مدار الساعة - يُعتبر المسجد الأقصى أحد أبرز المعالم الإسلامية قدسيّة بالنسبة للمسلمين، فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومنه عرج النبي محمّد إلى السماء في ليلة "الإسراء والمعراج".
ورغم ذلك، فإن هناك أخطاء يقع فيها بعض الناس الذين يظنون أنّ المسجد الأقصى مكوَّن من مسجد قبة الصخرة فقط، لكنه ليس كذلك، كونه يتألف من جوامع ومصليات أخرى تقع جميعها في حرمه.
لذلك سنقدم إليكم كل ما ترغبون بمعرفته عن الجوامع والمصليات الموجودة في باحة حرم المسجد الأقصى الشريف في مدينة القدس، وتاريخ بنائها، وأشكالها الهندسية.
مسجد قبة الصخرة
في الحقيقة لا يعرف أحدٌ بشكل دقيق تاريخ بناء المسجد الأقصى لأول مرّة، لكن أحد الأحاديث النبوية يشير إلى أنه بُني بعد الكعبة الشريفة بـ 40 عاماً، أما بالنسبة لبانيه فقد اختلف المؤرخون فيما بينهم، فمنهم من ينسبه إلى النبي آدم ومنهم من ينسبه إلى النبي إبراهيم.
أمّا تاريخ بناء المسجد بشكله الحالي فيعود إلى العام 66 للهجرة (686 للميلاد) عندما أمر الملك الأموي عبدالملك بن مروان المهندسين المعماريين رجاء بن حيوة الكندي ويزيد بن سلام المولى ببنائه الذي انتهى بعد قرابة 6 أعوام.
ويأخذ المسجد شكلاً مثمن الأضلاع طول الواحد منها 12.5 متر، وله 4 أبواب، داخله دائرة تتوسطها "الصخرة الشريفة"، التي عرج منها الرسول محمد نحو السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
أما القبة فيبلغ قطرها نحو 20 متراً ترتفع عن قبة الصخرة بحوالي 34 متراً وهي مطلية بالذهب.
تعرَّض المسجد عبر التاريخ للعديد من النكسات، لكن أبرزها كان اعتداء الصليبيين الذين حولوه إلى كنيسة لهم أثناء احتلالهم للقدس وسرقة الكثير من الأحجار من حيطانه وبيعها في أوروبا، وفقاً لما ذكره موقع "الجزيرة.نت".
الجامع القبلي
الجامع القبلي، هو أهم جوامع المسجد الأقصى ويقع في جنوبه، وسمي بالجامع لأنه المصلى الرئيسي الذي يقف فيه خطيب صلاة الجمعة.
يعود تاريخ بناء المسجد إلى عهد الخليفة المسلم عمر بن الخطاب، لكنّ بناءه بشكله الحالي وتجديده تم على يد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، لكنّ زلزالاً عنيفاً دمره بعدها بعشرات الأعوام لتتم إعادة بنائه مرة أخرى في عهد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور.
يبلغ طول الجامع نحو 80 متراً وعرضه نحو 55 متراً، وله 11 باباً، في حين يتميز بقبته الداخلية الخشبية التي تعلوها قبة خارجية مكسوة بالرصاص.
ويعتبر الجامع القبلي من أكثر الأماكن المقدسة التي تتعرض للاعتداءات في القدس، أبرزها الحريق الذي حدث في 21 أغسطس/آب 1969 عندما اقتحم متطرف أسترالي يدعى دينيس مايكل روهان المسجد وقام بإشعال النار داخله، ما أدى إلى احتراق نحو ثلث الجامع، من بينها منبر نور الدين الزنكي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي معه من حلب.
مصلى الأقصى القديم
في حين يقع مصلى الأقصى القديم أسفل الجامع القبلي، يتمّ الوصول إليه عن طريق درج حجري قرب الرواق الأوسط شمال الجامع القبلي.
ويتألف المصلى من رواقين بُنيا في العهد الأموي أيضاً، ويؤديان في نهايتهما إلى "الباب المزدوج"، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المغلقة حالياً، ومن ثمّ باتجاه "القصور الأموية" الواقعة خارج أسوار المسجد من الناحية الجنوبية.
ويتميز المصلى بأنه يحتوي على قبتين أمويتين فوق مدخله الجنوبي، بالإضافة إلى أعمدة حجرية ضخمة مدعومة بجسور خرسانية أضيفت إلى المكان خلال ترميمه في عام 1927.
المصلى المرواني
أما المصلى المرواني فيقع جنوب شرق حرم الأقصى ويتكون من 16 رواقاً حجرياً و11 باباً، فيما يتميّز بسقفه الكبير الذي يعتبر أكبر حجماً من سقف مسجد قبة الصخرة.
بُني المصلى في الأساس من قِبَل الأمويين من أجل استخدامه كتسوية لهضبة بيت المقدس للبناء عليها، لكن الصليبيين قاموا لاحقاً بتحويله إلى إسطبل للخيول وسمّوه "إسطبلات سليمان"، لكن عند تحرير القدس أعاد صلاح الدين الأيوبي المكان إلى عهده السابق.
أما سبب تسميته فكان تكريماً للخليفة الأموي مروان بن الحكم للدور الكبير الذي قام به مع أبنائه من بعده في إعادة إعمار المسجد الأقصى.
مسجد البراق
يقع مسجد البراق جنوب غرب المسجد الأقصى وتحديداً قرب باب المغاربة.
سمّي المسجد بهذا الاسم؛ لأنه كان شاهداً على رحلة النبي محمد خلال ليلة الإسراء والمعراج الذي صعد على متن فرس أبيض يدعى "البراق".
ووفقاً لمصادر أخرى، يقال إنّ سبب تسمية المسجد هو أنّ جبريل على السلام قام بربط البراق في حائط المسجد، ولا تزال إلى الآن الحلقة التي ربط فيها موجودة في الجدار.
وللمسجد أهمية كبيرة لدى اليهود الذي يعتقدون أنه الأثر الوحيد المتبقي من "هيكل سليمان" الذي دمره نبوخذ نصر الثاني .
مسجد المغاربة
أما مسجد المغاربة فيقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وجنوب مسجد البراق، بناه صلاح الدين الأيوبي في عام 590 هجرية (1193 ميلادية)، حيث كانت تقام فيه الصلاة المالكية.
يأخذ المسجد شكلاً مستطيلاً من الشمال إلى الجنوب وله بابان، باب مُغلق في الزاوية الشمالية، وآخر مفتوح من الجهة الشرقية.
مسجد النساء
يقع جامع النساء في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، ويقال إن تاريخ بنائه يعود إلى عهد الاحتلال الصليبي؛ إذ تمّ بناؤه على الأرجع ككنيسة قبل أن يحرر صلاح الدين الأيوبي القدس ويحوله إلى مسجد مخصص للنساء.
يقسم مسجد النساء إلى 3 أقسام:
القسم الأول: ملحق بالمتحف الإسلامي ويقع غرب المسجد.
القسم الثاني: مكتبة الأقصى الإسلامية وتقع وسط المسجد.
القسم الثالث: يستخدم كمستودع ويقع شرق المسجد.