مدار الساعة - كشف خبير عسكري إسرائيلي أن "الصناعات العسكرية الفلسطينية" في غزة، كما تسميها منظومة الأمن الإسرائيلية، نجحت في تجاوز خطوط صناعية دولية بإنتاج الصواريخ والقذائف.
وأوضح عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" أنه خلال الجولة الأخيرة من القتال في غــــزة، سجلت حمـاس إنجازًا عمليًا مهمًا.
وبين "هرئيل" أن هذا الإنجاز المهم "يتمثل في النطاق والكم الهائل لإطلاق الصواريخ والقذائف".
وقال: "يحظى هذا الإنجاز بتقدير واهتمام كبير من المتخصصين في إسرائيل، إذ نجحت حماس والجهاد إلى حد ما في تطوير صناعة عسكرية محلية ومستقلة في قطاع غزة".
وذكر "هرئيل" أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تُعرّف هذه الصناعة بأنها "الصناعات العسكرية الفلسطينية".
وأشار إلى أن التطور الكبير في الصناعات العسكرية الفلسطينية حدث في السنوات التي أغلقت فيها مصر بتحريض من "إسرائيل" بشكل شبه كامل الحدود مع قطاع غزة.
وبين الخبير العسكري الإسرائيلي أن الهدف من إغلاق الأنفاق كان تقليص نطاق تهريب الأسلحة إلى الحد الأدنى.
غير أن هذا الأمر انقلب على "إسرائيل"، فتمكنت المقاومة في غزة من إنشاء صناعة عسكرية "ليست وسيلة صنع بدائية".
وكشف "يعملون بخطة منظمة لإنتاج الأسلحة، وتجاوز جزء منها بالفعل الخطوط الصناعية الدولية".
ووفق هرئيل: "يقولون: هذا ليس عدو يمكن التقليل من شأنه، فهم لا يختلفون كثيرا عن مطوري الأسلحة في إيـران أو حزب الله بل يطوّرون في ظروف أكثر صعوبة".
ونبه إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تتابع بقلق جهدين رئيسيين من حمـاس.
وقال إن الأول هو جهود إنتاج المزيد من الصواريخ بعضها لمدى أطول أو أكثر فتكًا، يمتلك قطاع غزة ما يكفي من المعرفة التكنولوجية لهذا الغرض.
ونوه الخبير العسكري الإسرائيلي إلى أن إنتاج هذه الصواريخ انتقل إلى الخطوط الصناعية.
وقال "كما أجرت حمـاس عشرات تجارب إطلاق الصواريخ لاختبار تقدم الإنتاج".
أما الثاني-بحسب هرئيل- فهو محاولة الوصول لتطوير صواريخ دقيقة، إذ تدرك حماس أن الدقة لها أهمية استراتيجية يمكنها من ضرب مواقع حساسة مثل مطار بن غوريون وقواعد سلاح الجو ومحطات الطاقة والموانئ التي تم قصفها أثناء القتال.
وأطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس خلال العدوان الأخير على قطاع غزة رشقات صاروخية مكثفة طالت قواعد عسكرية إسرائيلية.
وكشفت الكتائب خلال معركة "سيف القدس" التي خاضتها مع الأذرع العسكرية الأخرى لفصائل المقاومة عن تمكنها من تصنيع صواريخ قادرة على ضرب أي نقطة في فلسطين المحتلة.