إلى جوجل
إذا كان لديك ملفات تعريف ارتباط من خدمات جوجل الأخرى مثل Google Maps ويوتيوب فإن حساب جيميل سيتمكن من أخذ كامل معلومات ما قد تشاهده والأماكن الجغرافية التي تتنقل فيها وبيانات أخرى.
ليصبح عندئذ حساب جيميل نافذة إلى حياتك الإلكترونية بالكامل، نظراً لمدى اتساع وعمق آلية المراقبة الخاصة بهم، لأن كل شيء ستفعله على الإنترنت سيصل مباشرةً إلى جوجل.
وتزعم جوجل أنها لا تستخدم أياً من البيانات التي تُجمع من فحص رسائل البريد الإلكتروني بحثاً عن معلومات الشراء وتتبع أرقام تسليم الشحنات وحجوزات الطيران لأغراض إعلانية.
إلا أن أندي ين، المؤسس والرئيس التنفيذي لخدمة البريد الإلكتروني الآمنة ProtonMail قال: "الحقيقة هي أنّ جوجل تحتفظ بسجلات الأحداث بغض النظر عن أي شيء".
إذا لم تدفع مُقابل المنتج فستكون أنت المنتج
هناك قول شائع بين خبراء الخصوصية، إذا لم تدفع مقابل المنتج فستكون أنت المنتج، وهذا أمر لا يمكن إنكاره في حالة جوجل وخدماتها، إذ يعتمد نموذج عمل شركة جوجل على الربح المادي من البيانات التي تجمعها من المستخدمين، وذلك من وراء بيعها لعملاء جوجل الحقيقيين، المعلنين. ويعد تطبيق Gmail جزءاً من ترسانة جمع البيانات لدى جوجل.
ولكن في الوقت ذاته فإن أشهر خدمات البريد الإلكتروني الأخرى لا تقدم الكثير من الخصوصية، فمثلاً نجد خدمة Outlook من مايكروسوفت من الخدمات التي قد يراها البعض جيدة كونها مجانيّة، ولكن عدم دفع المال مقابل الخدمة يعني أنك تدفع من خلال تقديم بياناتك.
في حين تقول مايكروسوفت إنها لا تنظر إلى محتوى الرسائل الإلكترونية على خدمة Outlook لأغراض إعلانية، لكنها صريحة فيما يتعلق بجمع واستخدام البيانات الوصفية عن نشاط المستخدم عبر كل خدماتها للأغراض الإعلانية.
وتجمع خدمتا Outlook وYahoo بيانات أكثر مما تحتاجان بكثير، لكنهما لا تتعمقان مثل خدمة Gmail لدرجة جمع بيانات الموقع وسجل الشراء.
إذ إنَّ خدمة حساب جيميل هي أكثر خدمة تجمع البيانات، وإن إعلان الخصوصية على متجر تطبيقات آبل أوضح "الفارق الصارخ" في نهج جمع البيانات بين تطبيق Gmail وخدمات البريد الإلكتروني الأخرى.
اختر بديلاً يهتم بخصوصية المستخدمين
وفقاً لخبراء الخصوصية، فإن المشكلة الأخرى في خدمة Gmail والخدمات المشابهة هي غياب التشفير بين الطرفين، إذ يُعد ذلك التشفير هو المعيار الذهبي للحماية، وتستخدمه تطبيقات المراسلات الآمنة مثل Signal وWhatsApp إلى جانب بعض خدمات البريد الإلكتروني مثل ProtonMail وHushmail، ويعني عدم قدرة أي شخص على الوصول إلى محتوى رسائلك الإلكترونية، حتى مزوّد الخدمة.
وتضمن بذلك أيضاً عدم قدرة خدمة البريد الإلكتروني على بيع بياناتك للمعلنين.
لكن غالباً ما يأتي هذا المستوى من الحماية والخصوصية على حساب الوظائف التي اعتاد عليها المستخدمون في خدمة Gmail، مثل التكامل مع التطبيقات الأخرى، مثل Google Calendar.
لكن يشكك بعض الخبراء في ضرورة وأهمية التشفير بين الطرفين لخدمات البريد الإلكتروني، بينما يمكن استخدام تطبيقات مثل WhatsApp وSignal للتواصل بسهولة وخصوصية.
