وقف الشاب أمام كاونتر تسجيل الشركات في دائرة مراقبة الشركات – ليس في الأردن – ودفع بورقة كان إلتقطها من على رف ضمن أوراق أخرى مصففة بعناية لتسجيل الشركات , كانت الورقة عبارة عن طلب تسجيل شركة وقد فهم الشاب الذي يرغب في تسجيل تطبيق ذكي أن عليه أن يدونه في سجل مراقبة الشركات للحصول على رخصة مزاولة نشاط تجاري وملحقاته من رخصة مهن وغيرها بحسب التعليمات .
بادر الشاب الموظف الذي إلتقط الورقة من خلف الكاونتر بسؤال :- كيف افتح متجرا للتسوق في الانستغرام؟.
دقق الموظف في الطلب وقبل أن يضمه الى مجموعة من الطلبات المقرر تحويلها الى السجل أعاد النظر مرة أخرى لكنه هذه المرة أزاح النظارة الكبيرة الى جبينه وحملق سائلا « ترخيص تطبيق ذكي ؟» روح على وزارة الثقافة أو الى دائرة المكتبات الوطنية أو إن شئت الى المرئي والمسموع , فليس هنا مكان هذا الترخيص.
تدخل موظف أخر وهمس بأذن متلقي الطلب , فهم الشاب أنه قدم شرحا أزال اللبس , فرجع الموظف بكتفيه مستندا بثقله الى المقعد الهزاز , وقال « آه ترخيص متجر يعني إلكتروني ّّ» وإستطرد عليك أن تستكمل إجراءات التسجيل خذ هذه هي الشروط لبها وتعال للحصول على سجل تجاري .
التقط الشاب كشفا يتضمن مجموعة من المتطلبات وقرأ :-
1-دفتر العائلة أو صورة بطاقة الأحوال المدنية مع الأصل .
2- صك ملكية أو عقد إيجار المؤسسة.
3- ترخيص من الجهات الحكومية ذات الاختصاص للأنشطة التي يتطلب مزاولتها ترخيصاً لها .
4- شهادة عدم محكومية 5 - إذن أشغال وتحديد موقع مكتب للكشف الحسي من قبل الجهات المختصة .
6 إيداع نصف رأس المال في حساب بنكي يفتح باسم الشركة .
قفل الشاب عائدا الى بيته وبدأ بوضع علامة صح مقابل كل شرط يمكن تلبيته الطلبات الى أن وصل الى الشروط من 2 الى 5 , وبدأ بإعدادها فعلا وفي صباح اليوم التالي عاد الى حيث بدأ عند كاونتر مراقبة الشركات فدفع أولا بدفتر العائلة , ثم وضع اللابتوب أمام الموظف وقال هذا هو الإجابة على الشروط من 2 ولغاية 5 , فأومأ الموظف برأسه وقال « هذه مزحة أم أنه إستهتار بمؤسسة حكومية وبموظف حكومي , إحمل هذا « التوب « وأترك مجالا لمراجع آخر , فقال الشاب , لا أنا جاد ولا أقصد الإهانة فعلا , فهذا اللابتوب هو المؤسسة التي تطلب سند ملكيتها أو عقد الإيجار الخاص بها أحضرته كله وهو أيضا المؤسسة التي ستقوم الجهات الحكومية المختصة بالكشف الحسي عليها من حيث الموقع والعنوان وأهلية المكاتب ومواقف السيارات وإذن الأشغال ومخارج الطواري والمكاتب وأرقام الهواتف والفاكس أما شهادة عدم المحكومية فلم أفهم لماذا قد أحتاجها لكن لا عليك فقد أحضرتها معي .. فماذا بقي كي تمنحني رخصة وسجلا تجاريا .
تسمر الموظف , وبعد فترة من الصمت بادر بسؤال ظن أنه تعجيزي منحه عنصر التفوق فقال « أين الطفاية التي يطلبها الدفاع المدني ؟...»
تعال غدا وجيب الطفاية معك لكن يجب أن تكون مثبته على جدران المكتب عند مدخل الطوارئ , يعني هنا!! . وأشار بإصبعه الى حافة سطح المكتب على جهاز اللابتوب .
الرأي