انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كورونا ـ ألمانيا تستعد لرفع القيود ولكن بـجرعات تدريجية؟

مدار الساعة,أخبار اقتصادية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/23 الساعة 13:11
حجم الخط

مدار الساعة -للأسبوع التاسع على التوالي تراجع معدل الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا تحت عتبة مائة حالة لكل مائة ألف نسمة. ووصف وزير الصحة ينس شبان هذا التطور بـ"المشجع". غير أن هذه الأرقام معدلات إحصائية تشمل ألمانيا برمتها، ولا تعكس التفاوتات في مستويات العدوى بين مختلف مناطق البلاد. هناك مناطق تقل فيها العدوى عن 35 شخصا لكل مائة ألف نسمة، فيما يتجاوز في أخرى حاجز الـ 200. وزير الصحة أعطى الضوء الأخضر للمناطق التي أظهرت استقرارا وبائيا في بدء إجراءات التخفيف من القيود خصوصا تلك المرتبطة بأنشطة أو خدمات تقام في الهواء الطلق، كفتح مطاعم أو إقامة الحفلات الموسيقية الصغيرة أو السماح لعدد قليل من الجماهير حضور مباريات كرة القدم مع احترام قواعد التباعد والنظافة.

تقوم ألمانيا على نظام فيديرالي يسمح لكل ولاية باتخاذ إجراءات تناسب وضعها الوبائي مع الحفاظ بالطبع على الضوابط الحكومية العامة. وبهذا الصدد كتبت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" (في العاشر من مايو/ أيار 2021) أنه "يجب أن تكون قواعد وإجراءات رفع القيود واضحة ومفهومة. كلّما قلّ عدد تلك القواعد، كلّما كان من الصعب نشر بذور الشك التي يزرعها البعض عن قصد (..) هناك تداخل بين المستويات الفيدرالية والولائية والبلدية ويجب أن يكون جميع المسؤولين السياسيين على دراية بهذا الأمر".
إلى حدود كتابة هذا التقرير (21 مايو/ أيار)، أظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ أن عدد جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجّد التي تم إعطاؤها في ألمانيا بلغ 41,6 مليون جرعة حتى الآن. وبحسب نفس البيانات، فإن متوسط معدل التطعيم بلغ 710 ألفا و512 جرعة في اليوم الواحد، ومن تمّ يُتوقع أن تستغرق العملية ثلاثة شهور لتطعيم 75 بالمائة من سكان ألمانيا بلقاح من جرعتين. وبدأت حملة التطعيم ضد كورونا في البلاد قبل نحو 21 أسبوعا. ووفق البيانات، وصل إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس التاجي في ألمانيا 3,6 مليون حالة، فيما بلغت الوفيات 86 ألفا و37 حالة.
متى تنتهي جائحة كورونا؟ ـ حنين العودة لزمن ما قبل الوباء
بعد شهور من القيود والحجر الصحي والآمال التي ولدتها حملات التلقيح الواسعة، بدأ الكثير من الألمان يحنون لزمن الاسترخاء على الشواطئ أو قضاء عطلهم في الخارج غير أن عقارب الساعة تدور بإيقاعات مختلفة، فبمجرد تجاوز معدل العدوى مستويات معينة وعلى مدى سبعة أيام (عند مائة حالة لكل مئة ألف شخص) في حي أو مدينة أو ولاية، تتم تلقائيا إعادة فرض القيود والإجراءات الاحترازية منذ اليوم التالي أو العكس، إجراءات تشمل على سبيل المثال إغلاق المطاعم والفنادق، وبما أن ألمانيا تقوم على نظام فيدرالي، فإن كل منطقة تقرر بنفسها مستويات التخفيف التي تلائمها.
