مدار الساعة - ثمنت جماعة عمان لحوارات المستقبل، قرار رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي بمنع الوزارات والمؤسسات الحكومية إقامة الإفطارات الرمضانية ترشيداً للنفقات, وتمنت الجماعة على المؤسسات والشركات في القطاع الخاص أن تحذوا حذوا المؤسسات الرسمية وتلتزم بتوجيهات رئيس الوزراء ترشيد الانفاق, واستبدال ما سينفق على الموائد والحفلات الرمضانية بالانفاق على إقامة المشاريع الإنتاجية, وطالبت جماعة عمان لحوارات المستقبل الشركات والمؤسسات الاقتصادية، والمحسنين بتوجيه صدقاتهم عموماً، وفي شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص، نحو الإنتاج، من خلال توظيفها لإقامة مشروعات إنتاجية صغيرة ومتوسطة، أو دعم مشاريع قائمة بهدف توفير فرص العمل لأبناء الأسر الفقيرة لمساعدتها على تحسين أوضاعها ولإخراجها من خانة الفقر والاعتماد على المساعدات إلى خانة الاكتفاء والإنتاج.
وقالت الجماعة في بيان أصدرته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هنأت فيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده والشعب الأردني والأمة الإسلامية بالشهر الفضيل: لقد آن الآوان لإعادة النظر في آليات إنفاق الصدقات، بحيث توظف هذه الصدقات لتقديم خدمة حقيقية للمجتمع وتنميته، بما يعود بالفائدة على الإنسان وكرامته من خلال الإنفاق على إقامة مشاريع إنتاجية وتنموية وهذا هو المقصد الأساسي للصدقة في الإسلام.
وقالت الجماعة في بيانها أن إقامة المشروعات الإنتاجية، أو دعم القائمة منها أفضل وأكثر فائدة من الإنفاق على الافطارات والحفلات الرمضانية وعلى ما يعرف بطروود الخير وموائد الرحمن، التي أثبتت التجربة أنهما لم يسهما في معاجة مشكلة الفقر الذي تزداد مساحته في بلدنا، بل كان لهما أضرار كثيرة، فبالإضافة إلى هدر مبالغ مالية ضخمة بلا مردود حقيقي، فإنهما أديا إلى خلق سوق موازية من خلال قيام نسبة كبيرة من الذين يحصلون على طرود الخير ببيعها بأسعار قليلة، بالإضافة إلى العديد من المشاكل التي وقعت بين بعض أفراد الأسرة نتيجة للخلاف على آليات التصرف بطرود الخير، وكلها أسباب تدعو إلى إعادة النظر في هذه الآلية من آليات الصدقة، والبحث عن آلية أكثر نفعاً وفائدةً للفئات المحتاجة في وطننا،من خلال إقامة مشروعات إنتاجية، أو دعم القائم منها لمصلحة الفئات الاجتماعية المحتاجة.
وأضافت الجماعة في بيانها أن دعوتها لتوظيف الصدقات لخدمة الإنتاج تأتي انسجاما مع روح رمضان، الذي امتاز في تاريخ أمتنا بأنه شهر الإنجازات التاريخية الكبرى على جميع الصعد، كما تنسجم مع المقصد الحقيقي للصدقة في الإسلام، التي ترجمها المسلمون الأوائل بالأوقاف الإسلامية ودورها،ليس فقط من خلال محاربتها للفقر، بل من خلال توظيف الصدقات والأوقاف لدعم تنمية المجتمع من خلال الإنفاق على بناء المدارس والمعاهد، والإنفاق على طلاب العلم، ومن خلال بناء المستشفيات والجسور، وكل المرافق التي تخدم المجتمع وهي الروح التي نتمنى عودتها إلى مفهوم الصدقات ليس في رمضان فقط بل في سائر أيام وشهور العام.