بقلم أحمد الطراونة
بعيدا عن السقوط في شرك المهاترات، وقريبا من نبض الوطن الذي يحرق كل المتسلقين، نعرف تماما من ينجز، ومن يغوص حتى ركبه في وسخ التشظّي بين الأنا والوطن.
الأردنيون اليوم يعرفون تمام المعرفة من يقبض على جمر الوطن، ويميزون بشكل واثق بينه وبين من يرسم سلم النجومية في فضاء من الشعبوية والانزلاق نحو الادعاء الكاذب.
لكننا أيضا في هذا الوطن، نطحن من نكتشف تقصيره، لكننا لا نقول شكرا لمن نكتشف انه ينجز ويعمل بصمت بعيدا عن الضجيج واطلاق قنابل التنوير هنا وهناك ليضيء مكانه في عتمة الاحتراق من اجلنا.
ساءنى أن يقف منتقدو وزير الزراعة (الرجل الذي يحترق ليلا ليضيء وحشة هذا القطاع بعد ان اعتم تماما في وجه أهله)، ان يقفوا عند قضية واحدة ويتركون ما ينجزه في هذا القطاع، متناسين ان الرجل يقف على قدم واحدة، منذ اسابيع، ويقفون له على قدم واحدة عند قضية الابقار التي لا ناقة له فيها ولا بقرة.
منذ شهر ونصف الشهر وهو الوقت الذي جاء فيه المهندس خالد الحنيفات إلى وزارة الزراعة للمرة الثانية، وهو يكسّر في صخور صلدة، لكنه يحقق انجازا طيبا يستحق الشكر عليه، فلا تضعوا العصي في دواليب مسيرته واتركوه بعيدا عن شعبوياتكم، ومحاولاتكم البائسة للنيل من صلابته.
في الفترة التي جاء فيها الحنيفات لمسنا قدرته على المواجهة، مواجهة الصعوبات بقلب صعب، ففعّل دور وزارته وبدأت تظهر قدرات هذه الوزارة التي يعرفها الحنيفات جيدا ويعوّل عليها كثيرا، فلمسنا بوضوح انخفاض اسعار الفواكه، والثوم، والحمضيات، وغيرها الكثير من الخضراوت والفاكهة.
ولا ننسى سيطرة الوزارة على قطاع الدواجن بصورة سريعة ولم تترك مجالا للانفلات، رغم ان الحنيفات كان يمشي ليلا مع رفاقه من ابناء الوزارة والمعنيين يتفقدون اسراب الجراد التي باتت في خبر كان بعد ان وصلت الى تسع محافظات اردنية.
ان توضع الخطة الزراعية موضع التنفيذ، وان يتم رفدها بمبلغ 35 مليون دينار للخروج بالقطاع من الريعية الى خلق نهضة حقيقية وايجاد قطاع منتج فهذا يستحق الثناء.
الحنيفات اليوم يقود ثورة في قطاع الزراعة، وهذا يتجلّى في تشجيع التكنولوجيا، وتوفير المياه، ودعم مربي المواشي بقرض للعلف بدون فائدة، وقروض التنمية الريفية، وتمكين المرأة، ومشاريع الشباب الزراعية بدون فوائد، والتشغيل، والتحريج الصحراوي، وما تزالون تقفون عند بقرة؟
الم يغرق بنو اسرائيل ببقرتهم؟ فلا تغرقوننا ببقركم واتركوا الرجل يسعى.
حفظ الله الأردن منيعا ضد الشعبويات التي قتلت فينا روح الاندفاع.
