بقلم أسيل الحنيطي
لا زلتُ كما نفسي، مع بداية كل يوم تتراقص أناملي على شرفاتِ مواقع التواصل الاجتماعي علها تسقط عيني على قضية تثير بركان مهاراتي لانتفِضَ نحو الكتابة مجددا ، لكن ماذا حدث هذه المرة ؟؟فلم تغريني قضية ولم يثيرني حدث، فما عدت أسال او أتساءل ! ببساطة هي القضايا والاحداث ذاتها لكنها بأسماء واوقات مختلفة ليس الا .
(نبات المشاهد )
لم اؤمن قط ان المشاهد تُغرس كما النبات، استذكر اليوم ما تم غرسه في قلبي منذ ثلاث سنوات، مشهد جمعني بالدكتور "أشرف المناصير" في احدى القاعات حيث هممت بطرح سؤال للمرة المئة بعد الالف ثم غيرت رأيي خجلاً ، ليحدق بي برهه من الزمن ثم قال بحزم : (انت مميزة يا اسيل والاعلامي الشاطر ما بوقف عن الأسئلة لازم يضل يسأل عن كل كبيرة وصغيرة ولا كيف حيتميز ؟؟ )
أيها الفاضل:
ان قضيتي امامك اليوم، فما عدت أُبعثر اسئلتي في زقاق الميدان كما كنت ، وكأنني اخدت عهداً على نفسي بالتوقف لكنه غدرا بي ولم يكن كلياً فحسب، ها انا ذا أُصارع فضولي مع كل اشراقة شمس أمام سؤال وحيد لا ينفك عني يلازمني ، ولا ادري ان كان التكرار في طرحه يعتبر تميزا كما ارشدتني اما انني فقدت البوصلة ارجوك دلني فليس سوا سؤال ( شو يعني ابشر؟ ) يداعب ما تبقى مني !!
( شعب بحب الهلاك )
لنتفق بداية انه لن يدق بابك كعوناً وسنداً الا وقد بلغت الذروة من الوعي والادراك ، ومن هذا المنطلق فإنك محاسب امام الله والمجتمع ونفسك على اي كلمة ستتفوه بها ، وبالرغم من ذلك فأنني ارى ملامح اصرار لم يسبق لها عهد من تبناء المجتمع الاردني على السير في طريق وعر غير ممهد ، نهايته هاوية سحيقة تبعدهم عن محيطهم مع كل كلمة تنطق ولا يفعل بها تماما ك
" ابشر واخواتها ".
(ميثاق)
ان الناطقين بتلك الكلمات وهم الأغلبية العظمى بالمناسبة، مغيبين عن اذهانهم تماما انها اكثر من مجرد حروف متراصة ،فهي بدورها تُنطق لتعبر عن ميثاق أخلاقي يحتوي عهدا ووعدا لتنفيذ امر ما لإي كان، إضافة الى معاني البشارة والتفاؤل التي تحملها بين طيات حروفها والتي عادة لا تتجاوز الأربع ، إضافة الى ذلك فقد نسوا بان قولها بلا فعلها سيهدد حياتهم بالخطر من خلال خلق فجوة اجتماعية غير قابلة للعلاج وذلك اضعف الايمان .
( الحق علينا )
لقد صمم ابناء المجتمع الاردني بكل ما قد اؤتي الانسان من قوة على تشويه المعنى الحقيقي لـ " ابشر واخواتها" حيث اخذنها رغم انف المعاجم والاصور والجذور نحو الثقافة الموروثة الخاطئة
فها نحن لو اردنا انهاء نقاش نقول " خلص ابشر ما عليك " ، او في حال خجلنا من طلب فلان نقول " تم ابشر عندي " ولو وددنا كسب جماهيرية قلنا " ابشروا " وفيما لو عظمنا احدهم ردننا " ابشر بالفزعة " والخ ..
(توجه حكومي)
في الآونة الأخيرة لا اقرأ ولا اسمع سوا " في توجه حكومي لكذا " وخصوصا بالامور المتعلقه بجائحة كورونا وقوانين الدفاع نظرا لاهميتها ومن هذا المنطلق ولأهميه ما قد يحصل اثر (ابشر واخواتها)، قررت بكامل قواي العقليه تقديم مقترح لحكومتنا الرشيده بالعمل على توجه لفرض ضريبة على كل شخص ردد لنا يوما " ابشر" ولم يعمل بها ..
وانا اقسم انه بمجرد تنفيذ التوجيه ستهم البشريه الموجوده على كوكب الاردن بالبحث عن بدائل كأن تسمعوا مثلا
" سامحني ما بقدر " ، " حاعمل يلي بقدر عليه " " والله غير أحاول " ،" تزعلش بس والله صعب" .
(بالعامية)
هيك بنكون حلينا السالفة وما فيها، وشفينا وجع غصة القلب مع كل ابشر كانت مش بمكانها ونبطل نتأمل بقصص وبناس ، وصرنا اوضح وعلى بساط احمدي والاهم من كل هذا بنكون ادرجنا ثقافة لاء، وما بقدر، واعذرني بحياتنا .