مدار الساعة – عبدالحافظ الهروط – قبل نحو ثلاث سنوات وبالصدفة ودون معرفة التقينا اردنيون ومقيمون في الدوحة ذات مساء، وقد جرّنا الحديث في سوق واقف مهبط الجنسيات ومهوى أفئدة الباحثين عن ساعة راحة.
تعرّفنا الى بعض، ولكن الصحفيين يظلون ينبشون: كيف احوالكم وكيف حال المقيمين هنا؟
تقاطع الحديث، واذا برجل اردني يريد ان يعطي الاجابة الشافية.
انا اسمي فلان ، خدمت بالقوات المسلحة، وكنت برتبة وكيل، وبحكم العمل كُلّفت بأن أُراقب على اشقاء عسكريين قطريين في امتحان حيث يشاركون في احدى الدورات العسكرية في الاردن.
لمحت أحد الأخوان وكان برتبة ملازم (...) يتململ، ففهمت ما يريد، وقمت بسحب ورقته، لأنه لا يجوز ان تكون عسكرياً وتجتاز الاختبار بطريقة غير مشروعة.
نظر اليّ وقال أعد الورقة ووّجه كلمة قاسية.
قلت: ان شرفي العسكري يمنعني من الرد ولأنك ضيف على قواتنا المسلحة وعلى بلدي، ولكن لن اُعيد لك الورقة حتى لو تم تسريحي.
أخبرت المسؤول وقال : فعلت خيراً، ولن ينجح.
بعد سنوات تم احالتي الى التقاعد ضمن قواعد القانون، وعشت سنوات صعبة لظروف المعيشة ومتطلبات الأُسرة، ولكن الله يمهل ولا يهمل .
علمت بخبر ان القوات المسلحة القطرية اوفدت لجنة للتعاقد مع عسكريين اردنيين ، فذهبت للمقابلة، واذ بالشخص الذي حرم من الامتحان رئيساً للجنة، فقلت في نفسي وفي السماء رزقكم وما توعدون .
لاحظ عليّ هذا الشخص ما أُفكر به ، وقال هل تعرفني ، قلت نعم، وهل تتذكّر ما حدث، قلت بالتأكيد، فقال : انت لن تخضع لا للمقابلة ولا للامتحان، أنت مقبول، لأن من يتعامل بهذه الجدية والحزم ، يعطي انطباعاً عن الجيش الذي ينتسب اليه.
واكمل: الجيش الاردني من افضل الجيوش في العالم، ونحن في قطر نحفظ جميلكم علينا وعلى دول الخليج .
اما الجندي الاردني، فقد عبّر عن سعادته في اقامته وما عليه من نعيم وراحة بال على مستقبل اسرته وعيشها الكريم.
ما عبّر عنه هذا الجندي كان حال الذين التقيناهم ونلتقيهم في الدوحة كلما عزّ اللقاء
نسال الله ان يوفق عالمنا العربي لما فيه خير الأمة والله وليّ التوفيق.
