عندما نتكلم عن القوة سواء قوة الدول أو السلاح والجيوش فان هنالك قوة لا تهزم ولا يؤثر بها لا قوة الدول وجيوشها ولا تقدم وتنوع اسلحتها، وهي قوة الارادة للشعوب، القوة العسكرية قد تهزم الجيوش، وتحقق انتصارات عسكرية بكل انواعها البرية والجوية والبحرية وكذلك الجيوش قد تحكم الشعوب بالقوة.
لكن لا أحد يتحدث ويقف عند قوة ارادة الشعوب حين تنهض وتنتفض، شعوب حية تقاوم ولا تساوم وتستمر وتصر على الانتصار وتستخدم وسائل وطرق متعددة وهي على يقين بانها ستنتصر بالنهاية ولو طال عليها ذلك، وهذا يعطي نتيجة مهمة ان الجيوش ومهما كانت قوتها لا تهزم ارادة الشعوب.
أن ارادة الشعوب ذات قوة وصلابة لا يعرفها الا أهلها وهم سادتها يحافظون على التماسك والتعاون والكرامة لمجتمعاتهم، ليس بينهم وفيهم خانع وخاضع وذليل لمصلحة ذاتية أو ينتظر سيداً يرمي له عيشاً. فمهما صنعت الدول من سلطات وحكومات وهيئات مدعومة ومسلحة بجيش وقوى أمنية وغيره، وتحسب انها ستحكم وتتحكم بهذا الشعب أو ذاك فان هذه النظرية فاشلة أمام قوة ارادة الشعب، والجيوش المدربة والمجهزة للحرب والقتال، لا يمكن أن تنجح في مواجهة وقتال الشعوب.
أما ما نراه اليوم من أسباب صمود ونجاح الاشقاء الفلسطينيين فهو مبني على أساس عقائدي، فعقيدتنا تأمرنا بأن نكون أقوياء ونستعد دائماً لنكون هكذا، قوة في الإيمان والثقة بالله، واعداد كل ما نستطيع بالتخطيط والتدبير الصحيح،والاهم الثبات والتمسك بالمبدأ، والإصرار على الحق وعدم التنازل، أو التراجع، أو التردد تحت الضغوط بمختلف أشكالها، ونبذ الخلاف والتنازع، والاتحاد حول الهدف الاسمى الانتصار والتحرير للأرض والشعب.