في ولاية بافاريا على سبيل المثال لا الحصر، باستوفاء شرط الاستقرار الوبائي، يُسمح للفنادق وبيوت الضيافة والشقق السياحية ودور الشباب بإعادة فتح أبوابها أمام السياح في عطلة نهاية الأسبوع وينطبق الشيء نفسه على الملاحة النهرية والقطارات السياحية والنقل بالحافلات وجولات المدينة وكذلك زيارة الحمامات الحرارية الطبية.. كما يُسمح بفتح حدائق البيرة والمطاعم في الهواء الطلق. الشرط الأساسي هو اختبار سلبي لكورونا لا يتعدى 24 ساعة. موقع "تاغسشاو دي.إي" التابع للقناة الألمانية الأولى (في الرابع من مايو/ أيار) كتب متسائلا "لماذا رفع القيود الآن، وبهذه الدرجة فقط؟ ولماذا ليس أكثر؟ الجواب يكمن في الانقسامات السياسية بشأن السعي للسيطرة الفعّالة على الوباء من جهة والحقوق والحريات من جهة أخرى".
وأكد عدد من الاستطلاعات تحولا تدريجيا في الرأي العام الألماني بشأن القبول باللقاحات. ووفق أستطاع أجراه معهد "يوغوف" لقياس الرأي، فإن نحو 74 بالمائة من الألمان، ممن تفوق أعمارهم 18 عاما، أعربوا عن استعدادهم لتلقي اللقاح ضد فيروس كورونا حاليا. يشار إلى أن الحكومة الألمانية تسعى لتلقيح أكبر عدد ممكن من سكانها بهدف تحقيق ما يسمى بـ "مناعة القطيع" وذلك في أقرب وقت ممكن، وهي مناعة من المفترض أن تحمي حتى أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح. غير أن ذلك يتطلب تطعيم نسبة تتراوح بين 60 إلى 80 بالمائة من الساكنة حسب تقديرات مختلفة الخبراء.
وبهذا الصدد كتب موقع "إنفرانكن" البافاري (16 مايو/ أيار 2021) أنه "من وجهة نظر الخبراء، وبالرغم من التطور الإيجابي خلال الأسابيع الأخيرة، فإن رفعا فوريا لجميع القيود سيؤدي إلى انتشار سريع للفيروس مرة أخرى، خصوصا مع ظهور سلالات متحورة (..) لا تزال اللجنة الدائمة للتلقيح (Stiko) ترى فجوات داخل مجموعات في التطعيم، مثل كبار السن والمرضى سابقًا. وقال خبير الأوبئة أندريه كارش من مستشفى مونستر الجامعي إن "هناك ضرورة ملحة للوصول للأشخاص المعرضين للخطر والذين لا يسعون من تلقاء أنفسهم لتلقي التلقيح".
"العواقب الاجتماعية للفيروس لن تختفي ببساطة مع التطعيم (..) إعادة الصلة بين أفراد الأسر والأصدقاء والمصافحة بالأيدي مجددا والعناق من جديد وإقامة صلاوات مجددا كما عرفناها من قبل". هذا كلام الرئيس الألماني فالتر شتاينماير وهو يتأمل في العواقب الاجتماعية للجائحة. وأوضح أنه أولا يجب أن تلتئم الجروح التي خلفها الوباء في المجتمع "ناقشنا بشكل قوي -موضوع الفيروس وإلزام ارتداء أقنعة وقاية الأنف والفم وكذلك وضع روض الأطفال والمدارس وحملة اللقاحات وتسلسل تلقي التطعيم... لقد نفد صبر الكثيرين، الأعصاب مشدودة وصداقات تحطمت، وعائلات تفرقت، وهناك انقسامات عميقة مزقت المجتمع".
