أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

جائحة كورونا تضاعف معاناة سيدات الأعمال وسط ضعف الدعم

مدار الساعة,أخبار اقتصادية,كورونا,صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي,الضمان الاجتماعي,غرفة صناعة عمان,البنك المركزي,مواقع التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - وعد ربابعة وعائشة عناني - ضاعفت جائحة فيروس كورونا الصعوبات أمام نشاط سيدات الأعمال، وافقدت العديد منهن الوظائف، جراء تعطل النشاط الاقتصادي وشح السيولة المالية اللازمة لاستدامة واستمرار أعمالهن.

وأكدت سيدات أعمال في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، أن الرعاية الأسرية كانت بمقدمة الصعوبات التي واجهت سيدات الأعمال، جراء اغلاق الحضانات والتوجه نحو التعلم عن بعد، وتوقف معظم سلاسل التوريد ودفع الإيجارات والرواتب المتراكمة مع ثبات المصاريف، ما دفع العديد منهن للانسحاب قسرا من سوق العمل.
وطالبن الحكومة والمجتمع الاقتصادي بتعزيز مشاركة المرأة اقتصادياً، لتسريع القدرة على التعافي، وإجراء دراسات وأبحاث لفهم واقع المرأة سواء كانت سيدة أعمال أو موظفة، ومدى تأثرها بالجائحة.
كما طالبن بزيادة تمثيل المرأة في اللجان الحكومية وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار والاقتصاد، وتقديم ميزات وتسهيلات تمكنهن من الاستمرار في العمل.
وبالرغم من أن المرأة الأردنية تعد من بين أكثر النساء تعليما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث بلغت نسبة خريجات الجامعات من النساء نحو 53 بالمئة من إجمالي الخريجين، إلا أن نسبة مشاركتها الاقتصادية منخفضة قبل الجائحة، وتبلغ 14 بالمئة فقط.
رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي خلود السقاف، قالت إن جائحة كورونا تسببت بتداعيات اقتصادية سلبية على جميع العاملين عموماً، وعلى النساء خصوصاً، حيث فُقدت العديد من الوظائف، وتعطل النشاط الاقتصادي جزئياً وكلياً، جراء الإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار الوباء.
وأضافت ان الحظر الجزئي والشامل، والتعليم عن بعد، زاد من التحديات والمسؤوليات على عاتق المرأة، سواء كانت عاملة او ربة منزل، حيث أفرزت الجائحة إشكاليات جديدة أمامها، ما أفقد سوق العمل الآلاف من الوظائف القائمة، بفعل حالة الانكماش التي دخلها الاقتصاد الوطني، وتراجع مستويات الأجور، جراء اختلال موازين العرض والطلب على الوظائف، خاصة في القطاعات التي تشغلها النساء، كالتعليم الخاص مثلاً، الذي ترتفع نسبة مشاركتهن فيه، فيما من بقيت منهن على رأس عملها، انخفض أجرها بنحو كبير.
ودعت السقاف إلى تعزيز مشاركة المرأة اقتصادياً، لتزيد القدرة على التعافي بنحو أسرع وأعمق، وفقاً لدراسات تشير إلى أن زيادة دور المرأة في العملية الإنتاجية، تسرع وتيرة النمو بنحو 47 بالمئة.
من جهتها، بينت رئيسة ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني تغريد النفيسي، ان النساء تأثرن اقتصادياً بفعل الجائحة أكثر من الرجال، وبخاصة صاحبات الأعمال الخاصة، مقارنة بالسيدات العاملات بالقطاع العام.
واشارت الى أن سيدات الأعمال العاملات في قطاع الخدمات، كالسياحة والتسويق، تضررن بفعل توقف أعمالهن تماماً، ما تسبب في شح السيولة اللازمة لاستمرارهن في العمل، ودفع الإيجارات والرواتب المتراكمة.
وقالت ان برامج الحكومة التحفيزية، والقروض الميسرة التي وفرها البنك المركزي، لم تنطبق على الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، موضحة أن معظم الشركات التي تمتلكها نساء لم تستفد، كون معظمها صغيرة.
واكدت النفيسي أن الملتقى نفّذ مشروعاً لدعم رائدات الأعمال في مكافحة التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا، بالتعاون مع الصندوق الكندي، وانصب التركيز على صاحبات الأعمال المنزلية الصغيرة، لتمكينهن من الوصول إلى الفرص المالية من خلال بناء قدراتهن لأداء متساوٍ من النواحي القانونية والمالية.
