أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حمد ابو زيد

مدار الساعة,مقالات مختارة,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ادر حمد أبو زيد الحياة, وقد التقيت به كثيرا في أروقة المجلس, وفي المناسبات العامة.. وصافح قلبي قلبه كثيرا, ولا أعرف لماذا أحببت هذا الرجل عن دونه..

يستحق أن ترثيه, لأنه بسيط وطيب.. نبت مثل سنابل القمح, وأصر أن يكون كبيرا فكان كذلك, دخل مجلس النواب وأشاع فيه جوا من الود.. هو لم يكن من اليسار ولا من اليمين لم يكن حزبيا ولا مشرعا, ولكن يسجل له أنه بخبرته العشائرية حقن الدم, ومشى في الصلح بين الناس, وعين شبابا في الدولة.., لم يترك مناسبة عشائرية في الأردن إلا وكان على رأسها.. هو أنجز أكثر مما أنجزه اليمين واليسار والتشريع.

من حق سحاب أن تحزن فقد ذهب أحد كبارها, ومن حقنا أن نحزن عليه.. فقد كان ينتج الفرح من قلب المأساة, وينتج التلاقي والمحبة في لجة الخصام... ويسري مع ضوء الفجر الأول إلى الوزارات والمكاتب لخدمة الناس, ومتابعة أمورهم..

هذه الفئة من الناس تركت بصمة في الحياة الإجتماعية والنيابية, هي لم تأت لمجلس النواب بحثا عن زعامة لأنها تمتلك الزعامة أصلا, ولكنها جاءت لتضيف لمسة عشائرية.. ولكي تخدم الناس.. أنا أعرف أن حمد أبو زيد لم يوظف العباءة والعقال بحثا عن حضور أو مكاسب بل وظفهما لخدمة الناس.. والقتال في أروقة الدولة, كي يكون لسحاب حظ أكبر.. كان كل همه أن يلتحق الشباب في الجامعات, لم أشاهد أحدا مثله يقاتل في هذا الجانب.. ولم أشاهد أحدا يستميت لأجل مقعد جامعي لشاب من سحاب.. ولأجل قسط جامعي أو لأجل نقل من جامعة لأخرى..

أعزي صديقه الشيخ برجس الحديد, فقد ظلوا متلاصقين متحابين.. كان عنوانهم وإطلالتهم على الناس تتمثل بالحب والخدمة, شكلوا في الدولة حزبا مهما وهو حزب (العقال).. الذي جمع بين الناس, والذي قدم نموذجا مهما في القضاء العشائري, والذي منع الثأر وسفك الدم.. والذي أخرج مكاسب انتزعت من مكاتب الدولة لأجل رواتب تدفع لليتامى والأرامل.. والذين أيضا قدموا الولاء دون ثمن, لأن الولاء الأصيل لا يقابل بملء الجيوب.. ولا بالمكاسب ولا يقابل بالدفع..

مازلت أذكر الناس حين كانوا يأتون إلى المجلس, ويختطفون حمد ابو زيد من ممراته لأجل أن يذهب معهم إلى المحافظ لحل قضية أو إلى الشرطة لكفالة متهم.. وحين كنا نسأله عن سبب تركه الجلسة يجيبنا بأن هنالك ما هو أهم من الجلسة, والغريب أنك حين تستفسر من حمد أبو زيد عن هؤلاء الناس, يجيبك بأنه لايعرفهم.. ولكنهم (دخلوا على ابو صايل دخاله).. وبالتالي عليه أن يمشي معهم..

من هم على شاكلة برجس وحمد ..كانوا مداميك الإلتزام , وأنتجوا للمجتمعات مناهج في التسامح ...وكان الولاء والانتماء لديهم اصيلا في الروح متجذرا ...

رحم الله حمد ابو زيد فقد كان جبلا من الحب .

Abdelhadi18@yahoo.com

الرأي

مدار الساعة ـ