ليتك لم تتعب يا متعب.. هذه قصة مكالمة حبيب الزيودي ومسؤول
مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون الفنية - ذات عام أصرّ شاعر الأردن الكبير الراحل حبيب الزيودي في عهد حكومة نادر الذهبي ألا يصدح أحد بكلمات "قلت العوافي يا الغالي" إلا متعب الصقار.
حبيب، وهو يصر على رأيه، كان حينها في مكالمة هاتفية، وهو يعبر شارع الأردن، مع مسؤول ثقافي مهم يجادله على أن أوبريت افتتاح مهرجان الأردن "رح يكون غير بوجود متعب"، مراهناً بذلك يا أخي صوته يزلزلني أكثر من كلماتي الي بكتبها أنا".
ليتك لم تتعب يا متعب، وليتك بقيت تُتعب المرض حتى تبقى صامداً.
وليت هذه اللحظة لم تمر، وليتنا لم نسمع إلا صوتك وأغانيك لا خبر رحيلك.
يا متعب، أتذكر حينما خاطبت كل متذمر "جيرة الله ورسوله الوطن تخلصوله".
أتذكر حين عاهدت الأردن "لو اسكب دمي بوريدك يا نهر الأردن مو كافي".
وهل ننسى "مواكب الجيش" وأنت تصفها بنبرة صوتك "تهز الميادين".
يا متعب.. يا من لم تخف موتاً، بل تحديته "يا موت ما نرهبك يا موت ما نهابك".
يا متعب..هل تذكر وقد رفعت فينا باروميتر الوطنية وأنت تصر "أردنيين وما ننظام".
يا متعب.. منك عرف جيل من الأردنيين كيف "تبرق وترعد" الصاعقة.
يا متعب.. وكيف ننسى صوتك وأنت تغني لوحدة عمّان والقدس "لا شرقية ولا غربية.. وحدتنا هي دم وتربة".
يا متعب... ستبقى معنا بكل طالع شم،س نبدأ به يومنا بصوتك مهيوباً تطوّع الكلمات لأجل وطن قلت فيه "شمالك يحضن جنوبك ..دفيني يا البيت الدافي"..
وستبقى ذاك الذي تغنى بالعرش وغنّى له، وستبقى كلماتك الحماسية في طابور العسكر تصدح لهم "على المقناص، ورجال الخاصة".
ستبقى فينا حيّ، كمن سبقوك على درب "شهداء الكلمة الوطنية" من حبيب الزيودي، وفارس عوض.
إلى رحمات الله يا متعب فلقد تعب القلم والكَلم أن يرثيك، فمثلك لا يرثى بل يبقى حياً.
