مدار الساعة - مرة أخرى، وللموسم السادس على التوالي، تغيب المسلسلات الدينية والتاريخية عن الدراما الرمضانية في رمضان 2021، الذي يبدو أنه لن يختلف كثيرا عن سابقه خلال السنوات الست الأخيرة، فلا وجود لأعمال درامية ذات طابع ديني أو تاريخي، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الغياب المؤثر.
على الرغم من أن رمضان 2021 يحمل معه عذره في مسألة خلوه من أعمال دينية أو تاريخية، بسبب الوباء الذي يجتاح العالم منذ أكثر من سنة، لكن غياب هذا النوع من الأعمال التلفزيونية في السنوات الأخيرة يثير العديد من التساؤلات ويطرح الكثير من علامات الاستفهام: هل أصبحت الأعمال الدينية غير مرغوبة من المشاهدين إلى هذه الدرجة؟ هل أضحت الثقافة والهوية الإسلامية مسألة ثانوية في ترتيب أولويات صناع الدراما العربية؟ ماهي الأسباب الحقيقية وراء تجاهل انتاج مسلسلات دينية وتاريخية؟ هل الأمر له علاقة بكتاب السيناريو أو بقدرة الممثلين أو برغبة المنتجين؟
وعليه فإن غياب المسلسلات الدينية والتاريخية عن الدراما الرمضانية منذ سنوات، يأتي ليأكد على تجاهل الثقافة الإسلامية مقابل الترويج لثقافات أخرى لا تمت لثقافتنا العربية والإسلامية بأية صلة، تزيد من تغريب الأجيال، وتساهم بشكل أو بآخر في إبعاد المسلمين عن دينهم وهويتهم وثقافتهم، فالأعمال الجادة والهادفة منها، عادة ما تترك أثرا ثقافيا عميقا في وجدان المشاهدين، بل إن بعضها ساهم في تشكيل عقل ووجدان الأمة.
لكن يبدو أن الدراما التاريخية تحتاج إلى تكاليف مادية مرتفعة جدا خاصة في التجهيزات ومواقع التصوير والأعداد المطلوبة، كما تحتاج أيضا إلى جهد كبير حسب المختصين.
وتجدر الإشارة في هذا الشأن أن قطاع الإنتاج أو “صوت القاهرة” في التليفزيون المصري قدم أعمالا خالدة في هذا المجال. ولم تخلُ اي نسخة من رمضان لعشرات السنين من عمل ديني أو تاريخي ضخم، لكن عندما توقفت الدولة عن انتاج هذا النوع من الدراما وغاب التمويل (لأسباب عديدة لا يتسع المجال لذكرها)، تراجع الاهتمام بالدراما الدينية، في ظل توجه القطاع الخاص إلى المشاريع السهلة السريعة والمربحة.
لكن بعض النقاد رفضون هذا العذر أو السبب، مؤكدين أن هناك أعمالا لا دينية ولا تاريخية، استحوذت على ميزانيات خيالية، وتم انتاجها بمبالغ ضخمة، تفوق حتى ميزانيات الأعمال الدينية والتاريخية!! ولا ينكر هؤلاء تأثير غياب التمويل على انتاج مثل هذه الأعمال، لكنهم يشيرون إلى “توجهات فوقية” بعدم الخوض في هذا النوع من الانتاج، بسبب تأثيرها السلبي القوي على بعض الفئات من المجتمع.
ولتجاوز مسألة التمويل، ينصح هؤلاء بضرورة البحث عن إنتاج أعمال درامية مشتركة مع شركات عربية مثلا أو قطاع خاص أو محاولة الإنتاج بأقل التكاليف.
كما يُرجع البعض أسباب غياب الدراما الدينية والتارخية في رمضان 2021 وما قبله، إلى خلو الساحة الفنية من ممثلين كبار، مثلما كان الحال في السابق، ممن يجيدون الأدوار التاريخية والدينية، وأيضا عدم وجود كتاب سيناريو من الطراز الأول. وفي هذا الشأن يقول مراقبون في الوسط الفني أن هناك مواهب كثيرة مصرية وسورية وخليجية وغيرها لا تجد فرصا سانحة للتمثيل، ولديهم المقومات اللازمة للإنتاج الدرامي التاريخي والديني مثل اللغة العربية السليمة والآداء الجيد.
فمتى تعود مثل هذه الأعمال للشاشات العربية في رمضان، لاسيما أن روح شهر رمضان الكريم تتناسب مع هذه النوعية من المسلسلات الدينية التى كان يحبها الجمهور وتعلقت بالكثير من الأعمال الدينية لكبار الفنانين الذين شاركوا فيها.
وكانت هذه الأعمال متواجدة منذ سنوات في شهر رمضان الكريم كل عام لكنها أصبحت غائبة عن الساحة الدرامية وعزف عنها منتجو الدراما منذ فترة طويلة، حتى أصبح البعض يتحدث عن مؤامرة ضد نشر الثقافة الإسلامية والاكتفاء فقط بنشر الثقافات الغربية التي زادت في تغريب وانسلاخ المجتمع الإسلامي وتخليه عن هويته الإسلامية.
المصدر : تقرير من مصادر متعددة ...
رصد