هل نحتاج إذاً إلى التخلص من حساب جيميل؟
إذا كان كل ما سبق يبدو لك أمراً مزعجاً وينتهك خصوصيتك، يمكنك التفكير في استخدام خدمة بريد إلكتروني مثل ProtonMail لمراسلة الأشخاص الذين يستخدمون خدمة محمية وخاصة مماثلة، أو استخدام تطبيق Signal، الذي يضمن تشفير الاتصالات بين الطرفين.
أما إذا كنت لا تهتم بممارسات جوجل في سرقة بياناتك، فبإمكانك إعادة النظر بعد استخدام خاصية "فحص الخصوصية" لمراجعة شريحة البيانات التي تحتفظ بها عنك.
على أي حال، يظل هناك الكثير من الخيارات التي تقيّد قدرة تلك الخدمات على جمع بياناتك عن طريق حظر برمجيات التتبع التي تستخدمها جوجل باستخدام تطبيقات مثل Ghostery وPrivacy Badger.
وإذا كان لديك هاتف آيفون، يمكنك عزل خدمة Gmail بشكل أكبر عن طريق تجنب تطبيق جوجل واستخدام تطبيق البريد الإلكتروني الخاص من آبل، أو فتح بريدك الإلكتروني عبر متصفح سفاري بدلاً من التطبيق نفسه.
ويعد استخدام تطبيق البريد الإلكتروني Apple Mail من آبل أفضل من استخدام تطبيق Gmail، لأن نموذج أعمال شركة آبل لا يعتمد بشكل كبير على البيانات وتقنية الإعلانات مثل جوجل.
يمكنك استخدام أداة فحص الخصوصية من Google لمعرفة ما تقوم بجمعه ولمنعها من جمع المزيد من المعلومات، وفقاً لما ذكرته شبكة CNBC الأمريكية.
الخطوة الأولى: انتقل إلى https://myaccount.google.com/privacycheckup/ .
الخطوة الثانية: إذا لم تكن قد قمت بذلك بالفعل، فقم بتسجيل الدخول إلى حساب جيميل الخاص بك.
الخطوة الثالثة: انتقل الآن عبر كل فئة مثل نشاط الويب والتطبيقات وسجل بحث YouTube وسجل المواقع.
الخطوة الرابعة: انقر فوق "إدارة" أسفل كل منها لمعرفة كيفية استخدام Google لمعلوماتك، وإيقاف تشغيل أي قسم لا تريد جمعه للمعلومات عنك.
الخطوة الخامسة: بعد ذلك، حدد القسم المسمى "جعل الإعلانات أكثر ملاءمة لك".
الخطوة السادسة: أوقف "تخصيص الإعلانات"، هذا يعني أن Google لن تستهدف الإعلانات بناءً على الاهتمامات التي تعرف أنها لديك من استخدام أدواتها الأخرى، مثل البحث أو YouTube.
الخطوة السابعة: الآن انقر على "التحكم فيما يراه الآخرون عنك".
الخطوة الثامنة: انقر فوق "تحرير إعداد المصادقة المشتركة"، ثم قم بإيقاف تشغيل هذا الإعداد، وسيؤدي هذا إلى منع تعليقاتك لأماكن مثل المطاعم أو التطبيقات من الظهور في متجر Google Play أو خرائط Google.
الخطوة التاسعة: اختر الآن "إدارة إعدادات صور Google"، هنا يمكنك إيقاف تشغيل قدرة Google على التعرف على وجهك، ويستخدم هذا إذا التقط الأشخاص صوراً لك وقاموا بتحميلها على صور Google، والتي يمكنها التعرف تلقائياً على الأصدقاء والعائلة وإنشاء الألبومات.
الخطوة العاشرة: انقر على "إدارة ما تشاركه على YouTube"، وقم بإيقاف تشغيل كل شيء حتى لا يتمكن الأشخاص من رؤية قوائم التشغيل الخاصة بك أو عندما يعجبك مقطع فيديو أو لا يعجبك.
الخطوة الأخيرة: انتقل إلى هنا: https://myaccount.google.com/data-and-personalization الذي يتيح لك إيقاف تشغيل المعلومات التي تجمعها Google حول كيفية استخدامك لخدماتها، مثل سجل بحث YouTube والمعلومات الصوتية وموقعك والمزيد.
يذكر أنّ خدمة Gmail هي أشهر خدمة بريد إلكتروني حتى الآن، بأكثر من 1.5 مليار مستخدم نشط، مقارنة بـ400 مليون مستخدم لخدمة Microsoft Outlook و225 مليون حساب بريد إلكتروني مسجّل على خدمة Yahoo Mail.