ولا يزال الغموض سيد الموقف بشأن خطط الأسر الخاصة بالعطلة الصيفية، وإن كان وزير الخارجية هايكو ماس لم يستبعد تماما انفراجا خلال صيف هذا العام. ماس أوضح في تصريحات لمجموعة صحف "فونكه" الإعلامية (14 مايو/ أيار) أنه "يمكن أن نأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها قريبا، إذا استمرت أعداد الإصابة في الانخفاض وتم إحراز تقدم في حملة التطعيم (..) وهذا يشمل أيضا عطلات الصيف"، واستطرد أن ذلك "يمكن أن ينطبق على الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم أيضا". من ناحية أخرى، رفض الوزير أن تكرر وزارته عملية إعادة مواطنين ألمان تقطعت بهم السبل في الخارج بسبب الإغلاق الناجم عن الجائحة.
رغم اتساع حملة التلقيح لا يزال الألمان منقسمين بشأن بإعادة فتح الفنادق وكذلك سوق إعادة تأجير الشقق للسياح في ظل تفشي الجائحة. وبحسب استطلاع أجراه معهد "يوغوف" بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أيد 43 بالمائة من الأشخاص المستطلعة آرائهم، إعادة فتح فوري لكل الفنادق في عموم التراب الألماني بشروط معينة مثل اختبارات الكشف عن الفيروس، بغض النظر عن أعداد الإصابات الجديدة التي يتم تسجيلها على مستوى البلاد.
غير أن 31 بالمائة عارضوا ذلك، معتبرين أن عدد الإصابات المسجلة يجب أن تبقى المعيار الرئيسي قبل إعادة فتح الإقامات السياحية بكل أنواعها. إلى ذلك رأى 14 بالمائة ضرورة على إبقاء الفنادق والإقامات السياحية مغلقة تماما. يشار إلى أنه يتم حاليا فتح فنادق بشكل متفرق في بعض المناطق النموذجية كما في ولاية شيلزفيغ-هولشتاين مثلا. ويدعو اتحاد الفنادق والمطاعم في ألمانيا لخطة زمنية واضحة لفتح المطاعم وأية أماكن إقامة أخرى من أجل تحقيق مزيد من الأمن في التخطيط.
على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا، حث معهد "روبرت كوخ" الألماني من أي تسرع في إعادة فتح الحياة العامة. وقال رئيس المعهد، لوتار فيلر، في 12 من أيار/ مايو في برلين إنه "على الرغم من كل هذا التفاؤل، لا ينبغي لنا نسيان شيء واحد: هذه الجائحة لم تنته بعد". وأشار إلى أن معظم المصابين الآن هم من من صغار السن، خاصة تلاميذ المدارس والبالغين الشباب، مضيفا أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس تبلغ نحو ألف حالة أسبوعيا، وبالتالي فإن الوضع "لا يزال خطيرا".
في المقابل ذكر فيلر أنه يمكن أيضا رصد اتجاه إيجابي بـ"تراجع معدل الإصابة في جميع الفئات العمرية وفي جميع الولايات" الألمانية، مضيفا أن المعدل يقترب الآن من مئة إصابة لكل مئة ألف نسمة في غضون أسبوع. وذكر فيلر أن ثلث المواطنين الألمان تلقوا حتى الآن جرعة تطعيم واحدة على الأقل، مضيفا أنه تم تطعيم نحو 10 بالمائة منهم بشكل كامل، خاصة كبار السن. في المقابل، شدد فيلر على أن "زيادة نسب التطعيم وحدها لا تكفي"، موضحا أنه يتعيّن تحصين 80 بالمائة من السكان على الأقل لإنهاء الجائحة.
تحفظ بشأن تخفيف القيود لمن تلقوا اللقاحات
وأبدى الكثير من الألمان تحفظهم إزاء رفع القيود عن الأشخاص الملقحين ضد الفيروس والمتعافين منه. وحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف" لحساب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عارض 32 بالمائة من الألمان الحصول على أيّ مزايا، من حيث رفع القيود، طالما لم تنتهي حملة التطعيم. وكان 21 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع أكثر صرامة برفضهم بشكل عام أي معاملة تفضيلية للأشخاص المُلقَّحين أو المتعافين مقارنة بغيرهم، فيما ساند 39 بالمائة رفع القيود عن هذه الفئة.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/23 الساعة 13:11