لقد تم التخطيط للدول العربية بالخصوص وغيرها من الدول العالمية من قبل بعض الجماعات التي تدعي بأنها شعب الله المختار وأن بقية خلق الله هم غير آدميين وأن الله خلقهم ليكونوا دواب لهم. وهذا الشعور الذي جعل معظم شعوب العالم يكرهونهم ولا يحبونهم ويتعاملون معهم فقط تطبيقاً لقول المتنبي في العصر العباسي: ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى - عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ.
لقد كرهت شعوب العالم تلك الجماعات في جميع بقاع الأرض لأنهم إنتشروا في جميع بقاع الأرض كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104)). ولكن شاء الله أ يفتح من علمه على بعض خلقة ليتم تطوير تكنولوجيا حديثة ومتطورة في كل المجالات حتى يصبح العالم قرية صغيرة وإستطاع الكل يرى ويسمع ما يجري في أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية عن طريق الإنترنت ووسائل الإتصالات التكنولوجية الحديثة وما تم تطويره من وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة.
حاول المسؤولون في دول العالم المختلفة أن يؤسسوا لهذه الجماعات وطن قومي حتى يرتاحوا ويتخلصوا منهم وربما ليتحقق وعد الله لهم ويجتمعوا في فلسطين حتى يسهل القضاء عليهم مرةً واحده لأنه من الصعب القضاء عليهم في جميع بقاع الأرض. سبحان الله، الكثير من المسلمين كرهوا وإستاؤوا وتألموا وما زالوا يتألمون من وجود الكيان الصهيوني في فلسطين وبإستمرار القتال في فلسطين بين أهل فلسطين واليهود ونسوا أن الله قال لهم في كتابه العزيز (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُو كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُو خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة.216)).
نقول لأهل فلسطين وأهل غزة بالخصوص هنيئا لكم أن خَصَّكُمَ الله بقتال اليهود وبتضحياتكم وبالصبر والثبات وأن ذكركم الله في كتابه العزيز القرآن الكريم (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب: 23)). ألم تتأكدوا يا أهل غزة الكرام من الحرب القائمة بينكم وبين جنود الكيان الصهيوني منذ أكثر من عشرة ايام أن صبركم لم يذهب سدى وأن الله والعالم أجمع معكم كما قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة: 153))؟. ألم تروا وتسمعوا يا أهل غزة أن المسيرات الشعبية قد حركها الله في جميع الدول العربية والإسلامية والعالمية تطالب بنصرتكم ودعمكم وتطالب بعقاب الكيان الصهيوني؟.
ألم تتأكدوا يا أهل غزة أن الله قد نفذ ما وعدكم به كما ذكر في هذه الأيات (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ . . . قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (آل عمران: 173، البقرة: 249)).
ألم يعترف زعماء وقادة العدو الصهيوني ومنهم ليبرمان بخسارتهم الكبيرة في هذه الحرب وقال: "نتنياهو يعرض وجودنا للخطر، ويقودنا إلى الهلاك، إضافة لذلك، أقترح على كل إسرائيلي أن يسأل نفسه: إذا كان هذا وضعنا مع حماس، فكيف سيكون وضعنا مع حزب الله وإيران (حتى لو كان تفاهم وإتصال بين حزب الله وإيران وإسرائيل ولكن المصالح تجعلهم يختلفون)؟".
فنعود ونذكر فيما قاله سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: لا حل عسكري للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنما الحل يجب أن يكون سياسيا سلميا. ونقول للقيادة الإسرائيلية الا ترون شعوب العالم ثائرة ضدكم، الا تسمعون الهتافات العالمية ضدكم، نتنياهو: إِلِّلي مَا بِشُوْف مِن اَلْغُرْبَال أَعْمَى.