أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

شيماء وأنس.. من اغتال قصة الحب هذه؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة,عيد الفطر,الدفاع المدني,قطاع غزة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان كانت أجواء البهجة والفرح بمنزل عائلة اليازجي ابتهاجاً بقرب فرح ابنها أنس (25 عاماً) الذي كان من المقرر أن يزفّ إلى عروسه شيماء أبو العوف (20 عاماً) بعد أيام قليلة من انتهاء عيد الفطر، إلا أنّ الشهادة كانت أقرب إلى عروسه الطبيبة من تجهيزات الفرح التي كانت في لمساتها الأخيرة.

عامان ونصف
بمشاعر مختلطة روى الشاب الفلسطيني أنس اليازجي كيف كان يشعر بنشوة الفرح وهو يوزع بطاقات ودعوات الفرح على أصدقائه وجيرانه قبل انتهاء شهر رمضان بأيام، إلا أنّ هذا الحلم ما أراد له الاحتلال أن يتحقق؛ فقتل فرحة العريس في مهدها، كما الحال مع غالبية شبان فلسطين.
عامين ونصفًا انتظر الشاب اليازجي خطيبته لتتم دراستها الجامعية في تخصص طب الأسنان كان يشعر مع لحظة فيهما بقربه منها لكنه لم يدرِ أنّ كل لحظة كانت تقربهما من الفراق، وهو الذي كان يستعد لانتقالهما إلى عش الزوجية الذي جهزه بالكامل بعد عمل سنوات من العناء والتعب.
خطيب شيماء قرب ثلاجة الموتى
الاتصال الأخير
منذ الأيام الأولى للعدوان على قطاع غزة كان الشاب أنس على اتصال دائم ومستمر مع خطيبته يتبادلان مشاعر القلق على بعضها، ويوصيان بعضهما بالحذر والتوكل على الله، ورغم شعورهما بأنّهما بعيدان كل البعد من أن يكونا هدفاً للمقاتلات الحربية الصهيونية إلا أنّ العدوان الحالي لم تفرق فيه قوات الاحتلال بين مواطن وآخر، وبين طفل أو رجل أو امرأة أو عجوز، فكان كل شيء يعد هدفاً مستباحاً للطائرات الحربية.
في ليلة 16 من مايو الجاري كان شارع الوحدة على موعدٍ مع مجزرة مروعة بحق عوائلَ بأكملها استهدفت الطائرات الحربية منازلها بلا سابق إنذارٍ أو اتصالٍ أو تحذير، فدمّرت ما يزيد على أربعة منازل على رؤوس ساكنيها؛ الأمر الذي أدى لارتقاء عائلات بأكملها كان منها عائلة أبو العوف التي يسكن البناية فيها ما لا يقل عن مائة شخص.
قبل الاستهداف للعمارة السكنية التي تتوسط شارع الوحدة بمدينة غزة بلحظات كان الشاب أنس يتحدث إلى خطيبته على تطبيق الواتس يحاكيها عن حالها ويطمئنها أنّه وأهله بخير وهي الأخرى تبادله الشعور ذاته، إلا أنّ ما لم يكن في حسبان أنس أنّ هذا الاطمئنان الأخير على خطيبته؛ فما هي إلا لحظات على وقوع القصف الذي اهتزت لها كل المنازل في مدينة غزة حتى سارع أنس للاتصال بخطيبته يسألها عن حالها وعن أمورها بعد توارد الأنباء باستهداف منازل سكنية في شارع الوحدة.
إلا أنّه لم يتلق جواباً أبداً، وظل على هذا الحال حتى الساعة الأولى من بزوغ شمس اليوم التالي بعد تأكّده من وقوع مجزرة بحق عائلة خطيبته، فهرول مسرعاً يبحث عنها بين الركام وبين فساتينها وأغراضها التي جهزتها للانتقال بها إلى عش الزوجية، إلا أنّ كل محاولات في البحث فشلت في إيجادها، وانتظر ساعات يبحث وكله أمل أن يعثر عليها وهي على قيد الحياة، إلا أنّ ذلك لم يحدث حتى أخرجها رجال الإنقاذ والدفاع المدني من تحت الأنقاض وقد استشهدت لينتهي حلم طال انتظاره سنواتٍ في لحظة عدوان همجية من مقاتلات الحرب الصهيونية.
هذا ما تبقى من شيماء
وارتقت شيماء مع أكثر من عشرة أفراد من أفراد عائلتها في حين لا يزال آخرون تحت الأنقاض، وتواصل الجهات المختصة عمليات البحث عنها، في جريمة صهيونية استهدفت مربع سكناهم ما أدى حتى اللحظة إلى ارتقاء أكثر من 44 شهيداً وشهيدة.
وفي اليوم الثامن للعدوان على قطاع غزة ارتقى حتى اللحظة أكثر من 200 شهيد أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، في حين زاد عدد الجرحى ليتجاوز الألف جريح غالبيتهم فوق المتوسطة.
مدار الساعة ـ