رئيسة جمعية صاحبات الأعمال والمهن رنا العبوة، قالت إن من ابرز الصعوبات التي واجهت سيدات الأعمال، ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين جراء الاغلاقات، وصعوبة استدامة اعمالهن، وعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية، ما ترتب عليه اغلاق الشركة أو تخفيض عدد الموظفين.
وأضافت ان إغلاق المدارس ورياض الأطفال أثر بشكل ملحوظ على سيدات الأعمال والموظفات ما دفع بالبعض منهن إلى ترك وظائفهن لرعاية أسرهن، خاصة بعد التوجه إلى التعليم عن بعد، إضافة الى عدم جدوى العمل نتيجة لتخفيض أجور الموظفين جراء الجائحة.
واوضحت العبوة أن الدعم الرسمي مازال خجولا وغير كاف، رغم محاولات الحكومة دعم القطاعات المتضررة مثل تأجيل الأقساط، والتنسيق مع البنوك التجارية لتوفير قروض بفوائد مخفضة، إلا أن الكثير من السيدات لم تستفد من ذلك لاعتبارات كثيرة.
ولفتت الى توجه سيدات الأعمال خلال الجائحة إلى تسويق منتجاتهن وخدماتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي او المنصات التجارة الالكترونية، ما ساعد على زيادة المبيعات واستدامة واستمرار أعمالهن، مؤكدة عدم وجود مظلة رسمية موحدة لدعمهن وتشجيعهن خاصة في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي رافقتهن خلال الجائحة.
وطالبت العبوة الحكومة ومراكز الأبحاث والنقابات المهنية وغرف التجار والصناعة، باجراء دراسات وأبحاث تستخدم عدسة الجندرية لمحاولة فهم واقع المرأة أن كانت سيدة أعمال أو موظفة، ومدى تأثرها بالجائحة، ومعرفة حجم الخسائر التي لحقت بهن.
بدورها، اكدت نائب رئيس مجلس أعمال السيدات الصناعيات في غرفة صناعة عمان الدكتورة ريم البغدادي، ان أوامر الدفاع لم تستجب للنوع الاجتماعي، بعدم تفعيل السياسات والتشريعات والقوانين، التي تأخذ بالاعتبار احتياجات عمل المرأة والتحديات التي لا زالت تواجهها بفعل جائحة كورونا.
وبينت أن مشاركة المرأة اقتصادياً في الأردن، تعتبر من أقل المعدلات العالمية قبل الجائحة، حيث تشكل نسبة النساء المنسحبات من سوق العمل بسبب الظروف العائلية في الأردن عموماً، نحو 45 بالمئة من مجمل المنسحبات.
واشارت البغدادي إلى أن تصنيف القطاعات إلى متضررة أو غير متضررة، كان ولا يزال من التحديات والصعوبات التي تواجهها النساء في بيئة العمل الأردنية، حيث لا يأخذ بعين الاعتبار طبيعة العلاقات بين القطاعات الصناعية والتجارية، ومدى تأثر وتأثير كل قطاع بالقطاعات المرتبطة به، من حيثُ تبادل العمليات التجارية، ما أفقد التصنيف النظرة الشمولية للنظام الاقتصادي.
من جانبها قالت مالكة شركة توبز للشوكولاته لينا هنديلة، ان التحول الرقمي وضعف التسويق الالكتروني للمنتجات، وعدم توفر معلومات كافية عن كيفية عمل الاعلانات التجارية الرقمية وآلية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، كانت من أكثر الصعوبات التي واجهتها سيدات الأعمال خلال الجائحة.
وأشارت هنديلة إلى أن الدعم والتسهيلات الحكومية لم تكن كافية لمواجهة تبعات الجائحة وخاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تترأسها امرأة، مبينة أن قطاع سيدات الاعمال بحاجة للدعم في ظل أوضاع اقتصادية هشة فرضتها الجائحة.
كما لفتت الى وجود تقصير رسمي واضح في دعم سيدات الأعمال وغياب البرامج الرامية لتعزيز دور المرأة في الحياة الاقتصادية وسوق العمل، مؤكدة ضرورة زيادة تمثيل المرأة في اللجان الحكومية وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار والاقتصاد، إضافة إلى تقديم ميزات وتسهيلات لتمكنهن من الاستمرار في عملهن.
وبينت هنديلة ضرورة عقد اجتماعات تشاورية بين الحكومة وسيدات الأعمال لتحديد المشاكل التي تواجههن، وتحديد أولويات العمل في مرحلة التعافي الاقتصادي من تبعات جائحة كورونا، وأشراكهن عند اتخاذ القرارات المقبلة، لتصبح واقعية وقابلة للتطبيق، ما يسهم في توفير فرص عمل وبالتالي خفض معدلات البطالة والفقر.
مدار الساعة ـ